أوروباالسلايدر الرئيسي

رواد التكنولوجيا يتصدون للوصمة السلبية على حي مولنبيك في بروكسل

– تحاول مؤسسة “مولنغيك” المتخصصة في دعم الشركات الناشئة التصدي للسمعة السيئة لحي مولنبيك الشعبي في بروكسل الذي يعاني سكانه المتحدرون بنسبة كبيرة من أصول مغاربية من البطالة والفقر فضلا عن وصمة دعم المجموعات المتشددة التي طالته أخيرا.

ففي ربيع العام 2015 أي قبل التداول باسم هذا الحي إثر هجمات باريس التي أوقعت 130 قتيلا في تشرين الثاني/نوفمبر من العام نفسه، أطلق المقاول الشاب ابراهيم واساري الذي لم ينه دراسته الثانوية هذا المشروع.

وتكمن الفكرة في التوجه مباشرة إلى شباب الحي في ظل نقص الفرص المهنية المتوافرة لهم والنفاذ المحدود للتكنولوجيا.

ومع الفرنسية جولي فولون البالغة 36 عاما، أطلق ابراهيم واساري “مولنغيك” التي باتت تثير الإعجاب والمديح من عمالقة شركات التكنولوجيا الجديدة ومن الأوساط السياسية على السواء.

وهما أنشآ مؤسسة لا تبغي الربح لتعليم الشباب البرمجة المعلوماتية ما يزيد قدرتهم على تطوير مواقع الكترونية وتطبيقات محمولة وصولا إلى إطلاق شركاتهم الناشئة الخاصة وتطويرها.

ويقول ابراهيم واساري البالغ 39 عاما وهو بلجيكي مولود لوالدين مغربيين “فتحنا كوة صغيرة”. وهو أمضى طفولته في مولنبيك وقد جعلته تجربته كمنشط اجتماعي يشكك في فائدة البرامج المرتكزة على الرياضة والأنشطة الأخرى خارج الأطر الدراسية.

ويضيف “يجب تقديم ضمانات لهؤلاء الشباب كي يكون لهم مستقبل ووظيفة وتعليم”.

وتضم المؤسسة حاليا حوالى 600 عضو. ويتهافت حوالى مئة منهم يوميا إلى المقر المصنوع من الزجاج والطوب للمشاركة في حصة للبرمجة أو العمل على إطلاق شركاتهم الخاصة.

وقد أبصر أكثر من اثنتي عشرة شركة ناشئة النور في هذا المقر بينهم مطورو تطبيقي “تي – إيل” التي تطلع المستخدمين على خطط سياحية ناجحة و”كويكليريك” لتحميل كلمات الأغنيات.

وقد علمت المؤسسة شباب مولنبيك المنتمين إلى مشارب مختلفة، تجاهل الأحكام النمطية عن هذا الحي والمتعلقة بالبطالة المرتفعة وارتفاع معدلات الجريمة ودعم الإرهاب.

وقد تداولت وسائل الإعلام في السنوات الأخيرة باسم حي مولنبيك خصوصا لكونه المنطقة التي يتحدر منها صلاح عبد السلام وغيره من المشاركين في الهجمات التي شهدتها باريس إضافة الى تفجيرات بروكسل التي أوقعت 32 قتيلا في آذار/مارس 2016.

ويرى توفيق الوزاني البالغ من العمر 22 عاما أن سكان مولنبيك أمام خيار وحيد يتمثل “بتخطي هذا كله”. ويقول هذا الشاب المشارك في تأسيس موقع “مولن أي تي”، “ثمة مزايا كثيرة هنا في مولنبيك. نحن مثال على ذلك”.

– لغة عالمية –

وبدفع من نجاح “مولنغيك”، يسعى فرانشيسكو زانكين مع مستثمرين إيطاليين آخرين إلى إطلاق مشروع مشابه للشباب المحرومين في منطقة بادوفا في شمال إيطاليا.

ويعتبر زانكين أن مثل هذه المشاريع تسمح بجمع أناس من مشارب متنوعة ومدهم ليس فقط بمستقبل مهني بل أيضا بالأمل بدل العيش في أجواء من السخط والضيق.

وهو يقول إن “البرمجة شكل جديد من التواصل اللغوي اذ يمكن التحادث مع شخص يختلف معنا في البلد والثقافة والديانة”.

وفي عالم البرمجة، الشهادة ليست شرطا لازما.

وقد وصف نائب رئيس المفوضية الأوروبية للسوق الرقمية أندروس أنسيب مؤسسة “مولنغيك” بأنها من “ابتكار اجتماعي جيد جدا” يتيح تلبية متطلبات القطاع الرقمي.

ودعا أنسيب إلى “استنساخ” هذا النموذج في مناطق أوروبية أخرى.

وجذبت المؤسسة اهتمام مجموعة “غوغل” الأميركية التي استثمرت في الهدف الرامي لتعليم جمهور جديد مهارات تفتقر إليها أوروبا بنسبة كبيرة، بحسب المسؤولة في داخل المجموعة عن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي ليي جونيوس.

وهي توضح “دربنا خمسة ملايين شخص” في اوروبا وافريقيا والشرق الأوسط من خلال برامج مشابهة “لكن ما زال هناك طلب”.

والمنحى نفسه موجود لدى “سامسونغ”. فهذه المجموعة العملاقة في قطاع الإلكترونيات تريد المساعدة في التصدي لمستويات البطالة المرتفعة لدى شباب المنطقة وتغيير النظرة السلبية تجاههم وفق ميخيال ديكمان الذي يعمل لحساب المجموعة الكورية الجنوبية.

ويؤكد ديكمان “إذا ما استطعتم إطلاق شركتكم الخاصة أو كانت لديكم القدرات للحصول على وظيفة، فهذا يعني أنكم ستحصلون على نظرة ايجابية في مجمل الحي”.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق