شرق أوسط
الحريري لن يعتذر عن تأليف الحكومة
ـ القاهرة ـ نقلت صحيفة “الحياة” اللندنية اليوم الأحد عن مصدر مطلع على موقف رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري أن الأخير يتعاطى مع أزمة تعطيل تأليف الحكومة انطلاقا من مجموعة ثوابت لن يغير فيها الاشتباك السياسي الأخير بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حول الصلاحيات في عملية التأليف والأسس الدستورية التي تتحكم في تشكيلها.
وأكد المصدر أن الحريري لن يعتذر عن تأليف الحكومة، وقال :”لا اعتذار من قِبل الحريري عن التأليف لأن هناك من أراد إدخال لبنان في نفق سياسي يتعدى في أهدافه الأزمة الحكومية المفتعلة، وتحديدا حزب الله، لأغراض تغيير في المعادلة الداخلية بالتناغم مع الصراعات الإقليمية التي تشهدها المنطقة”.
واعتبر المصدر أن “الاعتذار من قبل الحريري كان يمكن أن يكون موضوعا على الطاولة أمامه لو أنه فشل في التوصل إلى تأليف حكومة الوحدة الوطنية التي كانت هدفه منذ تكليفه، بينما واقع الحال هو أن الحريري نجح في إنجاز حكومة الوحدة الوطنية هذه وبالاتفاق مع رئيس الجمهورية وكان على وشك أن يعلنها بالاتفاق معه حين قام حزب الله بإفشال ذلك عبر شرطه تمثيل النواب السنة الستة حلفائه”.
وشدد على أنه “لا تغيير بالنسبة للحريري في القواعد الدستورية للتأليف والتي تنيط به تلك المهمة بالاتفاق مع رئيس الجمهورية، ولن يقبل بتغيير التوازنات المعهودة في تأليف الحكومات عبر اختراع فكرة حكومة من 32 بهدف تعديل هذه التوازنات على الصعيد الطائفي بإضافة وزير علوي وآخر سرياني باسم تمثيل الأقليات”.
ويقول النواب السنة الستة إنهم حصدوا 30% من أصوات السنة في لبنان، وأن تمثيلهم في الحكومة الجديدة حق لهم.
وامتنع “حزب الله” و”حركة أمل” عن تسليم الحريري أسماء مرشحيهم قبل حلّ عقدة تمثيل النواب السنة الستة المستقلين.
ويمتنع الرئيس المكلف سعد الحريري عن لقاء النواب السنة الستة، حتى الآن، وقد طرحت أفكار حول توسيع الحكومة لتضم 32 وزيراً وتمثيل النواب السنة الستة، ولكن الحريري رفضها.
وكان رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون قد كلّف الحريري بتشكيل حكومة جديدة في 24 أيار/مايو الماضي بعد تسميته من قبل 111 نائباً في المشاورات النيابية الملزمة، ولم يتم تشكيل حكومة جديدة حتى الآن بالرغم من إصرار كافة القوى السياسية اللبنانية على ضرورة الإسراع في تشكيلها. (د ب أ)