أوروبا
إيطاليا تعرب عن رفضها التصديق على الاتفاق العالمي للهجرة
ـ روما ـ انضمت إيطاليا إلى مصاف عدد من الدول الرافضة للتصديق على اتفاق الأمم المتحدة بشأن الهجرة، الشهر المقبل.
وقال رئيس الوزراء الإيطالي جيوزيبي كونتي في بيان اليوم الأربعاء إن الاتفاق العالمي للهجرة مدرج على جدول أعمال مؤتمر دولي في مراكش بالمغرب من 10 إلى 11 كانون أول/ديسمبر، لكن إيطاليا سترفضه.
ويرجع هذا الرفض إلى أن الحكومة الإيطالية قررت تفويض البرلمان في اتخاذ قرار بشأن دعم الاتفاق، ولن يناقش أعضاء البرلمان القضية قبل مؤتمر مراكش.
وجاء الإعلان بعد يوم من تصريح نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية ماتيو سالفيني، المناهض للهجرة وزعيم حزب “رابطة الشمال” اليميني المتطرف، والذي قال فيه إنه يرفض الاتفاق “بصورة قطعية”.
ويتعارض موقف سالفيني مع ما ذكره كونتي في خطاب له أمام الأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر.
وأوضح كونتي آنذاك أن “ظاهرة الهجرة التي نواجهها تتطلب استجابة منظمة ومتعددة المستويات، وقصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل، من المجتمع الدولي ككل. وعلى هذا الأساس، نؤيد الاتفاق العالمي حول الهجرة واللاجئين”.
وصورت صحيفة “كورييري ديلا سيرا” اليوم الأربعاء رفض سالفيني لاتفاق الامم المتحدة على أنه بمثابة تقويض لمصداقية كونتي الدولية. وتسألت: “ما هي قيمة كلمة رئيس الوزراء؟”
ويهدف الاتفاق العالمي للأمم المتحدة بشأن الهجرة إلى دعم التعاون الدولي في جعل الهجرة “آمنة ومنظمة ومنتظمة”، وفي الوقت نفسه محاربة المتورطين في تهريب البشر ، فضلا عن إدارة الحدود وحماية حقوق الإنسان للمهاجرين.
وادعى سالفيني أن الاتفاق يحد من السيادة الوطنية ويضع “المهاجرين الاقتصاديين على نفس مستوى اللاجئين السياسيين”، وأن الاتفاقية ليست ملزمة من الناحية القانونية ولا تشمل اللاجئين.
ورفضت عدة دول بالفعل هذا الاتفاق ومنها: النمسا ، أستراليا ، بلغاريا ، كرواتيا ، جمهورية التشيك ، إستونيا ، المجر ، إسرائيل ، بولندا ، سويسرا، والولايات المتحدة.
وقالت لويز أربور، الممثل الخاص للأمم المتحدة للهجرة الدولية أمس الثلاثاء، إن إظهار “كونك مؤيداً أو معادياً للهجرة” ليس “المغزى” من اتفاق الأمم المتحدة بشأن الهجرة، مؤكدة أن الاتفاق لا ينتهك الحقوق السيادية للدول.
وتابعت أربور القول إن النص لا ينتهك أي حقوق سيادية لدولة ما في تقرير سياستها الخاصة بالهجرة أو يطلب منها الترحيب بالأجانب.
وأوضحت أربور أنه من “السخرية بمكان” رفض الميثاق بالقول إن الهجرة سيئة ، وأن كونها مع أو ضد الهجرة “ليس هو الهدف” من الدخول في الاتفاق أو الخروج منه.
وقالت أربور للصحفيين في نيويورك “إن الهجرة شيء. وهذا الشيء ليس أمرا سيئا وليس أمرا جيدا. إنه شيء.”
وأضافت أربور: “الشيء الجيد هو محاولة الإدارة بأفضل طريقة ممكنة بشكل جماعي. أما الشيء السيء فهو عدم القيام بأي شيء وتركه يتكشف بطريقة فوضوية وخطيرة وغير منضبطة”. (د ب أ)