ـ القدس ـ من فادي ابو سعدى ـ كتبت صحيفة “هآرتس” أن الشرطة وهيئة الأوراق المالية الإسرائيلية أوصيتا بمحاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزوجته سارة بتهمة قبول الرشاوى في قضية “بيزك –واللا” (الملف 4000). وتبلورت لدى الشرطة التوصية بمحاكمة شاؤول ألوفيتش، المسيطر على شركة بيزك، وزوجته إيريس، بشبهة تقديم رشوة. وفي المقابل قررت الشرطة إغلاق الملف ضد نجل رئيس الوزراء يئير نتنياهو والمستشار ايلي كمير.
وسيتم نقل التوصيات، بما في ذلك ملخص للأدلة التي تم جمعها في الملف، إلى مكتب المدعي العام للضرائب والاقتصاد والذي يصاحب التحقيق من اليوم الأول. وتنضم هذه التوصيات إلى توصيات الشرطة في شباط الماضي، بتوجيه الاتهام إلى نتنياهو بشبهة الرشوة في قضيتي 1000 و2000. وأعلن المدعي العام أفيحاي مندلبليت أنه سيتم تسلم القرارات المتعلقة بالقضايا الثلاث ضد نتنياهو معاً. وتم الإعلان المشترك قبل يوم من نهاية منصب مفوض الشرطة روني الشيخ، الذي وعد بأن يتم نشرها حتى نهاية فترة ولايته.
وفي البيان الرسمي الذي نشرته الشرطة، أمس، تم وصف الشكوك في القضية على النحو التالي: “الشك الرئيسي هو أن رئيس الوزراء أخذ رشاوي وعمل في تضارب للمصالح حين تدخل في القرارات التنظيمية التي تمنح فوائد لألوفيتش وبيزك، وطلب في المقابل، بشكل مباشر أو غير مباشر، التدخل في مضامين موقع “واللا” بشكل يصب في صالحه. وتوصي الشرطة بمحاكمة زوجة رئيس الحكومة، سارة، بشبهة تلقي رشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، إلى جانب زوجها رئيس الوزراء وعرقلة التحقيقات والمحاكمة.
ووفقاً لنتائج التحقيق، فقد كتبت سارة نتنياهو إلى إيريس ألوفيتش وطالبتها بتغيير التغطية الإعلامية على الموقع بشأنها وشأن زوجها. وترتبط شبهة عرقة التحقيق بالرسائل النصية التي كتبتها نتنياهو والتي قامت بشطبها، وكذلك بالاجتماع الذي عقده نير حيفتس مع الزوجين الوفيتش، في ديسمبر 2016، إلى جانب سلسلة من التقارير الصحفية حول تحقيق غامض تديره الشرطة ضد رئيس الوزراء.
نتنياهو: توصيات الشرطة ليس لها أي وضع قانوني
وجاء من نتنياهو، تعقيبا على إعلان الشرطة، أن “توصيات الشرطة بالنسبة لي ولزوجتي لا تفاجئ أحد، ولا التوقيت الشفاف لنشرها: لقد تم تحديد هذه التوصيات وتسريبها حتى قبل بدء التحقيقات، لا يوجد أي وضع قانوني لتوصيات الشرطة. في الآونة الأخيرة فقط رفضت الجهات المختصة وبشكل جارف توصيات الشرطة بشأن سلسلة من رجال الجمهور، وأنا متأكد من أنه حتى في هذه الحالة، أيضا، فإن المسؤولين المعتمدين، سيتوصلون إلى النتيجة ذاتها بعد فحص المسألة – أنه لا يوجد شيء لأنه لا يوجد شيء.”
وقال محامي شاؤول الوفيتش، جاك حين، ردا على بيان الشرطة: “منذ فترة طويلة، أعدتنا الشرطة بتسريباتها لهذه التوصية. لا شيء جديد تحت الشمس، ونأمل أن يتمكن الخبراء القانونيون الآن من فحص الأدلة بالطرق القانونية والمهنية، من خلال محاولة النجاح في المهمة غير البسيطة، وهي فصل أنفسهم عن الضغوط الهائلة التي تمارس عليهم والتي رافقت هذا التحقيق منذ بدايته وتسببت في تلوثه. السيد الوفيتش يصر على أنه لم يرتكب أي جرم”.
وقالت محامية إيريس الوفيتش، ميخال روزين عوزير: “إن توصيات الشرطة اليوم هي جزء من الانحياز في التحقيق واعتقال السيدة الوفيتش منذ البداية. ونأمل أن يتمكن مكتب المدعي العام للدولة من التحرر من هذا الانحياز ودراسة الأدلة. لا شك لدينا أن هذا الفحص يدلنا على أن السيدة الوفيتش لم ترتكب جريمة”.
وألقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مساء أمس الأحد، كلمة أمام حفل نظمه الليكود بمناسبة عيد الحانوكا، تناول فيه التوصية بمحاكمته بتهمة تلقي الرشوة في القضية 4000 (قضية بيزك – واللا). وقال نتنياهو متهما: “حملة الصيد ضدنا تتواصل في توقيت شفاف وفي عملية ملوثة منذ بدايتها. إنها لعبة محددة سلفا.”
وافتتح الحدث رئيس الائتلاف ديفيد أمسالم، الذي خاطب رئيس الوزراء قائلا: “يوجد هنا آلاف الناس الذين جاؤوا لدعمك. التقينا صباح اليوم وسألتني عن سبب حزني. أعتقد أن معظم الناس حزينون اليوم بسبب ما يحدث، هذا ليس منطقيا. نحن في دولة ديمقراطية، واستبدال الحكومة يتم في صناديق الاقتراع، وليس بواسطة الشرطة”.
ثم تحدث نتنياهو فقال للنشطاء: “اليوم نحتفل بانتصار النور على الظلام، اسمعوني جيداً – في النهاية، دائما ينتصر الضوء على الظلام”. وأضاف رئيس الوزراء: “صحيح ان الحانوكا هو عيد عجائب المعجزات، ولكن يجب عليّ أن أسألكم كيف أجادوا نشر هذه التوصيات السخيفة ضد سارة وضدي بالضبط في اليوم الأخير من ولاية مفوض الشرطة. ماذا يمكنني أن أقول لكم، معجزة حقيقية للحانوكا؟ لكن ماذا توقعتم؟ لقد حددوا حتى قبل بداية التحقيق، أن هذه ستكون التوصيات، فما هو الجديد؟ لا يمكن أن نتوقع أي نتيجة أخرى، بعد سيل من التسريبات من التحقيقات وغسيل الأدمغة اليومي في وسائل الإعلام”.
وهاجم نتنياهو الشرطة ومفوض الشرطة المنتهية ولايته، روني الشيخ، بشدة، وقال: “زعم رؤساء المنظومة بوقاحة أنني أرسلت محققين، وأن سارة أرسلت (ص) لتقديم شكوى بالتحرش الجنسي ضد رئيس وحدة التحقيق”، في إشارة إلى قضية روني ريتمان. “لقد واصل الضباط أنفسهم التحقيقات ضدي وضد سارة، على الرغم من أنها كانت في تضارب واضح للمصالح. كيف يمكن إدارة تحقيق نظيف؟” ومن ثم قال: “لا أعرف من سيكون المفوض القادم، لكنني أعرف شيئاً واحداً – سيكون لديه عمل كبير لإعادة التأهيل، لأن ثقة الجمهور في الشرطة ليست في الذروة”.
رئيس المعارضة: يجب على نتنياهو تقديم استقالته
ودعت زعيمة المعارضة تسيبي ليفني إلى إجراء انتخابات مبكرة في أعقاب إعلان الشرطة عن التوصيات ضد المشتبه بهم في قضية 4000. وقالت في منشور على حسابها في تويتر، إن على نتنياهو الذهاب قبل أن يدمر جهات تطبيق القانون من أجل إنقاذ جلده. شعب إسرائيل يستحق قيادة نظيفة”.
ودعا آفي غباي، رئيس المعسكر الصهيوني، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الاستقالة ووصفه بأنه “عبء على إسرائيل”، وقال إن “رئيس الوزراء الذي لديه الكثير من قضايا الفساد حوله لا يستطيع البقاء في منصبه ويجب أن يستقيل. لا يمكن لشخص يقوده هاجس مرضي حول ما سيقولونه عنه في وسائل الإعلام أن يقود دولة إسرائيل. وكل يوم إضافي في منصبه يضر بمواطني إسرائيل”.
كما طالبت رئيسة حركة ميرتس، تمار زاندبرغ باستقالة نتنياهو، وقالت: “توصية ثالثة بالحصول على رشاوي لا تترك مجالا للشك. رئيس الحكومة المشبوه بأخطر مخالفة في كتاب القانون الإسرائيلي لا يمكن أن يبقى في كرسيه ليوم واحد آخر. يجب على نتنياهو الاستقالة ويجب ان تتوجه إسرائيل إلى الانتخابات فورا”.