السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
تونس: ازمة التعليم الثانوي تتصاعد وسط مقاطعة الاساتذة الامتحانات
سناء محيمدي
ـ تونس ـ من سناء محيمدي ـ تصاعدت ازمة التعليم الثانوي بتونس مع قرار الاساتذة بمقتطعة امتحانات الثلاثي الاول، حيث بدأ احتجاج اساتذة التعليم الثانوي منذ الاثنين الماضي، مطالبين الحكومة بتحسين الاوضاع المادية للمدرسين.
هذا وباشر اساتذة التعليم الثانوي في مقاطعة الامتحانات فيما تتواصل الدروس بنسق عادي، فيما وصلت نسبة نجاح المقاطعة إلى 98 بالمئة في بعض المناطق كمحافظة صفاقس وفقا لأرقام قدمتها نقابة التعليم الثانوي.
وعلى صعيد اخر، عبرت وزارة التربية في بيان لها عن “رفضها للدعوة إلى مقاطعة الامتحانات الثلاثية باعتبارها تخالف قوانين العمل النقابي وتربك سير العمل بالمؤسسات التربوية”.
وشددت الوزارة في بيانها على أن “الإخلال بأحد الواجبات المهنية المتمثل في اجراء الامتحانات وإصلاحها إخلال خطير يترتب عنه آليا الاقتطاع من الأجر علاوة على التتبعات الإدارية .
تدخل حكومي
في المقابل، شدد الامين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري، على أنّه يجب على حكومة يوسف الشاهد أن تتخذ قرارا سياسيا لتجاوز أزمة التعليم الثانوي، موعزا تأزم وضع التعليم الثانوي إلى تعنت وزارة التربية التونسية وتراجعها عن عديد النقاط التي تم الاتفاق عليها في السابق، وفق قوله.
كما أشار الطاهري إلى ضرورة العودة إلى طاولة الحوار في أقرب وقت وفتح مفاوضات جدية مع الجامعة العامة للتعليم الثانوي، مشيرا الى أنه لم يتم إلى حد الآن تحديد موعد لعقد جلسة بهذا الخصوص.
ولفت بهذا الخصوص الى أنه من واجب الحكومة ان تدعو الى عقد جلسة عاجلة لوقف الوضع الحالي بعد فشل الجلسة التفاوضية المنعقدة برئاسة الحكومة يوم 23 نوفمبر/ تشرين الثاني، مستغربا سعي وزارة التربية ضرب مصداقية الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل والمكتب التنفيذي وتحميل المسؤولية للجامعة العامة للتعليم الثانوي والاساتذة.
لا تراجع
من جانبه، صرح الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي، لسعد اليعقوبي، بأنّه لا مجال للتراجع عن قرار مقاطعة الإمتحانات التي انطلقت في 26 نوفمبر/تشرين الثاني وتتواصل إلى حدود الثامن من ديسمبر/ كانون الاول المقبل، في صورة عدم التوصل إلى اتفاق نهائي يرتقي إلى مستوى تطلعات المدرّسين التونسيين.
وأضاف اليعقوبي، أنّ وزارة التربية قدمت مقترحات هزيلة تمسّ من كرامة المدرّسين، وفق تعبيره، لكن سرعان ما تراجعت عنها خلال جلسة 23 نوفمبر/تشرين الثاني والتي أفضت إلى رفض كافة المطالب المرفوعة من قبل الوفد التفاوضي.
التلاميذ يحتجون
وعلى خلفية تصعيد النقابة بمقاطعة الامتحانات، امتنع تلاميذ في عدد من المؤسسات التربية احتجاجا على مقاطعة الاساتذة امتحانات الثلاثية الاولى، كما رافقتها اعمال عنف وشغب، فيما عبرت الجمعية التونسية للأولياء والتّلاميذ في بيانها عن أسفها العميق وعن استغراب الأولياء وقلقهم بخصوص مواصلة حشر التلاميذ والمدارس والمعاهد في ملفّات ليست لهم أي علاقة بها، وهو ما يؤثّر بالضرورة سلبا على معنويات التّلاميذ وعلى درجة تركيزهم وإعدادهم لامتحاناتهم وعلى استقرار المدرسة عموما.
وتساءلت الجمعية على موقف أصحاب القرار في صورة مواصلة الخلاف القائم بين الوزارة والجامعة وعدم إيجاد حلول لنقاط الخلاف بين الطّرفين وفي صورة التّصعيد الذي تلوح به الجامعة العامّة للتّعليم الثّانوي، وتساءلت أيضا على تبريراتهم لما ستسبّب فيه هذه الوضعية انعكاسات خطيرة على السّير العادي للدّروس وعلى نتائج التّلاميذ ونجاح السّنة الدّراسية وعلى الوضعيّة العامة بالبلاد.