السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
رئيس الجزائر يقر بتفشي الفساد ويهاجم “المعارضين” الذين يريدون الزج بالبلاد نحو المجهول
نهال دويب
ـ الجزائر ـ من نهال دويب ـ اعترف رئيس الجزائر عبد العزيز بوتفليقة, أن بعض”الآفات في البلاد تستشري في جسم المجتمع وتتحول إلى طفيليات معوقة، وممارسات غير مطابقة مذمومة ومرفوضة قانونيا وأخلاقيا, من مثل الرشوة والمحسوبية والمعاناة والتصرفات البيروقراطية الجائرة التي يراد بها الباطل”.
ووجه الرئيس الجزائري, اليوم الأربعاء, في كلمة وجهها لولاة الجمهورية, أصابع الاتهام لـ”عناصر ضالة تحاول تحقيق مآربها الآثمة, في مختلف قطاعات النشاط “.
واعتبر عبد العزيز بوتفليقة أن “هذه الممارسات هي أخطر ما ينخر الجزائر, ولا يمكن التسامح معها, بل يقتضي الواجب محاربتها بكل قوة وردع ولكم مني كل الدعم”.
وأضاف في رسالته إن “هذه الممارسات هي أخطر ما ينخر الجزائر، ولا يمكن التسامح معها، بل يقتضي الواجب محاربتها بكل قوة وردع، ولكم مني كل الدعم”، مضيفاً أنّ الفساد “يمنع تحقيق الأهداف ويحولها عن مسارها ويمس بمصداقية عمل السلطة، ويجب القضاء على هذا المرض العضال الذي يسعى للانتشار والتفشي، وتحصين البلاد من مناورات هذه الفئة المنحرفة التي لا تحركها سوى أنانيتها ومصالحها الفئوية الدنيئة “.
ولم يخرج مضمون رسالة الرئيس الجزائر عبد العزيز بوتفليقة, عن سياق التحذير من ” مؤامرة سياسوية ” يقودها ” المغامرين السياسيين ” الذين ” يريدون الزج بالبلاد نحو المجهول “، مع اقتراب استحقاق سياسي هام، في إشارة منه إلى الانتخابات الرئاسية القادمة التي ينتظر أن تجرى شهر أبريل / نيسان القادم.
وقال القاضي الأول للبلاد, إن “المغامرين الذين يسوقون لثقافة النسيان والنكران والجحود، لا يمكن أن يكونوا أبداً سواعد بناء وتشييد، فهم يخفون وراء ظهورهم معاول الهدم التي يسعون لاستخدامها”، مضيفاً أنّ “هؤلاء يسعون للدفع والزج بالبلاد نحو المجهول “.
وتابع قائلا إنه ” يلاحظ أنّ مناورات سياسوية مع اقتراب كل محطة حاسمة من مسيرة الشعب الجزائري، ما هي إلا دليل واضح يفضح هذه النوايا المبيتة التي سرعان ما تختفي بعد أن يخيب الشعب الأبي سعيها “.
بوتفليقة خاطب معارضيه قائلا إن ” البعض يختزل رهانات الحاضر والمستقبل في تغيّر وتعاقب الوجوه والأشخاص، لحاجة في نفس يعقوب “.
ورأى أنه “من الطبيعي اليوم أن تستهدف الدوائر المتربصة والخلايا الكامنة استقرار البلاد، وتتكالب عليها بقصد تثبيط همتها والنيل من عزيمة أبنائها”.
ودعا الحكومة والمسؤولين في المحافظات إلى “التحلي باليقظة ومواصلة العمل، من أجل تمكين الشعب من ممارسة سيادته ومواصلة مسيرته “.
وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يشير إلى الشخصيات الوطنية والسياسية التي طالبت بـ ” تغيير وجوه الحكم ” وطالبته بعدم الترشح لولاية رئاسية خامسة في الانتخابات الرئاسية المقررة في ربيع 2019.
وفي رده على قضية صرف ألف مليار دولار منذ وصوله إلى سدة الحكم سنة 1999 إلى يومنا هذا, دافع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بقوة عن الحصيلة التي حققها, وقال إن ” ما تحقق في بلادنا هو نتاج جهد جيل كامل من أبناء هذه الأمة من المخلصين، الذين قاموا ويقومون بواجبهم على أكمل وجه. جيل ضحى من أجل أن تخرج الجزائر من دوامة اللاأمن والتخلّف وتعود من جديد إلى سكة التنمية والعصرنة”.
وأضاف “ما تم القيام به لحد الآن ليس سوى مرحلة تليها مراحل من مسار طويل، فما يزال أمامنا الكثير من التحديات، ولا يمكن، بعد ما تم من عمل، أن نعود إلى الوراء، ونأخذ بطروحات مثبطة انهزامية لا غاية منها سوى تعطيل مسيرتنا”.