العالم
لوبيز أوبرادور يؤدي اليمين الدستورية رئيسا للمكسيك
ـ مكسيكو سيتي ـ أدى اليساري آندريس مانويل لوبيز أوبرادور اليمين الدستورية اليوم السبت ليصبح رئيسا للمكسيك، وذلك خلال مراسم تمثل علامة فارقة في توجه البلاد نحو اليسار، رغم أنها تنتمي تقليديا إلى تيار يمين-الوسط.
وحضر مراسم تنصيب الرئيس أكثر من عشرة رؤساء دول وحكومات معظمهم من أمريكا اللاتينية، مثل الرئيس الكوبي ميجيل دياز كانيل والعاهل الإسباني الملك فيليبي السادس.
وشاهد الضيوف، ومن بينهم نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس وإيفانكا ترامب ابنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لوبيز أوبرادور وهو يؤدي اليمين ويقسم على احترام دستور الجمهورية وقوانينها.
ثم تسلم الرئيس البالغ من العمر 65 عاما وشاح الرئاسة من سلفه إنريكي بينا نييتو.
وقال لوبيز أوبرادور في خطاب تنصيبه “اليوم لا ندشن حكومة جديدة فحسب. اليوم يبدأ تغيير النظام السياسي”.
وتعهد “بالانتقال السلمي والمنظم، ولكن في نفس الوقت، التحول العميق والراديكالي، لأننا سننتهي من الفساد والإفلات من العقاب اللذين يمنعان ولادة المكسيك من جديد”.
وانتقد لوبيز أوبرادور “السياسات الاقتصادية النيوليبرالية” باعتبارها “كارثة ونكبة على البلاد وتعهد بالتركيز على مكافحة الفساد. وقال “أتعهد بألا أسرق”.
وكان زعيم حزب “مورينا” اليساري، الذي يعرف بالحروف الأولى من اسمه، “آملو”، حقق فوزا ساحقا في الانتخابات التي جرت في الأول من تموز/يوليو الماضي.
وتولى الرئيس المكسيكي المنتهية ولايته إنريكي بينا نييتو، المنتمي إلى “الحزب الثوري المؤسسي” (تيار الوسط) الذي حكم البلاد لفترة طويلة، منصب الرئاسة لفترة واحدة، وفقا للدستور.
وأعلن لوبيز أوبرادور تشكيل حكومة تقشف تضم نفس عدد الوزراء.
ويريد لوبيز أوبرادور إقامة “ديمقراطية حقيقية” تستند إلى إجراء استفتاءات وتبني سياسات تنموية تشمل إقامة خطوط سكك حديدية جديدة، وتوفير فرص للتدريب المهني للشباب، وإنشاء منطقة للاستثمار تتمتع بمزايا ضريبية على الحدود مع الولايات المتحدة.
وكان الرئيس المنتخب قد انتقد أسلوب سابقيه العسكري والأمني في مواجهة تفشي معدلات الجريمة في المكسيك، حيث قُتل أكثر من 29 ألف شخص العام الماضي.
وتعهد لوبيز أوبرادور باتباع نهج ألين يشمل العفو عن صغار المجرمين، ودعم قوات الأمن بإنشاء “حرس وطني” قوامه 50 ألف فرد.
وعلى المستوى الاقتصادي، يواجه الرئيس الجديد تحديا صعبا يتمثل في تباطؤ معدل النمو الاقتصادي في البلاد، حوالي 2 بالمئة سنويا، بالإضافة إلى وجود الآلاف من المهاجرين من أمريكا الوسطى الذين وصلوا إلى المكسيك في طريقهم إلى الولايات المتحدة.
وربما يؤدي إصرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أن تقوم المكسيك بإيقاف قوافل المهاجرين القادمين من أمريكا الوسطى إلى توترات بين الجارتين، ولكن رئيسي البلدين أعربا عن رغبتهما في إقامة علاقات صداقة وثيقة.
ورغم ذلك، من المتوقع أن يواجه لوبيز أوبرادور صعوبة في إقناع نظيره الأمريكي بالمشاركة في مشروع تنموي ضخم تصل تكلفته إلى حوالي 20 مليار دولار لاستيعاب العمالة من المكسيك ودول أمريكا الوسطى، بدلا من لهفتهم على الهجرة إلى الأراضي الامريكية.
ويخشى كثيرون من أفراد الشعب المكسيكي من أن تؤدي سياسات لوبيز أوبرادور غير التقليدية إلى الإضرار باقتصاد البلاد.
ويقول آدريان راميرز، (33 عاما) الذي يعمل مدير مشروعات، إن القرار الذي اتخذه لوبيز أوبرادور مؤخرا بوقف عمليات الإنشاء في المطار الجديد بالعاصمة مكسيكو سيتي، بسبب التكلفة الباهظة، في أعقاب استفتاء غير رسمي، “يؤثر علينا كثيرا”. وأضاف راميرز أنه “يشعر بقلق شديد”. (د ب أ)