أوروبا
وزير خارجية فرنسا ينتقد ترامب ويطالبه بالابتعاد عن فرنسا وتركها وشأنها
ـ باريس ـ وجه وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان اليوم الأحد انتقادات حادة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتدخله في الشؤون الداخلية لفرنسا بعدما لجأ ترامب إلى تويتر للتعليق على احتجاجات السترات الصفراء.
وقال لو دريان لترامب اليوم الأحد في مقابلة تليفزيونية: “نحن لا نشارك في نقاشات أمريكية، فلتدع بلادنا وشأنها”.
وغرد ترامب أمس السبت على تويتر وكتب عن الاحتجاجات في باريس قائلا: ” اتفاق باريس (للمناخ) لاتؤتى ثمارها بصورة طيبة للغاية بالنسبة لباريس. احتجاجات وأعمال شغب في أنحاء فرنسا”، متسائلا عما إذا كان يتعين إجبار المواطنين على “دفع مبالغ كبيرة من الأموال … من أجل ربما حماية البيئة”.
وأنهى تغريدته بالقول إن هناك هتافات “نحن نريد ترامب” في شوارع فرنسا.
كانت حركة السترات الصفراء قد نزلت بأعداد كبيرة في شوارع فرنسا يوم السبت للأسبوع الرابع على التوالي، على الرغم من إلغاء الزيادات الضريبية على الوقود والتي تسببت في تفجر احتجاجهم.
وفي إشارة إلى اتفاق المناخ عام 2015، واصل ترامب بعد ذلك كتابة تغريداته قائلا: “ربما قد آن الأوان لإنهاء اتفاق باريس باهظ التكلفة والسخيف للغاية، وإعادة الأموال للمواطنين في شكل ضرائب متدنية؟”.
وذكرت وزارة الداخلية الفرنسية أن عدد المحتجين في أنحاء فرنسا بلغ بشكل إجمالي 125 ألف محتج يوم السبت منهم نحو 10 آلاف متظاهر في باريس وحدها.
وألقت قوات الأمن الفرنسية القبض على 1723 شخصا في أنحاء البلاد خلال الاحتجاجات.
وقال مسؤول ببلدية باريس اليوم الأحد إن الأضرار الناجمة عن احتجاجات السترات الصفراء أمس السبت بالمدينة كانت أسوأ من الأسبوع السابق.
وذكر إيمانويل جريجوار، الذي يعمل لدى عمدة باريس ” آن هيدالجو ” لقناة “فرانس انتر” إن ” المشهد الذي وصلت إليه باريس كارثي”.
وأضاف أن “العنف كان أقل فى نطاقها ، لكن من المرجح أن الأضرار كانت أكثر خطورة مقارنة بالأسبوع الماضي”.
واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المحتجين. وفي باريس أضرم مثيرو الشغب النار في سيارات وحاولوا إقامة متاريس.
وقالت وسائل إعلام محلية إن عدد المصابين بلغ 264 شخصا من بينهم 39 من رجال الشرطة.
وتمكنت حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون من القول إنها حققت انتصارا جزئيا، حيث أسهمت التعبئة الكبيرة في قوات الشرطة في تجنب اندلاع معارك مثل التي شهدتها احتجاجات الأسبوع الماضي.
ولكن جريجوار أوضح أن المزيد من مناطق المدينة تضرر بسبب العنف، بعدما اتسع نطاق المظاهرات بشكل أكبر في العاصمة.
وأشار إلى أن باريس لا يمكنها الاستمرار في مواجهة هذا النوع من الخطر أسبوعيا، مضيفا أنه يتعين على الحكومة وماكرون التحرك لوقف هذه الأزمة.
ومن المتوقع أن يلقي ماكرون خطابا للأمة هذا الأسبوع بعدما لم يصدر عنه أي تصريح عن الاحتجاجات لعدة أيام. وقال رئيس الوزراء إدوار فيليب إن الرئيس سيقترح إجراءات من شأنها أن تؤدي إلى حوار.
كان ماكرون قد شدد على أن الزيادات الضريبية ضرورية لمحاربة التغير المناخي، لكنه ألغى في وقت متأخر تلك الزيادات. (د ب ا)