شرق أوسط
المتمردون اليمنيون يغادرون صنعاء للمشاركة في محادثات السويد
ـ صنعاء ـ غادر وفد المتمردين الحوثيين صنعاء الثلاثاء للمشاركة في محادثات تنظمها الأمم المتحدة حول حل النزاع في اليمن، يفترض ان يشارك فيها أيضا وفد من الحكومة اليمنية.
ويرافق مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث وفد المتمردين، بحسب مصدر ملاحي في مطار صنعاء.
وتأتي مغادرة الوفد بعد الإعلان عن توقيع اتفاق بين الحكومة والمتمردين لتبادل مئات الأسرى بين الطرفين، وبعد يوم على إجلاء 50 جريحا من المتمردين الحوثيين إلى العاصمة العمانية مسقط.
ولم يحدد بعد موعد رسمي للمحادثات.
وأكد المتحدث باسم المتمردين محمد عبد السلام في تغريدة على “تويتر” أن الوفد غادر على متن طائرة كويتية.
وقال “لن ندخر جهدا لإنجاح المشاورات وإحلال السلام وإنهاء الحرب العدوانية وفك الحصار”، مضيفا “أيدينا ممدودة للسلام”.
وكان مسؤول في الرئاسة اليمنية في الرياض طلب عدم الكشف عن اسمه، أكد في وقت سابق أن الوفد الحكومي “جاهز، ولكنه لن يتوجه إلى السويد إلا بعد التأكد من وصول” الوفد الحوثي إليها.
وقال مسؤول ملف الأسرى في فريق المفاوضين التابع للحكومة اليمنية هادي هيج لوكالة فرانس برس إن الاتفاق يشمل الإفراج عن 1500 إلى 2000 عنصر من القوات الموالية للحكومة، و1000 إلى 1500 شخص من المتمردين الحوثيين.
ورأت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في صنعاء ميريلا حديب ردا على سؤال لوكالة فرانس برس، أن “هذه خطوة في الاتجاه الصحيح نحو بناء الثقة بين المجتمعات اليمنية”، مشيرة أن اللجنة ستشرف وتسهل عملية التبادل بين الطرفين.
وأوضح هيج أن تطبيق الاتفاق سيتم بعد مفاوضات السلام المقرر إجراؤها في السويد قريبا.
“فرصة حاسمة”
في المقابل، كتب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في تغريدة باللغة الإنكليزية على حسابه على “تويتر” “نعتقد أن السويد توفر فرصة حاسمة للانخراط بشكل ناجح في حل سياسي في اليمن”.
وأكد قرقاش الذي تشارك بلاده في تحالف عسكري بقيادة السعودية داعم للحكومة اليمنية أن “إجلاء مقاتلين حوثيين مصابين من صنعاء يظهر مرة أخرى دعم الحكومة اليمنية والتحالف العربي للسلام”.
وقامت طائرة للأمم المتحدة الإثنين بإجلاء 50 جريحاً من المتمرّدين الحوثيين من صنعاء إلى العاصمة العمانية مسقط. وكان مسؤولون حوثيون أشاروا الى أن إجلاء الجرحى يشكل جزءا من التدابير التي تفترض أن تسبق أي مفاوضات.
وأعرب غريفيث الثلاثاء في تغريدة على حسابه على موقع “تويتر” عن “خالص الشكر لقيادات التحالف وسلطنة عمان لتعاونهم ودعمهم هذه المبادرة بشكل كامل” بعد إجلاء المصابين.
وقال الوزير الإماراتي إن “حلا سياسيا مستداما بقيادة يمنية يوفر أفضل فرصة لإنهاء الأزمة الحالية”.
لكنه أضاف “لا يمكن أن تتعايش دولة مستقرة وهامة للمنطقة مع ميليشيات غير قانونية. قرار مجلس الأمن الدولي 2216 يقدم خارطة طريق قابلة للتطبيق”.
وصدر القرار في نيسان/ابريل 2015، وينص على انسحاب المتمردين من المدن التي سيطروا عليها منذ العام 2014 وأبرزها صنعاء، وتسليم الأسلحة الثقيلة.
ويعتبر ملف الجرحى الحوثيين أساسياً في الجهود الرامية لإجراء مفاوضات سلام بين أطراف النزاع اليمني.
وفي أيلول/سبتمبر الماضي، فشلت الأمم المتحدة في عقد جولة محادثات في جنيف بعدما رفض المتمردون في اللحظة الاخيرة السفر من دون الحصول على ضمانات بالعودة الى صنعاء وإجلاء مصابين من صفوفهم إلى سلطنة عمان. ويسيطر المتمردون منذ 2014 على العاصمة صنعاء، بينما يسيطر التحالف بقيادة السعودية على الأجواء اليمنية.
الازمة “ستتفاقم”
وأعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أن الأزمة الإنسانية في اليمن، الأسوأ في العالم، ستتفاقم في 2019، محذرة من أن عدد الأشخاص الذين يحتاجون الى مساعدات غذائية سيرتفع بنحو أربعة ملايين شخص.
وقال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك لصحافيين في جنيف “البلد الذي سيعاني من المشكلة الأكبر في 2019 سيكون اليمن”.
وقال إن الأمم المتحدة كانت تقدم في 2017 مساعدات غذائية لثلاثة ملايين شخص شهريا في اليمن، مضيفا أن هذا العدد ارتفع إلى ثمانية ملايين شهريا هذا العام، ومن المتوقع أن يصل إلى 12 مليونا في 2019.
وتشكلّ محادثات السلام المرتقبة أفضل فرصة حتى الآن لإنهاء الحرب المتواصلة منذ 2014، بحسب خبراء، مع تزايد الضغوط على الدول الكبرى للتدخّل لمنع حدوث مجاعة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.
وانهارت جولة أخرى من محادثات السلام بين الحوثيين والحكومة اليمنية في 2016، بعد الفشل في التوصل إلى اتفاق على التشارك في السلطة عقب 108 أيام من المفاوضات في الكويت. وبقي ممثلون عن المتمردين الحوثيين عالقين في سلطنة عمان لثلاثة أشهر.
وبدأت حرب اليمن في 2014، ثم شهدت تصعيدا مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 دعماً للحكومة المعترف بها بعد سيطرة المتمردين الحوثيين على مناطق واسعة بينها صنعاء.
وقتل نحو عشرة آلاف شخص في النزاع اليمني منذ بدء عمليات التحالف، بينما تهدّد المجاعة نحو 14 مليونا من سكان البلاد. (أ ف ب)