السلايدر الرئيسيشرق أوسط

بيت لحم تستعد لاستقبال عيد الميلاد… إسرائيل تحاصرها من كافة الجهات والسلطة بحاجة لمزيد من قوات الأمن

فادي ابو سعدى

ـ بيت لحم ـ من فادي ابو سعدى ـ أضاءت بيت لحم شجرة الميلاد مساء السبت الماضي، بحضور الآلاف من سكان المدينة وزوارها من كافة المدن الفلسطينية في الضفة وفلسطين المحتلة عام 1948، وكذلك من مختلف دول العالم حيث يتوافد الحجاج المسيحيون في مثل هذا الوقت من كل عام لحضور احتفالات الميلاد في المدينة المقدسة.

وأتت إنارة شجرة الميلاد من قبل رئيس بلدية بيت لحم أنطون سلمان بمشاركة رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، بالتزامن مع زيارة الرئيس الفلسطيني لدولة الفاتيكان واجتماعه مع الحبر الأعظم البابا فرنسيس في حاضرة الفاتيكان في العاصمة الإيطالية روما.

وتشهد بيت لحم في شهر كانون الاول/ديسمبر على وجه الخصوص نشاطات غير اعتيادية، وتتزين شوارع المدينة، وكذلك شوارع المدن المحيطة بها، بيت جالا وبيت ساحور “حقل الرعاة”.

فيما لوحظ بدء توافد قوات الأمن الفلسطيني من مختلف الأجهزة الأمنية إلى الأعياد استعداداً لذروتها ليلة الرابع والعشرين من الشهر الجاري، خلال النهار وخلال قداس منتصف الليل في كنيسة المهد، والمتوقع أن يحضره الرئيس الفلسطيني محمود عباس كما جرت العادة من سلفه الشهيد ياسر عرفات.

لكن كل هذه الترتيبات الخاصة بالمدينة، والتي تستعد لاستقبال عشرات آلاف الحجاج من مختلف دول العالم، إنما ينغصها الاحتلال الإسرائيلي عبر سلسلة من الاجراءات الأمنية، رغم الادعاءات بإدخال تسهيلات في وقت الأعياد سواء المسيحية منها أو الإسلامية.

فمدينة بيت لحم محاطة بالجدار الفاصل من كافة جهات، وبلغ حجم الأراضي التي صادرتها قوات الاحتلال من سكان بيت لحم أكثر من 40 ألف دونم. وخلف الجدار تلفها المستوطنات بل تحنقها من كل حدب وصوب، وبلغ عددها أكثر من 33 مستوطنة. وتنتشر الحواجز العسكرية أو المعابر المعروفة بممارسة الإذلال على الفلسطينيين كلما عبروا من خلالها مكرهين، سواء للتوجه إلى أعمالها داخل القدس أو المدن الفلسطينية المحتلة عام 1948، أو بالعكس خلال العودة أو خلال قدوم الزوار إلى بيت لحم.

ورغم هذه الاجراءات، إلا أن وزارة السياحة من جهتها أكدت أن حجوزات الفنادق وصلت إلى حدها الأقصى من الاستيعاب خلال فترة الأعياد، وأعلنت أن موسم السياحة الذي يسبق الأعياد كان من أفضل المواسم على الاطلاق، ما ساهم في انتعاش اقتصاد المدينة التي تعيش غالبيتها على السياحة، والصناعات السياحية، مثل تحفيات خشب الزيتون، أو الصدف، أو غيرها من الصناعات التقليدية، والتي تأمل بمزيد من الدخل خلال موسم الأعياد.

وعلى الصعيد الداخلي كذلك، تواجه السلطة الفلسطينية تحديًا جديدًا وجديًا على المستوى الأمني، وتحديدًا في بيت لحم، التي شهدت مدنها المختلفة في الأيام القليلة الماضية، سلسلة من عمليات السطو، والسرقات الكبيرة التي ولدت مخاوف في صفوف الفلسطينيين عامة، والمسيحيين خاصة الذي يناهز عددهم اليوم الأربعين ألفًا بقليل، ونسبتهم في التعداد السكاني هبطت عن الواحد بالمئة.

هذا التخوف أو الهاجس الجديد الذي أصاب السكان نابع من كونهم أصبحوا أقلية لا تذكر، وازدادت أعداد الهجرة في أوساطهم بشكل ملحوظ وفقًا للإحصاءات الأخيرة التي نشرت من جهاز الاحصاء المركزي الفلسطيني، خاصة وأن الاقليم من سوريا إلى العراق، إلى ليبيا، وحتى لبنان والأردن فيها ارتفاع في منسوب التطرف الإسلامية بشكل عام.

ويزداد هذا التخوف بسبب النقص الحاصل في عدد أفراد الشرطة الفلسطينية، الذي تحدث عنه الناطق باسم الشرطة الفلسطينية لؤي ارزيقات، وقال أن جهاز الشرطة كي يتواجد في كافة المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية بحاجة لثلاثة آلاف عنصر جديد في الشرطة، وهو ما خلق تحد أمني كبير في توفير الحماية للفلسطينيين من سكان المدن، وتحديدًا بيت لحم ومحيطها “بيت ساحور- بيت جالا- والمخيمات الثلاثة العزة والدهيشة وعايدة”.

وعلى الفور مع انتشار السرقات وفقدان جزء كبير من الأمن، وبسبب اقتراب احتفالات الميلاد، اتخذ الشباب الفلسطيني في المدن الثلاث قراراً بالعودة إلى نظام الانتفاضة الأولى في الحراسات الليلية الذاتية رغم أن ذلك ليس مسؤوليتهم، ورغم أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تدخل بشكل شبه يومي إلى المدن الفلسطينية ما قد يعرضهم لخطر شديد.

وأثارت فكرة الحراسات الليلية هذه حفيظة أجهزة الأمن، والفصائل الفلسطينية “الميتة” بشكل عام وكذلك البلديات لما في ذلك من تجاوز لدورهم التقليدي من وجهة نظرهم. وحاولت أجهزة الأمن في الأيام الأخيرة تكثيف تواجدها سواء الشرطة أو الامن الوقائي أو المباحث في محاولة لتطمين السكان، لكن ذلك حدث بعد أن تسلل الخوف إلى قلوبهم.

وينتظر سكان المدينة احتفالات الميلاد، على أمل وصول مزيد من قوات الامن ليس فقط لتأمين الاحتفالات الميلادية، وانما لتوفير مزيد من الأمن لليكان المقيمين فيها، خاصة وأن فصل الشتاء هو الأوفر حظاً لحدوث السرقات في ظل البرد الشديد والأمطار ووجود الناس داخل بيوتهم ما يعرض متاجرهم لخطر السرقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق