ـ تونس ـ من سناء محيمدي ـ بعد حادثة التعري للممثل السوري، حسين مرعي، والتي تسببت بجدل كبير على خشبة المسرح البلدي في العاصمة التونسية، تكرر مشهد التعري مرة اخرى على خشبة المسرح وبطلتها كانت امرأة هذه المرة.
هذه الحادثة زادت من حدة السجال بتونس حول حرية الابداع والفن وحدودهما، بعد مشهد ثان للتعري على خشبة المسرح.
ليضاعف المشهد الخلاف بين التونسيين بشان الاعمال الفنية، خصوصا وان ادارة أيام قرطاج المسرحية اعربت عن “إدانتها ورفضها لهذه الممارسة”، مشيرة إلى أن “ما قام به الممثل السوري لا يتضمنه شريط الفيديو الذي اعتمدته لجنة اختيار العروض لبرمجته في إطار برنامج عروض المهرجان وهو ما يعد ممارسة فردية معزولة لا مسؤولة قام بها الممثل مخلاّ بالعقد الأخلاقي الاحترافي المهني الذي يستوجب الالتزام الحرفي بتفاصيل العرض.
استنكار
هذا واستنكر بعض التونسيين هذه المشاهد الخادشة للحياء، والصادمة، واعتبرت ايضا كحلقة جديدة من مسلسل الحرب على الاسلام، وتتويج لثقافة العري، مطالبين بإقالة وزير الثقافة التونسي، ومدير مهرجان ايام قرطاج المسرحية، مستهجنين عرض هذه المشاهد في تونس.
في المقابل، دافع شق اخر من المثقفين والفنانين على مشاهد التعري باعتبار ان حرية الابداع لا حدود لها، رافضين تجريم الاعمال الفنية، لدوره في تعرية عورة المجتمع بالحديث عن المواضيع الممنوعة بطرق صادمة، وان المسرح لا يخضع لتقييمات اخلاقية وانما يتم عبر اليات النقد المسرحي.
تضامن
كما انتقد مسرحيون تونسيون بيان الهيئة المديرة لمهرجان ايام قرطاج السينمائي واصفين إياه بالبيان المرتجل والمتسرع وأنه يعطي صورة خاطئة عن المسرحيين التونسيين ومخالف لدستور البلاد الذي يرعى حرية الابداع والمبدعين مهما كانت طرق التعبير.
كما علقت الممثلة التونسية جميلة الشيحي على الضجة التي أثارها مشهد التعري في تونس بتضامنها الكامل مع الممثل السوري، موضحة ان الممثل حر في تعريه عندما يعري الواقع كما هو، مضيفة انها تقبل التعرّي في مشهد فنّي على الركح في حال تعرّضت للتشرّد والنفي مثل ما حصل للممثل السوري، على حد قولها.
التعري ليس ارتجالا
وعلى صعيد اخر، كشف مخرج مسرحية يا كبير التي اثارت صخبا كبيرا في تونس، رأفت الزاقوت، أن جميع العروض التي قدمتها الفرقة للمسرحية كانت متضمنة هذا المشهد، وكانت البداية في ألمانيا، مشيرا إلى أنه سعيد بحالة الجدل لأنها سببت هذا النوع من النقاش وهذا شيء طبيعي في المسرح.
وقال في مجتمعاتنا العربية توجد بعض الموضوعات المثيرة للجدل وتصنف من المحرمات مثلما حدث في العرض، وحسين لم يرتجل بل كان يؤدي الدور المكتوب، ولم أتفاجأ نهائيا كما أشيع في معظم وسائل الإعلام التي نقلت عني تصريحات لا أعلم عنها شيئا.
وانطلقت في تونس منذ ايام، الدورة العشرين من مهرجان ايام قرطاج المسرحية، على مسرح الاوبرا بمدينة الثقافة بحضور عدد من المسرحيين العرب والافارقة، وتضمن الافتتاح فقرات استعراضية، إضافة إلى عروض للسيرك والموسيقى بشارع الحبيب بورقيبة.