شرق أوسط

مصافحة استثنائية في السويد بين المتحاربين في اليمن

ـ ريمبو ـ في مشهد نادر يرتدي طابعا رمزيا كبيرا، تصافح المتحاربون اليمنيون أمام صحافيين على هامش مشاورات السلام في السويد حيث يشارك وفدا الحكومة والمتمردين منذ الخميس الماضي في محادثات في بلدة ريمبو السويدية هي الأولى منذ 2016.

ووافق سليم مغلس العضو في وفد المتمردين وأحمد غالب أحد اعضاء الوفد الحكومي على أن يتصافحا الاثنين بطلب من صحافيين يمنيين، بحضور احد المصورين.

وقالت صحافية طالبة عدم الكشف عن هويتها خوفا من تعريض عائلتها للخطر في اليمن “لم أر مثيلا لذلك من قبل”.

وذكر شهود عيان أن الرجلين وافقا على الطلب بكل اريحية.

وصرح مصدر في الأمم المتحدة لوكالة فرانس برس أن الوسيط البريطاني مارتن غريفيث الذي دفع باتجاه هذه المفاوضات شاهد الصورة التي انتشرت بسرعة على شبكات التواصل الاجتماعي. وقد نشرتها وكالة فرانس برس أيضا وباتت متوفرة على العديد من المواقع الالكترونية الاخبارية العربية الثلاثاء.

ويشارك وفدا الحكومة والمتمردين منذ الخميس الماضي في محادثات في بلدة ريمبو السويدية هي الأولى منذ 2016 في مسعى لوضع أطر تمهّد الطريق لإنهاء النزاع المستمر منذ 2014 وأسفر عن مقتل نحو عشرة آلاف شخص ودفع 14 مليونا إلى حافة المجاعة.

ويعقد الطرفان الاجتماع في مجمع فندقي في ريمبو على بعد نحو ستين كيلومترا إلى الشمال من ستوكهولم. ويسعى مسؤولو الأمم المتحدة إلى خلق أجواء “لبناء الثقة” من أجل بدء عملية سلام.

وحذر المراقبون المطلعون على التاريخ المعقد لليمن والحرب التي يشهدها حاليا من أن الطريق طويل ومليء بالعقبات.

 “قصص رائعة” 

أفادت معلومات غير مؤكدة رسميا أن مفاوضي الحكومة والمتمردين لا يتبادلون الحديث بشكل مباشر، إلا عندما يتعلق الأمر بملف واحد هو الاتفاق على تبادل الأسرى الذي أبرم في بداية كانون الأول/ديسمبر.

وفي معظم الأوقات، يقوم الوسيط ومستشاروه بزيارات مكوكية بين الطرفين.

لكن في المقابل يتقاسم مفاوضو الطرفين مقهى واحدا ومصلى واحد ليتمكن المتمردون الشيعة وأعضاء الحكومة السنة من الصلاة.

وقال مارتن غريفيث للصحافيين مساء الإثنين “إنهم يختلطون ببعضهم ويلتقون. سمعنا قصصا رائعة — لا أريد كشفها هنا — عن الأحاديث التي يتبادلها الناس”.

وأضاف أن “المزاج جيد” لكن اليمنيين تعبوا من الشتاء السويدي والرياح والعتمة والثلوج.

واشتكى وزير الزراعة عثمان مجلي وهو يضع وشاحا حول رقبته ويعتمر قبعة، من أن عليه التفاوض “في البرد”.

ويقيم المفاوضون اليمنيون في قصر جوهانسبرغ الذي بني في القرن السابع عشر على تلة حرجية تطل على ملعب للغولف.

واختير الموقع بين ستوكهولم في الجنوب وأوبسالا في الشمال بسبب قربه من مطار أرلاندا الدولي.

ويضم عدة أجنحة ومبان مستقلة يقيم فيها الوفدان اليمنيان تحت حراسة الشرطة وأجهزة الأمن والاستخبارات. ويسمع تحليق طائرة بلا طيار ليلا نهارا.

أما الصحافيون ال250 المعتمدون لتغطية الحدث فيقيمون في بيت مبني بالخشب الأحمر يطل على أراض خضراء.

واستقدمت المجموعة الإعلامية “سي اف اي ديفلوبمان ميديا” بدعم من وكالة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) صحافيين يمنيين لتغطية المحادثات.

وقال محمد الهاني المستشار لهذا المشروع “لدينا هيئة تحرير من 12 صحافيا من الرجال والنساء يمثلون كل المناطق”.

وأضاف أن “وسائل الإعلام الدولية يمكنها الاهتمام بالطابع السياسي حصرا لهذه المشاورات، نركز نحن على القضايا التي تهم السكان”.

وخروجهم من صنعاء بحد ذاته كان مغامرة. فمطار صنعاء مغلق منذ ثلاث سنوات ويجب التوجه إلى عدن في الجنوب ليستقلوا الطائرة. وقال الهاني إن “السفر بين المدينتين يمكن أن يستغرق 28 ساعة في بعض الأحيان بسبب نقاط التفتيش”.

وعلى شاشة كبيرة، تابع بعض الصحافيين حفل تسليم جائزة نوبل للسلام بعد ظهر الإثنين في أوسلو. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق