ـ الجزائر ـ من نهال دويب ـ كشف بيان رسمي صادر عن قيادة الجيش الجزائري, منذ يومين, أن وحداته المنتشرة على طول الحدود الجنوبية للبلاد عثرت على مخبأ يضم 11 صاروخ جو_ أرض مضاد للدبابات بمنطقة برج باجي مختار على الحدود مع دولة مالي التي تشهد انفلات أمنيا كبيرا.
وقبلها بساعات قليلة, أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية, عبر موقعها الإلكتروني, عن حجز كمية كبيرة من الأسلحة الحربية الثقيلة الوزن في منطقة ” تينزاواتين ” التابعة لمحافظة تمنراست, تتمثل في 20 قذيفة هاون عيار 82 ميليمتر و120 كيلوغراما من مادة نترات الأمونيوم، المخصصة لصناعة المتفجرات.
ومنذ بداية العام الجاري, أحبط الجيش الجزائري, عدة محاولات كبرى لإغراق البلاد بالأسلحة الحربية أغلبها قادمة من ليبيا ومالي اللتين تعيشان انفلاتا أمينا خطيرا منذ سنوات, وتحولت الحدود الجزائرية على إثر الأوضاع الأمنية المتدهورة في تلك المنطقتين إلى بيئة خصبة لنشاط الإرهابيين وعصابات التهريب والجريمة المنظمة.
وتتنوع الأسلحة التي يتم حجزها من قبل ” مفارز للجيش الجزائري, بين المسدسات الآلية والرشاشات المتوسطة والثقيلة وقذائف هاون وأخرى مضادة للدبابات من نوع ” أر. بي جي ” وصواريخ ” كاتيوشا وأخيرا تم ضبط صواريخ جو _ أرض ومواد متفجرة تستعمل في صناعة القنابل وألغام مضادة للأفراد والدبابات.
وحسب التفاصيل التي تكشف عنها يوميا قيادة الجيش, فإن الأسلحة يتم العثور عليها في مخابئ من ” الرمال ” تحت الأرض ” وتنفذ مباشرة بعد عمليا استسلام إرهابيين كانوا ينشطون في منطقة الساحل أو اعتقال إرهابيين ومهربين.
ويقول في الموضوع الخبير الأمني الجزائري, أحمد ميزاب, في تصريح لـ “” إنه ” في الفترة الأخيرة لاحظنا حجز كميات كبيرة من الأسلحة عبر عدة محاور حدودية وأسلحة نوعية, وهذا يعود لأمرين رئيسيين, الأول المتعلق بالرؤية الاستراتيجية للجيش الجزائري والاستراتيجية المحكمة التي تؤكد نجاعتها واهمية المعلومة الامنية التي تجعل قوة المبادرة بيده ومنها يفوت الفرصة على من يسعون العبث بأمن الجزائر, كما يعود للرؤية الدقيقة للقيادة العليا والتي تسعى للتجسيد الامثل لكافة الخطط الامنية بدقة ومهنية عالية إضافة إلى مستوى الأداء العالي لقوات الجيش المدركين لحجم التحديات وحجم المخاطر المحدقة بالبلاد “.
ويكمن السبب الثاني _ يقول المتحدث _ في حجم المخاطر الامنية العابرة للحدود بكافة أنواعها, فهي آخذة لمنحى تصاعدي فبالتالي نشهد محاولات شبه يومية لاختراق الحدود و معه ارتفاع كميات الاسلحة المراد ادخالها للجزائر, مشيرا إلى ” اننا نشهد في الآونة الاخيرة محاولة إدخال أسلحة نوعية “.
ويؤكد الخبير الأمني الجزائري, أحمد ميزاب, أن كمية الأسلحة التي حجزت خلال 2018 تجاوزت بشكل كبير ما تم حجزه خلال سنة 2016 و 2017, ويشير إلى أن ” حجم المخاطر في تزايد مستمر بسبب استمرار حالة الفوضى بدول الجوار وهو ما يجعل تدفق الإرهابيين والمهاجرين غير الشرعيين “.
ومن جهته يقول في الموضوع أكريم خريف المتخصص في الشؤون الأمنية, أكريم خريف, في تصريح لـ”” إن هذه الأسلحة لم يتم العثور عليها بطريقة عشوائية, فالجيش الجزائري تحرك بناء على المعلومات التي جمعها من الإرهابيين الدين استسلموا للسلطات العسكرية هروبا من الحرب في شمال مالي, كما أن العمل المخابراتي القائم على التفاوض مع العوائل والقبائل لعب دورا كبيرا في استسلامهم.
ويرى أكرم خريف أن كمية الأسلحة التي يتم العثور عليها أغلبها قادمة من مالي يتم إخفائها على الشريط الحدودي خشية العثور عليها من قبل القوات الفرنسية, فهي معدات وأسلحة حربية فضلا عن الأسلحة الحربية, فالعصابات الإجرامية التي تنشط في الساحل لا تستعمل قواذف صاروخية مضادة للدبابات وصواريخ كاتيوشا.