شرق أوسط
طائرة للأمم المتحدة ستخلي الإثنين 50 جريحاً من الحوثيين إلى مسقط
ـ الرياض ـ تصل طائرة تابعة للأمم المتحدة الإثنين إلى العاصمة اليمنية صنعاء لإخلاء 50 جريحاً من المتمرّدين الحوثيين إلى مسقط في خطوة تندرج في إطار “بناء الثقة” تمهيدا لمفاوضات السلام المتوقعة في السويد.
وأعلن التحالف العسكري بقيادة الرياض في بيان ليل الأحد الأثنين أن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث طلب منه “تسهيل إجراءات إخلاء 50 من الجرحى المقاتلين من مليشيا الحوثي المسلّحة إلى مسقط لدواع إنسانية وضمن إطار بناء الثقة بين الأطراف اليمنية للتمهيد لمفاوضات السويد التي يرعاها” غريفيث.
وأضاف البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أن “طائرة تجارية تتبع للأمم المتحدة ستصل يوم غدٍ الاثنين إلى مطار صنعاء لإخلاء الجرحى المقاتلين” الخمسين إلى العاصمة العمانية، وسيرافقهم “50 مرافقاً و3 أطباء يمنيين وطبيب يتبع للأمم المتحدة”.
ونقل البيان عن المتحدّث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي تأكيده على “جهود قيادة القوات المشتركة للتحالف في تقديم كافة التسهيلات والجهود لدعم مساعي المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن للوصول إلى حلّ سياسي وتقديم كافة التسهيلات للحالات الانسانية وبما يتماشى مع المبادئ الإنسانية والقانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية”.
ويعتبر ملف الجرحى الحوثيين أساسياً في الجهود الرامية لعقد مفاوضات سلام بين أطراف النزاع اليمني.
وفي أيلول/سبتمبر الماضي، فشلت الأمم المتحدة في عقد جولة محادثات في جنيف بعدما رفض المتمردون في اللحظة الاخيرة السفر من دون الحصول على ضمانات بالعودة الى صنعاء الخاضعة لسيطرتهم وإجلاء مصابين من صفوفهم إلى سلطنة عمان.
“إزالة الذرائع”
ومن جانبه، أكد وزير الاعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا معمر الارياني في تغريدة أن الموافقة تأتي “لتسهيل انعقاد المشاورات،وإزالة اي ذرائع يتذرع بها الانقلابيون للتملص من فرص السلام”.
وبحسب الارياني فإنه “لن يبقى أمام المجتمع الدولي والامم المتحدة أي اعذار بعد أن قدمت الحكومة (…) كل ما يمكن تقديمه من اجل الدفع بمسار التسوية السياسية للازمة اليمنية” محذرا إنه “إذا ما فشلت هذه الجهود فإن خيار الحسم العسكري سيكون هو الطريق الوحيد لانهاء معاناة شعبنا اليمني”.
وكان المتمرّدون الحوثيون أعلنوا الخميس أنهم سيشاركون في مفاوضات السلام المرتقبة في السويد والتي ترعاها الأمم المتحدة، في حال “استمرار الضمانات” بخروجهم وعودتهم الى اليمن.
وتشكلّ محادثات السلام المرتقبة أفضل فرصة حتى الآن لإنهاء الحرب المتواصلة منذ 2014، بحسب خبراء، مع تزايد الضغوط على الدول الكبرى للتدخّل لمنع حدوث مجاعة في أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية.
ويبذل مبعوث الامم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث جهودا لوضع الأسس لمحادثات سلام من المقرر أن تعقد في السويد قبل نهاية العام.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سعى الخميس إلى تخفيض سقف التوقعات بشأن موعد المحادثات التي تأتي بينما يواجه ملايين اليمنيين خطر مجاعة.
وقال غوتيريش الأسبوع الماضي في بوينوس آيرس حيث يُشارك في اجتماعات قمّة مجموعة العشرين “لا أريد أن أرفع سقف التوقّعات كثيراً، لكنّنا نعمل بكدّ من أجل ضمان أن نتمكّن من أن نبدأ محادثات سلام مجدية هذا العام”.
وبدأت حرب اليمن في 2014، ثم تصاعدت مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 دعماً للحكومة المعترف بها بعد سيطرة المتمردين الحوثيين على مناطق واسعة بينها صنعاء.
وقتل نحو عشرة آلاف شخص في النزاع اليمني منذ بدء عمليات التحالف، بينما تهدّد المجاعة نحو 14 مليونا من سكان البلاد. (أ ف ب)