العالم

تايوان تترقّب نتائج اقتراع يشكل اختبارا للرئيسة

– أدلى الناخبون التايوانيون السبت بأصواتهم في اقتراع يشكل اختبارا للرئيسة تساي إنغ-وين، تنظم بالتزامن معه مجموعة استفتاءات حول مسائل حساسة بينها العلاقة مع الصين.

ودعي 19 مليون ناخب لاختيار ممثليهم في مجالس القرى والمدن والمقاطعات والتجمعات السكنية الكبرى.

وتشكل الانتخابات اختبارا للرئيسة التي تواجه اعتراضات على خلفية إقرار إصلاحات داخلية ومخاوف من تدهور العلاقات مع الصين.

واتّهمت تساي ومسؤولون في حزبها التقدمي الديموقراطي مرارا الصين بالتدخل في انتخابات تايوان عبر حملة “أخبار مضللة”، وهو ما نفته بكين.

وفي موازاة الانتخابات المحلية صوّت التايوانيون في عشرة استفتاءات حول مجموعة مسائل من بينها تشريع زواج المثليين، وتغيير اسم الجزيرة في المسابقات الرياضية الدولية ما شكل استفزازا للصين.

وصباح السبت تشكلت طوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع. وقد دعت تساي إنغ-وين التايوانيين إلى المشاركة في التصويت لدى إدلائها بصوتها في مدينة “نيو تايبيه”.

وأثنت الرئيسة على الديموقراطية وقالت إن “الناس بإمكانهم التعبير عن آرائهم في مسائل عديدة”.

وقالت الطالبة كوان تشين شون (18 عاما) لدى اقتراعها في تايبيه إنها أرادت تأييد المساواة في حق الزواج. وقالت لوكالة فرانس برس “ليس هناك أي خطأ في أن تحب شخصا من الجنس نفسه”.

في المقابل تسعى جماعات “مؤيدة للعائلة” بحصر التعريف القانوني للزواج بأنه شراكة بين رجل وامرأة.

وقالت ناخبة عرّفت عن نفسها باسم باي إن “الهدف من الزواج هو الإنجاب، علما أن معدّل الولادات في تايوان هو من بين الأدنى عالميا”. وفي حين أقرت الناخبة التايوانية بحق المثليين في ممارسة الجنس رفضت أي تشريع لزواجهم.

وعلى الرغم من تشريع القضاء التايواني لزواج المثليين إلا أن القرار لم يدخل بعد حيّز التنفيذ، وتتخوّف جماعات مؤيدة لحقوق المثليين من أن يحدّ فوز المحافظين في الاستفتاء من الحقوق التي اكتسبوها مؤخرا.

قوى خارجية

سيتم انتخاب رؤساء 22 بلدية ومقاطعة يتولى 13 منها حاليا الحزب التقدمي الديموقراطي الحاكم الذي واجه منافسة قوية في عدد من المناطق.

وبدأت عمليات الفرز بعيد إقفال صناديق الاقتراع، لكن من غير المتوقع صدور النتائج قبل وقت متأخر من ليل السبت.

وأرادت الرئيسة التايوانية من خلال هذه الانتخابات توجيه رسالة بأن تايوان لن تذعن أبدا لبكين وهو ما فاقم الضغوط العسكرية والدبلوماسية في المنطقة.

وتخوض الصين الشعبية وتايبيه منذ عشرات السنين نزاعا دبلوماسيا، وتعتبر بكين تايوان جزءا لا يتجزأ من أراضيها، ولا تستبعد اللجوء للخيار العسكري لضمّها.

وخالفت الرئيسة التايوانية توجه سلفها الرئيس التايواني السابق ما يينغ جيو، المنتمي للحزب القومي المقرب من النظام الصيني، برفضها اعتبار الصين تايوان جزءا من “صين واحدة”، مثيرة بذلك غضب بكين.

وانتُخبت تساي إنغ وين رئيسة في 2016 بعد أن حققت فوزا كاسحا مستفيدة من تخوّف شعبي من التقارب بين القوميين وبكين، وقد ركّزت خلال حملتها على أهمية الهوية التايوانية.

وقالت الرئيسة التايوانية إن الضغوط الصينية “حاضرة دوما” في الجزيرة وإن الديموقراطية التايوانية تواجه أزمة بسبب “قوى خارجية”.

وانتشر على وسائل التواصل الاجتماعي ما اعتُبر “أخبارا مضللة” تتضمن صورا لقشر الموز والأناناس كتعبير على عدم اكتراث الحكومة بالمزارعين، وكذلك تعليقات اتّهمت تايوان بعدم إخراج مواطنيها من اليابان بعد تعرّضها لإعصار، ما دفع بمسؤول تايواني في أوساكا إلى الانتحار.

وقال مكتب التحقيقات التايواني إنه يجري تحقيقا حول تدخل الصين للتأثير على الانتخابات عبر تمويل حملات المرشحين.

واعتبر القوميون أن الانتخابات ستكون تصويتا على حجب الثقة عن تساي، متعهّدين تعزيز الاقتصاد والعلاقات السلمية مع الصين.

وتثير إصلاحات تساي لنظام التقاعد وقانون العمل نقمة شعبية على الرغم من ارتفاع إجمالي الناتج المحلي. واشتكى بعض الناخبين من عدم الاستفادة من ذلك بسبب تجميد الرواتب وغلاء المعيشة. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق