السلايدر الرئيسيتحقيقات
مصادر خليجية لـ””: قطر تدرس بجدية فكرة الانسحاب من مجلس التعاون الخليجي
ـ لندن خاص ـ لم يتبق على موعد انعقاد قمة مجلس التعاون الخليجي سوى ساعات، ورغم تلقي امير قطر الشيخ تميم بن حمد دعوة الحضور على يد امين عام المجلس عبداللطيف بن راشد الزياني الا ان السؤال الذي يتردد في اروقة الدبلوماسية الخليجية هو هل ستحضر دولة قطر ممثلة في اميرها الى القمة التي ستعقد الاحد القادم في العاصمة السعودية الرياض؟ ام انها ستقرر الانسحاب من المنظومة الخليجية برمتها؟ عقب وصول الازمة الخليجية الى مراحل لا يمكن حلها بـ”حب الخشوم” على حد تعبير وزير الخاريجة البحريني خالد آل خليفة.
مصادر ديبلوماسية خليجية أكدت لـ”” ان نقاشا حادا في قطر يدور في اروقة قصر الحكم حول البقاء في منظومة مجلس التعاون الخليجي أو الخروج منها، المصادر قالت في مجمل حديثها لـ”” ان الدوحة لم تتخذ القرار بع لكنها تدرسه بجدية وان الفكرة مطروحة.
وزير الخارجية البحريني وعقب ارسال الدعوة من الرياض الى الدوحة لحضور القمة الخليجية اعتبر في حوار أجرته معه صحيفة “الشرق الأوسط”، أن الأزمة مع قطر “وصلت إلى نقطة بعيدة جدا لم نرها من قبل” بعدما “التزمت مع أعداء المنطقة مثل إيران، فالسياسة العدائية التي انتهجتها قطر ضد دول مجلس التعاون الخليجي واضحة، وأقرب مثال ما تمارسه من عداء سافر ضد السعودية في الفترة الأخيرة، وبالأخص انتهاجهم لسياسة الإساءة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مشيراً إلى أن قطر تعتبر أقل دولة التزمت باتفاقيات المجلس، لذا لن نضيع وقتنا بالأماني والأحلام، وعلى قطر أن تصلح حالها بنفسها، لكن هناك واقع يقول إن قطر لن تغير من نهجها، ولدينا أمنيات نرجو أن تتحقق”.
وأضاف الوزير البحريني، أن قطر “أحرقت جميع سفن العودة إلى مجلس التعاون الخليجي”، لافتا إلى أن قطر عضو في المجلس إلا أنها تستعين بقوات أجنبية، إذ بدل استعانتها بقوات مثل “درع الجزيرة”، فإنها تستعين بالقوات الأجنبية.
المصادر الخليجية نفسها اكدت لـ”” ان الدوحة اعتبرت تصريحات الوزير البحريني “تصعيدا في الازمة”، مؤكدة ان “الدوحة اوعزت لبعض كتابها بمهاجمة منظومة مجلس التعاون الخليجي عبر قناة الجزيرة ووسائل اعلام قطرية اخرى تمهيدا لقرار الانسحاب من المجلس، وان القرار ربما اتخذ بالفعل لكن تريد الدوحة ايجاد مبررات لهذا القرار رغم الرسائل الايجابية التي تبعث بها الى الكويت واميرها الذي يخوض وساطة لحل الازمة بين الاشقاء”.
وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش قال أن مجلس التعاون الخليجي مستمر رغم الأزمة مع قطر.
وكتب على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، “قمة مجلس التعاون في الرياض والرئاسة العمانية القادمة مؤشر على أن مجلس التعاون، وبرغم أزمة قطر، مستمر”.
وشدد على أن “الأزمة السياسية ستنتهي حين ينتهي سببها ألا وهو دعم قطر للتطرف والتدخل في قضايا استقرار المنطقة”.
ولفت إلى أن “الواقعية السياسية الحالية مكنت مجلس التعاون من استمرار عمله، فالاجتماعات التقنية والإدارية والفنية مستمرة”، إلا أنه اعتبر أن “الجانب الاستراتيجي والسياسي عانى في ظل شذوذ المنظور القطري عن المصلحة الجماعية”. وشدد في المقابل على “الحرص المسؤول للرياض وأبوظبي والمنامة على المجلس”.
التصريحات الاخيرة من المسؤولين الخليجيين لا تبشر بأن الازمة الخليجية في طريقها للحل، خاصة عقب تصريحات اطلقها رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، علي بن صميخ المري، والتي دعا فيها القمة الخليجية المقبلة في الرياض، إلى إنشاء آلية لإيجاد حل لمعاناة من اسماهم بـ”ضحايا الحصار المفروض على قطر منذ عام ونصف”، و”إنصافهم وجبر الضرر عنهم”.
ويرى مراقبون بان انسحاب قطر من المجلس قد يقدم للسعودية والإمارات والبحرين فرصة لدعم اتهاماتهم لقطر بأنها تقوض الإجماع العربي، ويجمع المراقبون بان هناك رغبة شعبية قطرية بالانسحاب من المنظومة الخليجية خاصة عقب الانسحاب من منظمة الدول المصدرة للبترول، فهل ستنسحب قطر من مجلس التعاون الخليجي قبل يوم الاحد؟ سؤال ستجيب عنه الدوحة يوم الاحد القادم وربما قبل انعقاد القمة.
الجدير بالذكر أن منطقة الخليج تشهد حاليا توترا داخليا بقطع كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في 5 حزيران/يونيو 2017، جميع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وفرض حصار عليها.
وتتهم هذه الدول السلطات القطرية بدعم الإرهاب وزعزعة الاستقرار في المنطقة، لكن قطر تنفي بشدة هذه الاتهامات، مؤكدة أن هذه الإجراءات غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة.