شرق أوسط
بدء محادثات السلام حول النزاع اليمني في السويد وسط تصعيد في مواقف الطرفين
ـ ريمبو ـ بدأت في السويد الخميس محادثات بين وفدين من الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين، وسط تصعيد في مواقف الطرفين، بينما اعتبر اعتبرها مبعوث الأمم المتحدة الى اليمن مارتن غريفيث “فرصة شديدة الأهمية”.
وقال غريفيث عند افتتاح المحادثات “في الأيام المقبلة، ستكون أمامنا فرصة شديدة الأهمية لإعطاء زخم لعملية السلام”، مضيفا “هناك طريقة لحل النزاع”، والمجتمع الدولي “موحد” في دعمه لإيجاد تسوية للصراع اليمني.
وأضاف “سيتحقق ذلك إذا وجدت الإرادة”.
وذكر غريفيث أن هذه المحادثات بمثابة “مشاورات. نحن لم نبدأ بعد عملية المفاوضات”.
وتجري المباحثات قرب ريمبو في مركز المؤتمرات في قصر يوهانسبرغ على بعد ستّين كيلومتراً شمال ستوكهولم. وقد فرضت الشرطة طوقاً أمنيا حول الموقع. وذكر مصدر في الأمم المتحدة أن المحادثات ستستمر أسبوعا.
ويترافق انطلاق المفاوضات التي يرى محللون أنها أفضل فرصة حتى الآن لإحراز تقدم على صعيد حل النزاع اليمني، مع أجواء تصعيدية عبر عنها الطرفان المتنازعان.
وشدد وزير الخارجية اليمني خالد اليماني الذي يرأس وفد بلاده الى المحادثات، ردا على أسئلة لوكالة فرانس برس على ضرورة انسحاب المتمردين من مدينة الحديدة في غرب اليمن ومينائها الرئيسي.
وأضاف “يجب على الميليشات الحوثية الانسحاب بسرعة من مدينة الحديدة ومينائها وتسليمها إلى الحكومة الشرعية وبالذات إلى القوات التابعة للأمن الداخلي”.
وتهدّد المعارك في الحديدة إمدادات الغذاء التي تأتي عبر ميناء المدينة ويعتمد عليها ملايين السكان للبقاء على قيد الحياة في بلد فقير تهدّد المجاعة نحو 14 مليونا من سكانه، نصفهم من الأطفال، بحسب الأمم المتحدة.
وكتب المسؤول السياسي في حركة المتمردين محمد علي الحوثي في تغريدة على موقع “تويتر”، “إذا لم يتم فتح مطار العاصمة اليمنية للشعب اليمني في مشاورات جولة السويد، فأدعو المجلس السياسي والحكومة إلى إغلاق المطار أمام جميع الطيران”.
وتابع “يتحمل مسؤولو الأمم وغيرهم الوصول الى صنعاء كما يصل المرضى والمسافرون اليمنيين الذين يحتاجون كما قيل لي، الى ما يقارب خمس عشرة ساعة حتى يصلوا برا”.
وتضرّر مطار صنعاء جرّاء الغارات السعودية وهو مغلق منذ منذ ثلاث سنوات نتيجة سيطرة التحالف العسكري بقيادة السعودية والداعم للقوات الحكومية على أجواء اليمن.
“آمال ضئيلة جدا”
وكان غريفيث توجه شخصيا إلى صنعاء لاصطحاب وفد الحوثيين الذي وصل معه إلى السويد مساء الثلاثاء في طائرة خاصة كويتية.
ولم يحدّد محلّلون ومصادر الأمم المتحدة أهدافاً طموحة لهذه المحادثات التي قالوا إنّ الهدف منها هو “بناء الثقة” بين الطرفين.
وقال مصدر في الوفد الحكومي إنّ الرئيس اليمني عبد ربّه منصور هادي يريد الحصول على خرائط الألغام التي زرعها الحوثيون في اليمن.
وقالت مصادر في الجانبين إنّهما سيطالبان بوقف لإطلاق النار، على أن يبدأ الطرف الآخر به، وبفتح ممرّات إنسانية.
وصرح مصدر دبلوماسي في مجلس الأمن الدولي لوكالة فرانس برس أن لديه “آمالا ضئيلة جدا” في أن تفضي هذه المحادثات إلى تقدم ملموس.
وفشلت مساع سابقة قام بها غريفيث لعقد مفاوضات سلام في أيلول/سبتمبر في جنيف عند رفض الحوثيين مغادرة صنعاء في غياب ضمانات للعودة إليها وعند مسألة إجلاء مصابين من الحوثيين إلى عمان.
وانهارت جولة سابقة من محادثات السلام بين الحوثيين والحكومة اليمنية في 2016، بعد الفشل في التوصل إلى اتفاق على تشارك السلطة عقب 108 أيام من المفاوضات في الكويت. وبقي ممثلون عن الحوثيين عالقين في سلطنة عمان ثلاثة أشهر.
كارثة إنسانية
وشهد الوضع في اليمن المزيد من التدهور في الأشهر الأخيرة، لا سيما مع تصاعد أعمال العنف في مدينة الحديدة الساحلية التي يسيطر عليها المتمردون.
وتقول الأمم المتحدة إن حوالى 80% من سكان اليمن البالغ عددهم الإجمالي حوالى 24 مليون نسمة “بحاجة الآن إلى شكل من أشكال الرعاية والمساعدة الإنسانية”.
وأعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أنّ الأزمة الإنسانية في اليمن ستتفاقم في 2019، محذّرة من أنّ عدد من يحتاجون الى مساعدات غذائية سيرتفع بنحو أربعة ملايين شخص.
وبدأت حرب اليمن في 2014، ثم تصاعدت مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 دعماً للحكومة المعترف بها بعد سيطرة المتمردين الحوثيين على مناطق واسعة بينها صنعاء.
وقتل نحو عشرة آلاف شخص في النزاع اليمني منذ بدء عمليات التحالف، بينما تهدّد المجاعة نحو 14 مليونا من سكان البلاد. (أ ف ب)