حقوق إنسان
ناديا مراد ودينيس موكويغي يتسلمان نوبل السلام الاثنين لعملهما في مكافحة العنف الجنسي
ـ اوسلو ـ تُسلم جائزة نوبل للسلام الاثنين إلى شخصيتين عملتا في مكافحة العنف الجنسي، الطبيب الكونغولي دينيس موكويغي والأيزيدية ناديا مراد التي كانت من ضحايا الرق الجنسي لدى تنظيم داعش المتطرف، وهي تسلّط الضوء هذا العام على الاغتصاب بصفته “جريمة حرب”.
وسيحضر الطبيب النسائي موكويغي (63 عاما) والشابة العراقية البالغة من العمر 25 عاما الى اوسلو لتسلم الجائزة التي منحتها لهما لجنة نوبل النروجية تتويجا “لجهودهما لوضع حد لاستخدام العنف الجنسي كسلاح حرب”.
وسيجري حفل التسليم ابتداء من الساعة 13,00 (12,00 ت غ) في مقر بلدية اوسلو، في حين تسلم جوائز نوبل الاخرى في اليوم نفسه في ستوكهولم باستثناء جائزة الآداب التي أرجئت الى العام 2019 بسبب فضيحة اغتصاب هزت الأكاديمية السويدية.
وكانت رئيسة لجنة نوبل بريت رايس-أندرسن قالت عند اعلان الجائزة في 5 تشرين الأول/أكتوبر إن “دينيس موكويغي كرس حياته بكاملها للدفاع عن ضحايا العنف الجنسي في زمن الحرب. والفائزة معه ناديا مراد شاهدة تروي التجاوزات التي ارتكبت بحقها وحق أخريات”.
وأضافت أن “دينيس موكويغي وناديا مراد جازفا شخصيا بحياتهما عبر النضال بشجاعة ضد جرائم الحرب والمطالبة باحقاق العدالة للضحايا” قائلة “لا يمكن الوصول الى عالم أكثر سلاماً إلا إذا تم الاعتراف بحقوق النساء الاساسية وأمنهن والحفاظ عليهما في أوقات الحرب”.
“أسلحة دمار شامل”
يجسد كل من موكويغي ومراد برأي اللجنة “قضية عالمية تتخطى إطار النزاعات”، وهو ما تشهد عليه حركة #مي تو” التي أحدثت ثورة في العالم منذ سنة بعد الكشف عن اعتداءات جنسية ارتكبها المنتج الامريكي هارفي واينستين.
عالج موكويغي حوالى خمسين ألفا من ضحايا جرائم الاغتصاب من نساء وأطفال بعضهم عمره بضعة أشهر في مستشفى بانزي الذي اسسه عام 1999 في بوكافو في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية.
ويعتبر “الرجل الذي يداوي جراح النساء” بحسب فيلم وثائقي مخصص له، أعمال العنف الجنسي بمثابة “سلاح دمار شامل”.
وقال لوكالة فرانس برس عام 2016 “تمكنا من رسم الخط الأحمر للسلاح الكيميائي والسلاح البيولوجي والسلاح النووي. اليوم علينا أن نرسم خطا أحمر أيضا للاغتصاب كسلاح حرب”.
الفائزة الثانية بجائزة نوبل للسلام ناديا مراد عاشت بنفسها هذه الفظاعات التي يحاول الطبيب إصلاح نتائجها.
“محاولة إبادة جماعية”
انتصرت ناديا مراد على أسوأ الحقبات التي مر بها أيزيديو العراق حتى صارت متحدثة بارزة في الدفاع عن تلك الأقلية.
تغيرت حياة مراد عندما اجتاح تنظيم داعش بلدتها في آب/أغسطس 2014، فخطفت وتحولت على غرار الآلاف من نساء وأبناء ديانتها إلى سَبيٍّ على مدى ثلاثة أشهر في الموصل، معقل التنظيم حينها، قبل أن تتمكن من الفرار.
روت لوكالة فرانس برس قبل سنتين “أول شيء قاموا به هو إرغامنا على اعتناق الإسلام. وبعد ذلك فعلوا بنا ما أرادوا”.
والفتاة التي قتل ستة من أشقائها ووالدتها بأيدي تنظيم داعش، هي منذ 2016 سفيرة الأمم المتحدة دفاعا عن كرامة ضحايا الإتجار بالبشر وتنشط من أجل قضية الإيزيديين، داعية إلى تصنيف الاضطهاد الذي تعرضوا له على أنه “إبادة”.
تقول في كتابها “الفتاة الأخيرة” “ليس من السهل أبدا برواية قصتي. في كل مرة أتحدث فيها أسترجع مآسيها، ولأنها قصة من صميم الواقع فهي أفضل سلاح لدي ضد الإرهاب أعتزم استخدامه حتى يتم وضع هؤلاء الإرهابيين داخل قفص المحاكمة”.
في آب/اغسطس العام 2014، وجدت الأقلية الايزيدية نفسها في صراع من أجل البقاء بعد الهجمات التي شنها تنظيم داعش ضدها في جبال سنجار. وخلال ساعات فقط، فر الآلاف عبر الجبال بحثا عن ملجأ في اقليم كردستان العراق. وقتل المئات وربما الآلاف خلال الهجوم او بعد أيام في الجبال.
ومن أصل نحو 550 ألف ايزيدي في العراق قبل دخول الارهابيين، غادر حوالى مئة ألف البلاد.
وفي آذار/مارس 2015، وصفت الامم المتحدة الهجوم على الايزيديين بانه “محاولة إبادة جماعية”، ودعت الى انعقاد المحكمة الجنائية الدولية. وقد استعادت القوات الكردية بلدة سنجار في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015. (أ ف ب)