الجزائر ـ ـ من نهال دويب ـ تتجه أنظار أسواق النفط, إلى اجتماع منظمة ” أوبك ” التي اتفقت قبل ستة أشهر من هذا التاريخ على زيادة انتاج النفط لمنع وصول السعر إلى 100 دولار للبرميل, الذي سيعقد اليوم الخميس في فيينا, وتسعى اليوم منظمة الدول المنتجة للنفط لوقف تراجع الأسعار عن طريق خفض الإمدادات.
ويجتمع أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول, في فيينا, اليوم الخميس, للنظر في طريقة تحقيق الاستقرار في السوق العالمية بعد أن انخفضت أسعار الخام الأمريكي, 22 بالمائة في نوفمبر / تشرين الثاني القادم, وتعتبر هذه الفترة أسوأ فترة منذ بداية الأزمة المالية التي ألقت بظلالها على دول العالم في أكتوبر / تشرين أول 2008.
وحسب المؤشرات الحالية, تحوم شكوك حول إمكانية توصل أعضاء منظمة الدول المصدرة للبترول ومنتجو النفط الآخرون، إلى اتفاق خلال اجتماعهم المرتقب اليوم الخميس في فيينا، في ظل مقاومة روسيا لهذا الاقتراح، فيما يخيم على هذا الاجتماع قرار قطر بالانسحاب من منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في جانفي المقبل.
وتحاشى وزير الطاقة السعودي, حسبما نقلته وكالة بلومبرج, رسم أي سيناريو لهذا الاجتماع, وقال إنه ” من السابق لأوانه القول إن كانت أوبك وحلفاؤها سيخفضون إنتاج النفط نظرا لعدم الاتفاق بعد على بنود اتفاق “.
وتسعى ” أوبك وحلفاؤها جاهدة للتوصل إلى اتفاق لخفض الإنتاج بما لا يقل عن 1,3 مليون برميل يوميا, حسبما نقلته رويترز, وأضافت أن المقاومة الروسية لإجراء خفض كبير هي العقبة الرئيسية حتى الآن.
وأبلغ الفالح بلومبرج أنه “يرى سوقا متخمة بالمعروض لكنه شدد على ضرورة اتفاق جميع أعضاء أوبك والمنتجين المتحالفين معهم من أجل المضي قدما في إجراء خفض “.
ويرجح محللون اقتصاديون, إما الإبقاء على الوضع الحالي دون تغيير بسبب فشل صغار المنتجين في إقناع السعودية في خفض الإنتاج أو خفض متوسط للإنتاج.
ويقول الخبير الاقتصادي الجزائري, فرحات آيت على في تصريح لـ ” ” إن اجتماع منظمة الدول المصدرة للبترول “لا حدث” بالنسبة لأمريكا التي تتحكم في مصير كبار المنتجين في أوبك وتتغاضى نسبيا عن مواقف صغار المنتجين كالجزائر مثلا.
ويرى آيت على, أن الحقيقة ” المرة ” التي ينبغي تسليط الضوء عليها هي “أن كل ما تراجعت عنه دول الريع كما حصل في سنة 2016 بالنسبة لحصة الإنتاج, سقط ذلك في حصة المنتجين الأمريكيين في الغاز الصخري ولم يحقق ذلك القفزة الموعودة في الأسعار, وأي حصة سيتخلون عنها في المستقبل سيكون مصيرها كسابقتها”.
واستبعد الخبير الاقتصادي الجزائري إمكانية توصل الدول المصدرة للبترول إلى اتفاق مع السعودية يقضي بخفض الإنتاج , وقال المتحدث بلغة صريحة وواضحة ” السعودية لن تستمع لصغار المنتجين في العالم كالجزائر وفنزويلا وايران, وتغضب أكبر قوة على وجه الأرض؟ مع العلم أن الغاز الصخري الأمريكي سيعوض الانخفاض في غضون أشهر”.
وعن توقعاته لأسعار النفط مستقبلا, قال فرحات آيت على إنها ستتراوح بين 55 و 65 دولار للبرميل الواحد, إلى أن يطغى الغاز الصخري على السوق وتتهاوى الأسعار بعد ذلك إلى مستويات اقل من الخمسين كما حدث في 2016.
ويرى من جهته الخبير الاقتصادي الجزائري, ناصر سليمان, أن يكون الاجتماع القادم بفيينا صعبا للغاية لعدة أسباب أبرزها إعلان قطر عن الانسحاب من المنظمة ابتداء من 2019، وبعد عضوية فيها دامت 57 عاما، سكون له تأثير معنوي على الاجتماع.
وقال ناصر سليمان, في تصريح لـ “” إن “الدول العضوة في “أوبك” ستواجه صعوبات كبيرة في الضغط على السعودية لخفض الإنتاج بهد الرفع من أسعار النفط خلال المرحلة القادمة، فكل المؤشرات الحالية تدل على أنها رفعت الإنتاج وعوضت حصة إيران بعد العقوبات التي فرضت عليها وأيضا حصة فنزويلا وليبيا”.
وأشار المتحدث إلى “صعوبة توقع النتائج الذي ستنبثق عن هذا الاجتماع” لكنه استدرك قائلا إن ” السعودية بإمكانها التوجه نحو حل وسط، هو سحب الفائض الموجود في السوق، وهو تخفيض الإنتاج بحوالي 600 ألف برميل يومياً “.
وبخصوص أسعار النفط مستقبلا، أكد الخبير الاقتصادي أنه من الصعب التكهن بالنسبة التي سيصلها ثمن البرميل في الأسابيع القادمة إلا أن المؤشرات الحالية تؤكد أن الأسعار لن تشهد ارتفاع فالتغير الوحيد الذي ستشهده هو إما زيادة طفيفة أو انخفاضها أكثر لعدة أسباب أبزرها شركات الغاز الصخري العالمية التي تشكل اليوم خطر حقيقي أمام منظمة ” أوبك ” فهي لا تتقيد بأي اتفاق.