أقلام يورابيا

وطن مختلف عليه..برواية الشيخين

ليلى العياري

ليلى العياري

ها نحن وصلنا ديسمبر 2018، والمشاعر متناقضة في استشراف العام 2019 القادم، مع شعور خفي بأن مرحلة كاملة بكل ما فيها من فوضى وضبابية توشك على ان تنتهي، وأمل – ربما يكون واهما- بأن الأمور ستتغير إلى الأفضل وقد تتضح الرؤية.

كان عام 2018، عام المتوازيات بامتياز: أمن موازي، اقتصاد موازي، انتخابات موازية، حكومة موازية، قضاء موازي، وأجهزة سلطة موازية، وهذه بالضبط وصفة متكاملة لانهيار الدولة، مما يجعلنا نتساءل على عتبة العام الجديد، إن كانت الأمور ستعود لنصابها وتنتهي المتوازيات بقرار دولة حاسم، لأن القاعدة الرياضية تقول بأن المتوازيان لا يلتقيان.

نتأمل بعودة الأمور وحسمها ضمن إشارات حملها العام الحالي في أواخره، بعد ان قرر رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي أن ينزل حلبة الصراع السياسي كرئيس للدولة معلنا بداية الحسم في مواجهة باتت معلنة مع سدنة المعبد الأزرق ” مونبليزير” كما يحلو للتونسيين تسمية مقر الإخوان المسلمين في تونس.

الإخوان الذين باتت لعبتهم مكشوفة للتونسيين، فكلما ضاق الخناق عليهم وانكشفت ألاعيبهم تحرك الإرهاب في مصادفة عجيبة في جبل الشعانبي وغيره لبث الرعب في نفوس الناس، والتونسيون مسالمون بطبعهم، ويتجنبون الدخول في موجة عنف لا يمكن تقدير تبعاتها، والإخوان يسعون لتلك الموجة وتفجيرها فالفوضى بيئتهم الطبيعية للسيطرة.

الديون أغرقت تونس حتى بلغ العجز الاقتصادي منتهاه، مع خلطة عجيبة وقاتلة مكونة من ركود تنموي وإرهاب متنامي وتطرف فكري يتغلغل، وفي المحصلة في واجهة المشهد السياسي لا نرى إلا معارك شرسة في إلقاء اللوم وإدارة قرص النار على الآخر.

في تلك الديمقراطية المشوهة في تونس، ومن اجل عيون تلك الديمقراطية المضللة، استفحلت البطالة، وانتشرت الجريمة، وفقد التونسي أدنى مقومات الأمن والأمان، غير فقدانه العيش الكريم، ودخلت البلاد في معركة سياسية عبثية لا خاسر فيها إلا تونس، مجملها تصفية حسابات مصلحية بين تيارات مصلحية لا هم لرموزها إلا الموقع ومكتسباته.

هي ليست ديمقراطية، فالديمقراطية مبنية على أسس دولة مدنية يحكمها الدستور، ضمن توافق مجتمعي حقيقي، لا اختطافات ملتبسة للمفاهيم، تتلبس لبوس الديمقراطية وتحمل في ثناياها خبث الإقصاء والإلغاء والحكم المستبد.

لقد انتهينا إلى ديمقراطية عجيبة وومسوخة، لتصبح لعبة الوطن بين عبث صبي وما اتفق عليه الشيخان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق