شرق أوسط
واشنطن تحذر من “تهديد” إيراني في الشرق الأوسط وتعرض “أدلة” على ذلك
– واشنطن ـ عرضت الولايات المتحدة الخميس أسلحة جديدة قالت إنها تشكل “أدلة على انتشار صواريخ إيرانية”، وحذرت من “التهديد” المتزايد الذي تشكله طهران في الشرق الأوسط، على حد قولها.
وعقد الممثّل الخاص لوزارة الخارجية الأمريكية للشؤون الإيرانية براين هوك مؤتمرا صحافيا في قاعدة أناكوستيا العسكرية في واشنطن وسط عدد من الصواريخ والطائرات المسيرة والرشاشات.
وكانت الحكومة الأمريكية عرضت في المكان نفسه قبل حوالى عام حطام صاروخ إيراني قالت إن المتمردين الحوثيين في اليمن قاموا بإطلاقه على السعودية.
وقال المسؤول الأمريكي إن “دعم إيران للمقاتلين الحوثيين (في اليمن) تزايد” منذ عام تماما، كما “هذه الجردة في المستودع”.
ومن القطع التي عرضها صاروخ أرض جو من نوع “صياد 2” قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن السعودية اعترضته في اليمن، وصواريخ موجهة مضادة للدبابات سلمتها إيران، حسب واشنطن، إلى مقاتلي حركة طالبان الأفغانية وصادرها الجيش الأفغاني في قندهار.
كما عرضت طائرة “شهيد 123” وأسلحة اخرى سلمتها سلطات البحرين إلى الولايات المتحدة.
وأشار هوك إلى “الكتابة الفارسية على جانب” صاروخ، موضحا أنها “ساعدت في إثبات أنّه إيراني الصنع”. وأضاف أن “العلامات الفارسية الواضحة هي طريقة الإيرانيين للقول إنّهم لا يهتمّون إذا تمّ الإمساك بهم وهم ينتهكون قرارات الأمم المتحدة”.
وتابع أنّ هذا الصاروخ كان من المقرر إرساله إلى المتمرّدين الحوثيين “الذين كانوا سيستخدمونه لاستهداف طائرة للتحالف على بُعد 46 ميلاً”.
وأكد هوك أن “إيران تقدّم الدعم المادي لطالبان منذ 2007 على أقلّ تقدير”.
وحذر براين هوك من أن هذه الأسلحة “تعكس حجم الدور المدمر لإيران في المنطقة”، مدينا “التزام إيران الثابت وضع مزيد من الأسلحة بين أيدي عدد متزايد من الميليشيات”.
وأكد أن “التهديد الإيراني يكبر ومخاطر التصعيد في المنطقة تتزايد”.
“نسخة جديدة من حزب الله”
وتعتبر إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران عدوتها الرئيسية. وقد انسحبت من الاتفاق النووي الذي وقع مع طهران في 2015 في عهد الرئيس باراك أوباما. وفرضت منذ ذلك الحين سلسلة عقوبات قاسية جدا لإخضاع طهران.
وقال هوك إنّه منذ الانسحاب من الاتفاق، بات المسؤولون الأمريكيون أكثر “حرية” في التعامل مع نفوذ إيران في المنطقة، ودعا الدول الأخرى لأن تحذو حذو واشنطن.
وتنظم واشنطن باستمرار لقاءات لتعرض للرأي العام ما تسميه “أدلة” على دور إيران الذي “يزعزع الاستقرار”.
وكان براين هوك استغلّ فرصة اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر في نيويورك ليطلب من “سجناء سياسيين” إيرانيين سابقين التحدث إلى وسائل إعلام، ولينشر تقريرا يتضمن لائحة بالتصرفات “السيئة” لإيران، من بينها عبارة غريبة عن “تدمير البيئة”.
وشدد هوك الخميس على ضرورة تسوية النزاعات في الشرق الأوسط وخصوصا اليمن بينما يجري الحديث عن بدء محادثات سلام في كانون الأول/ديسمبر.
وفي مواجهة المتمردين الحوثيين “الممولين والمسلحين والمدربين” من طهران، كما تقول واشنطن، يدعم تحالف تقوده السعودية ومدعوم عسكريا من الجيش الأمريكي، الحكومة اليمنية.
ولإنهاء هذا الدعم للرياض، يهدد الكونغرس الأمريكي بالتصويت على قرار اجتاز الأربعاء العقبة الأولى رغم معارضة حكومة دونالد رامب.
وفي مواجهة وسائل الإعلام، شدد براين هوك مجددا على “الخطر” الذي تمثله إيران في النزاع اليمني. وقال إن “إيران ليس لديها أي مصلحة شرعية في اليمن سوى توسيع دائرة تأثيرها وإقامة منطقة نفوذ شيعي”.
وأضاف “في الأشهر المقبلة يجب الحذر إزاء إعطاء إيران أي دور كلاعب سياسي شرعي في اليمن” لأن “رجال الدين في طهران سيستغلون أقل انفتاح ليكون لهم موطىء قدم” في هذا البلد.
وتابع “لا يمكننا أن ننظر الى نشأة نسخة جديدة من حزب الله اللبناني ببطء في شبه الجزيرة العربية”.
وكانت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هايلي قدمت في كانون الأول/ديسمبر 2017 عرضا مماثلا في إطار حملة إدارة ترامب المستمرة لزيادة الضغوط على طهران ومحاولة إقناع الحلفاء الغربيين بعمل المزيد لمواجهة نفوذ إيران الإقليمي. (أ ف ب)