السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
الجزائر: حرب ” اليد غير المرئية ” مع رجل الأعمال المعارض ربراب تمتد إلى الشارع
نهال دويب
ـ الجزائر ـ من نهال دويب ـ شهدت مدينة بجاية شرق الجزائر العاصمة، خلال الساعات الماضية، أضخم مسيرة جابت شوارع المدينة احتجاجا على “القيود والعراقيل والقيود على المشاريع الاستثمارية التي يريد الملياردير الجزائري أسعد ربراب تنفيذها المنطقة، وتشغيل أبناءها”.
وجاب “مليون متظاهر” حسبما أكده المشرفون على تنظيم المسيرة، في شوارع المدينة، لمطالبة السلطات الجزائرية برفع العراقيل المفروضة على المجموعة الصناعة الأولى في الجزائر.
وقدرت في البداية تنسيقية اللجان الشعبية المساندة لرجل الأعمال الجزائري أسعد ربراب، عدد المشاركين في المسيرة خلال الساعات الأولى بـ “30 ألف” متظاهر قبل أن يتداركوا الرقم بعد وصول أعداد هائلة من المتظاهرين من مختلف أرجاء البلاد كبومرداس وسطيف والبليدة وتيزي وزو، ليعلنوا عن بلوغهم رقم “المليون متظاهر”، والأمر الملفت للانتباه فيها هو مشاركة مختلف النخب السياسية والرياضية والعديد من النواب البرلمانيين عن مدينة بجاية، ينتمي معظمهم إلى حزب “التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية” أقدم حزب سياسي معارض في الجزائر على غرار النائب عثمان معزوز المعروف بمعارضته الشديدة للسلطة، وقال في كلمة ألقاها على هامش المسيرة “يجب أن نعبئ، يجب أن نتحدى لكي نقول لهم إنه إذا كانت هناك يد غير مرئية، فإنها تواجه الآلاف من الأشخاص المرئيين”.
وطالب المحتجون الذين ساروا في هدوء تام من “الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وصناع القرار في البلاد بالإفراج عن جميع المشاريع التابعة لربراب”، ووصفوه بـ “البطل الوطني لأنه أعاد الأمل إلى الشباب الجزائري”.
وعلى هامش الاجتماع الذي عقده المشرفون على تنظيم المسيرة أمام مدخل مبنى محافظة بجاية، أشار المحتجون إلى الطابع السلمي له وضرورة توفير السلطة لمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين الجميع من أجل المساهمة في تنمية الاقتصاد الجزائري، وذكر المتظاهرون بالمشاريع التي تم حجبها وبالأخرى التي تجد صعوبات بالغة في تجسيدها بسبب العقبات التي تواجهها المجموعة الصناعية الأولى في الجزائر.
وقبل أيام نشر مجمع “سيفيتال” التابع لرجل الأعمال الجزائري أسعد ربراب، على حسابه الرسمي في “تويتر” رفض مصالح الجمارك الجزائرية تطبيق حكم تنفيذي لصالح “لايفكون اندوستري” التابعة للمجمع.
وتساءل المجتمع، عن “اليد الخفية” التي توظف مصالح الدولة للإساءة لمجمع “سيفيتال” وبعض فروعها.
واتهم ربراب، في وقت سابق، أطراف لم يكشف عن هويتها بممارسة ضغوط عليه لعرقلة مشاريعه الاستثمارية، وقال إن هذا الوضع قائم منذ بداية التسعينات، بسبب انتقاده متواصل خلال الملتقيات المحلية والدولية وعلى وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية، لمناخ الأعمال والاستثمار والبيروقراطية في الجزائر، خصوصا بعد استثماره في دول وقارات أخرى وفرت له جميع التسهيلات.
وقبل عامين من هذا التاريخ صدر قرار عن إدارة الجمارك الجزائرية يقضي بعدم السماح بإنزال التجهيزات والمعدات الأساسية لمصنع سحق البذور الزيتية في ميناء مدينة بجاية وهو القرار الذي فجر جدلا كبيرا في الساحة الجزائرية، وردت حينها الإدارة المذكورة، بتعمد صاحب الاستثمار عدم إصلاحها وهو ما أدى به إلى محاولة القيام بإنزالها في مواني أخرى.
ويرى متتبعون للمشهد السياسي في البلاد، أن الصراع القائم بين الدوائر السياسية ومراكز القرار في أعلى هرم السلطة، قد انتقل هذه المرة إلى الأذرع المالية في الجزائر، وألقى بظلاله على الشارع خاصة وأنه رفض حسبما كشفته تقارير إعلامية محلية الانخراط في مشروع دعم الولاية الرئاسية الرابعة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
وحاول رجل الأعمال الجزائري أسعد ربراب،عام 2016، شراء “إمبراطورية إعلامية” في البلاد، لكنه دخل في نزاع قضائي طويل بين وبين الحكومة الجزائرية، انتهى ببطلان صفقة شراء مجمع “الخبر الإعلامي”.