السلايدر الرئيسيتحقيقات
التطور الطبيعي لحملات التضليل الإيرانية ضد العرب… الحلم “فارسي” والمنفذ “الحرس الثوري”
شوقي عصام
ـ القاهرة ـ من شوقي عصام ـ حملات تضليلية تستهدف العالم العربي، تحركها القومية الفارسية لنظام ولاية الفقية في طهران، منذ ثورة “الخميني” في نهاية السبعينات، هذه الحملة التي تستهدف تصدير الثورة إلى البلدان العربية، وضرب المحاور الرئيسية التي يرتكز عليها العالم العربي، وعلى رأسهم مصر، المملكة العربية السعودية، دولة الإمارات العربية المتحدة، وقبل ذلك العراق .
هذه الحملات التي شهدت تطورا طبيعيا تاريخيا منذ عام 1980، بحسب باحثين ومتخصصين عرب في الشأن الإيراني، وهو التطور الذي يتحسن مع تصاعد دور التكنولوجيا الرقمية، بعد أن كان الاعتماد في البداية على مطبوعات المراكز الثقافية التابعه للمراكز الدبلوماسية والسفارات في العالم العربي، بالتوازي مع المؤتمرات التي قادها شخصيات عربية تم السيطرة عليهم بدعوى”نصرة المظلومين” من جانب الحرس الثوري الإيراني، وكانوا يروجون لتصدير الثورة الإيرانية عبر مؤتمرات وفاعليات في قلب العواصم العربية، مرورا بالقنوات الناطقة بالعربية التابعه لإيران مثل “العالم” و”المنار” ثم التحول بقنوات عربية خالصه مثل “الجزيرة” والآن “التليفزيون العربي”، وصولا إلى منصات التواصل الأجتماعي والمواقع الألكترونية التي نشرت عنها وكالة رويترز تقريرا عن عمل ودور هذه المنصات في قيادة خطة التضليل الإعلامي بالعالم العربي من قلب بعض عواصم عربية.
وقالت “رويترز” في تقريرها الأخير، عن الخطة التضليلة الإيرانية في العالم، والذي بطبيعة الحال جزء كبير منه موجه للعالم العربي، أن موقع “نايل نت أونلاين”، يقطع على الانترنت وعدا للمصريين بتزويدهم ”بأخبار حقيقية“ من مكتبه في قلب ميدان التحرير بالقاهرة من أجل توسيع أفق حرية التعبير في العالم العربي، وأنه حتى عهد قريب كان عدد متابعي صفحة موقع نايل نت أونلاين على فيسبوك وتويتر وانستجرام يتجاوز 115 ألفا. غير أن أرقام هواتف الموقع لا تعمل ومن بينها رقم 0123456789. وأظهرت خريطة على فيسبوك لموقع مكتبه أنه يقع في منتصف الشارع لا في أي مبنى،والسبب في ذلك أن موقع نايل نت أونلاين جزء من حملة للتأثير في الرأي العام المصري تدار من مقرها طهران
وأوضح التقرير، أن الموقع واحد من أكثر من 70 موقعا على الانترنت توصلت إليها رويترز تعمل على نشر الدعاية الإيرانية في 15 دولة وذلك في عملية بدأ خبراء الأمن السيبراني وشركات التواصل الاجتماعي وصحفيون لتوهم في كشف النقاب عنها، والمواقع التي اكتشفتها رويترز يزورها أكثر من نصف مليون شخص في الشهر ويتم الترويج لها بحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي يتجاوز عدد متابعيها المليون، وأن هذه المواقع، تبرز الأساليب التي يتزايد لجوء أطراف سياسية في مختلف أنحاء العالم إليها لنشر معلومات مضللة أو كاذبة على الانترنت للتأثير في الرأي العام. وتجيء هذه الاكتشافات في أعقاب اتهامات بأن حملات إعلامية روسية مضللة استطاعت التأثير في آراء الناخبين في الولايات المتحدة وأوروبا.
وأكد تقرير “رويترز” عن الحملة الإيرانية، ان الإيرانيون خبراء محنكون في الانترنت،وأن ثمة عناصر في أجهزة المخابرات الإيرانية تتميز بالبراعة من حيث العمل على الانترنت
وفي هذا السياق، قال رئيس رئيس اللجنة التنفيذية لإعادة الشرعية لدولة الأحواز المحتلة من إيران، د.عارف الكعبي، أن المنظومة الإيرانية للتضليل بالعالم العربي، بدأت مع عهد “الحرس الثوري” من خلال قنوات “المنار” و”العالم” الناطقتين بالعربية منذ عام 1982، وعملت الخطة عبر 3 محاور، الأول على المكونات الشيعية في البلدان العربية، ثم الارتباط بجهات محسوبه على المكون السني، كجماعة “الإخوان” و”الجهاد” و”حماس”، بعد إغرائهم بالمال، والمحور الثالث من خلال بعض اليسار المتغفل بالعالم العربي، أيضا هؤلاء استغلهم الحرس الثوري بشكل مهني حتى يروجون في مؤتمرات ثم عبر مواقع التواصل الاجتماعي الآن أفكار لصالح تصدير الثورة الإيرانية
وأوضح الكعبي، في تصريحات لـ””، أن بالفترة الحالية أصبحت الماكينة الإعلامية التضليلة لطهران أكثر شراسة في ظل وجودها بين مصيرين، الأول نجاح تصدير الثورة أو انقطاع الأموال الإيرانية التي تأتي من النفط الأحوازي، موضحا أن الاستهداف بالأساس لـ3 دول عربية، مصر،السعودية، الإمارات، وهو أمر مرتبط بمشاطرة الماكينة الإيرانية لجماعة “الإخوان” في ظل اعتماد طهران على المخطط المستمر مع “الشاة” أو “الفقية”، وينفذ من المخابرات الإيرانية ثم انتقل إلى الحرس الثوري،بإحياء أمجاد الفرس.
ولفت الكعبي إلى أن تأثر الرأي العام العربي بهذا المخطط، يأتي من عدم وجود إعلام عربي ممنهج يتعامل مع العقلية الفارسية، حيث مازال يتلقي الجمهور، قنوات عربية تعمل للمخطط الخميني، وبالتالي أصبح المشاهد العربي محاصر من الإعلام الموالي لإيران، ولذلك فهناك ضرورة بكبح جماح هذا الإعلام تحت استراتيجية عربية، بتكثيف القنوات العربية الناطقة باللغة الفارسية الموجهه إلى قلب طهران، لتكون مؤثرة بالداخل الإيراني بمنهج الند بالند، وأن يركز الإعلام العربي على النقاط الحساسه التي تضرب “الفقية” مثل دعم القوميات بالداخل، كالأحواز والبلوج، وتوعية الرأي العام العربي بما يحدث في إيران من أحداث .
بينما أكد المحلل السياسي اللبناني، فادي عاكوم، أن الحرس الثوري الإيراني من عام 1979، كان يعتبر أحد الوسائل الإعلامية في خطة تصدير الثورة، والتي توجه من خلاله لمنطقة الشرق الأوسط، وكذا بلد في أمريكا الجنوبية، ومع تطور وسائل الاعلام، صارت مهمة الفرق الإعلامية أسهل، لاسيما أن “الحرس” يسيطر على الإعلام بقبضة من حديد، والذي ينفذ خطط الحرس الثوري والشبكة الأساسية هي المراكز الثقافية التابعه للسفارات الإيرانية حول العالم، ويمكن نشبهها بنقاط “داعش” الإعلامية في سوريا والعراق، ومن الممكن أن تكون حصلت “داعش” على الفكرة من الحرس الثوري.
ولفت عاكوم في تصريحات لـ””، إلى أن المنهج مستمر والوسائل تتطور منذ بداية الثمانينات حتى الآن، وهي نشر الأخبار الكاذبة، تصدير سياسة التعرض للظلم ونجدة المظلومين، انطلقوا في البداية من الورقيات، وعلى سبيل المثال في عام 1984، كانت جريدة جيهان الإيرانية تصدر باللغة العربية، وتوزع 25 ألف نسخة اسبوعيا من جانب المركز الثقافي في بيروت، أما الآن لديهم قدرة بنشر الآف الاخبار الكاذبة التي تخدم الحرس الثوري، انطلاقا من نصرة المظلومين وتصدير الثورة عبر تطور وسائل التنكولوجيا الرقمية
وحذر عاكوم من المشكلة صاحبة الدور الكبير في هذه الحملات، وهو ما يقع فيه عدد كبير من الصحفيين العرب، بالانجرار للسياسة الايرانية بدون علم، وهناك من يعلمون ويتجاوزن مقابل أموال زهيدة، وأيضا رحلات إلى إيران وجهات مشبوهه تقيم رحلات إلى مناطق محددة تابعه للحرس الثوري في العراق، حيث ينشر هؤلاء الصحفيين ايجابيات عن الحرس الثورة والمناطق التي يسيطر عليها اطراف تابعه له في العراق، وهناك قائمة امتلكها لصحفيين مصريين ذهبوا في رحلة تابعه للحرس الثوري في ذكرى عاشوراء، وكل صحفي حصل على بدل يصل إلى 500 دولار
وتابع “يجب أن يكون هناك دور للاجهزة الامنية، ومتابعة للصحفيين المتحركين في هذه الرحلات، وهذا لا يوجد فيه أمور تتعلق بحقوق الإنسان، الدول الغربية بحسب مقتضيات الأمن القومي تحدد رحلات الصحفيين، للأسف منذ عام 1980 حتى الآن، الوعي العربي العام للحرس الثوري صفر، الأمر ليس في التشييع أو ذلك، فالهدف السيطرة”
وأردف:”أدوات من قلب العالم العربي تقود جزء من الرأي العام العربي في هذه الخطة، هناك تليفزيون العربي الممول من قطر في لندن لصالح الأجندة الإيرانية، ولكن هل هناك شخص يعلم أن نصف من يعملون بالقناة تابعين للحرس الثوري، منهم شيعة هربوا من البحرين والكويت ويعملون هناك “متسائلا:” هل بالصدفة أن نجد تعاون أخباري إيراني إخواني وهل بالصدفة لا يوجد منصة إخوانية تهاجم سياسة ولي الفقية وإيران؟”.