السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا

دراسة صادمة عن الطفولة بتونس: اختفاء وتشرد واجتياز للحدود سرا

سناء محيمدي

ـ تونس ـ من سناء محيمدي ـ كشفت دراسة تونسية أعدها المرصد التونسي لحماية الطفل عن أرقام مفزعة، تفيد بتسجيل 225 محاولة اجتياز للحدود خلسة من قبل أطفال تتراوح أعمارهم بين 13 و18 سنة، منهم 4 حالات دون سن الرابعة خلال عام 2017.

ويقول خبراء في علم الاجتماع إلى أن الأطفال الذين يمثلون نسبة 30 بالمئة من السكان، يقدمون على اجتياز الحدود خلسة، وجلهم انقطعوا عن التعليم في سن مبكرة، ولم يجدوا بديلا عن حلول لمستقبلهم، سوى خوض غمار الهجرة السرية خصوصا وأن أغلبهم يعانون الفقر.

وفي حالات أخرى، يصطحب الأهل أطفالهم في مغامرة الهجرة الغير النظامية، وفي أحيان أخرى يعمد الأهل توفير الأموال لأطفالهم للذهاب في مسالك الهجرة السرية.

300 طفل متشرد

و حسب المرصد، فقد تم كذلك رصد 308 حالة لأطفال في وضعية تشرد وتسول وتسكع خلال نفس الفترة، منهم 50 حالة من الإناث، وفق أهم المؤشرات حول وضع الطفولة في تونس سنة 2017، فيما تستحوذ العاصمة على النصيب الأكبر من انتشار الأطفال المشردين.

ووفقا لجهات أمنية في تونس، فانه في السنوات الأخيرة انتشرت مجموعات وعصابات تعمل على استغلال وتوظيف الأطفال التونسيين في التسول.

وأفادت المديرة العامة لمرصد الإعلام والتكوين والتوثيق والدراسات حول حماية حقوق الطفل هاجر الشريف، بأن المرصد قام بتجميع المؤشرات المتعلقة بوضعية الطفولة بتونس خلال سنة 2017 من خلال احصاءات دقيقة تخضع لمقاييس علمية دولية، وفرتها المؤسسات العمومية الرسمية والوزارات.

ووصفت رئيسة المرصد التونسي بأن هذه مؤشرات مفزعة تهدد طفولة تونس، مردها التقصير الملحوظ من قبل الأسرة خاصة بحماية أبنائها من المخاطر التي تهددهم، مبينة أن 63 بالمئة من حالات التبليغ المتعلقة بتعرض أطفال الى تهديد، تكون فيها الأسرة مصدر هذا التهديد، كما أن 95 بالمئة من الأطفال يتسولون بإيعاز من أوليائهم.

أكثر من 800 حالة اختفاء

وأضافت لمياء الشريف أنه تم خلال نفس السنة تسجيل 880 حالة اختفاء طفل من الأسر التونسية، كما تفاقم عدد الجرائم المرتكبة من قبل هذه الفئة من 2540 جريمة عام 2016 إلى 3640 جريمة سنة 2017 تتعلق خصوصا بالسرقة والاعتداء بالعنف.

كما تسمح الأسر بتشغيل أطفالها، حسب ما بينته الشريف في حديثها الى أن معدل الأطفال ما بين 5 الى 17 سنة يمارسون نشاطا اقتصاديا تبلغ 9.5 بالمئة، ومن بينهم بالمئة من مناطق الشمال الغربي التي لا تتجاوز فيها نسبة التمدرس 65 بالمئة.

ودعت رئيسة المرصد التونسي إلى ضرورة مراجعة السياسات الحكومية لحماية أطفال تونس، أمام هذه الأرقام والمؤشرات التي تهدد الطفولة بالبلاد خاصة مع تقلص المراكز الاجتماعية الحكومية والتي تقلصت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة لتقدر بـ2500 مركز اجتماعي فقط.

وفي المقابل، أكدت وزيرة المرأة والأسرة والطفولة نزيهة العبيدي في تصريح إعلامي أنهم بصدد ضبط خطة وطنية متعددة القطاع للطفولة المبكرة وإحداث أول مركز في تونس لإيواء الأطفال الذين يتعرضون لتهديدات ، قصد المساهمة في تحسين هذه المؤشرات “المفزعة التي لا يمكن تجاهلها”، على حد قولها.

ونشرت الوزارة على موقعها مؤشرات حول ظاهرة الاعتداءات الجنسية حيث تم تسجيل ما يزيد عن 900 اعتداء استهدفت قرابة 80 بالمئة منها الإناث كما تم تسجيل 24 محاولة انتحار في صفوف الأطفال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق