فتح وحماس تدعوان لجمعة غضب لمواجهة التصعيد الإسرائيلي
ـ رام الله ـ من فادي أبو سعدى ـ يرى الفلسطينيون أن التصعيد الإسرائيلي الأخير، والذي تمثل في اغتيال ثلاثة شبان من الفلسطينيين، سبقها اقتحام مدينة رام الله والبيرة على مدار يومين متتاليين، أنه تصعيد مدروس، ليس للنيل من المقاومة الفلسطينية، وإنما لحماية رئيس الوزراء الإسرائيلي من قضايا الفساد التي يواجهها في إسرائيل، وكذلك محاولة للإبقاء على اليمين الإسرائيلي المتطرف على مقربة منه في محاولة للخروج من المأزق الحالي.
من جهة أخرى، أرادت إٍسرائيل توجيه ضربة للسلطة الفلسطينية في معقلها، من خلال استباحة “العاصمة السياسية” الحالية لها، وهي محافظة رام الله والبيرة، خاصة وأن الفلسطينيين يتظاهرون من قترة ليست بالوجيزة ضد بعض القوانين الفلسطينية ومنها قانون الضمان الاجتماعي، ما يزيد الضغط على القيادة الفلسطينية.
كما يعتقد الفلسطينيون أن ما يجري هو محاولة جدية لفرض صفقة القرن بالصيغة الإسرائيلية من جانب واحد، بعد الاعلان الأمريكي والفرنسي عن قرب طرح الصفقة من قبل الإدارة الأمريكية بزعامة دونالد ترمب الرئيس الأمريكي الحالي الذي أعلن القدس عاصمة لإسرائيل، وحارب القيادة الفلسطينية من خلال إغلاق السفارة الفلسطينية في واشنطن ووقف الدعم المالي عن السلطة الفلسطينية.
فلسطينيًا، عقب الرئاسة الفلسطينية على الأحداث الجارية في الضفة الغربية، في بيان رسمي قالت فيه، “إن المناخ الذي خلقته سياسة الاقتحامات المتكررة للمدن والتحريض على سيادة الرئيس، وغياب أفق السلام هو الذي أدى إلى هذا المسلسل المرفوض من العنف الذي ندينه ونرفضه، والذي يدفع ثمنه الجانبان”.
وأكدت الرئاسة أن السياسة الفلسطينية الدائمة هي رفض العنف والاقتحامات وإرهاب المستوطنين، وضرورة وقف التحريض، وعدم خلق أجواء تساهم بتوتير الوضع. وشددت على أن موقف الرئيس عباس الدائم هو إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967، وقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي الذي يوفر الأمن والاستقرار والسلام للجميع.
أما على الأرض، فقد اتفقت حركتا فتح وحماس تلقائيًا، ودون اتفاق رسمي، على اعتبار غدًا الجمعة يومًا للتصعيد ضد الاحتلال الإسرائيلي على كافة نقاط التماس وحواجز الاحتلال العسكرية. فقد طالبت حركة حماس بإعلان النفير نصرة لدماء الشهداء بعد سلسلة الاغتيالات التي نفذتها قوات الاحتلال بحق ثلاثة فلسطينيين في نابلس ورام الله والقدس المحتلة.
فيما طالبت حركة فتح “أقاليم الضفة الغربية” الشبان للتصدي للاحتلال وقواته، والعودة إلى أيام الانتفاضة الأولى عبر الحراسة الليلية لحماية الفلسطينيين من هجمات محتملة للمستوطنين اليهود، خاصة بعد دعوات يهودية متطرفة للهجوم على القرى الفلسطينية والمناطق المحاذية للمستوطنات اليهودية ردًا على عمليات المقاومة الفلسطينية.
كما طالبت حركة فتح الجميع التنبه لكاميرات المراقبة وشطبها أو ازالتها حاليًا في ظل التطورات الأمنية الحاصلة، نظرا لتوغل قوات الاحتلال في مدينة رام الله والبيرة وفرض حصار عليها، وإعلانها منطقة عسكرية مغلقة، ما يعني مزيد من اقتحام المنازل في محاولة لتتبع منفذي العملية الفدائية الأخيرة عبر كاميرات المراقبة.
ويعتقد الفلسطينيون أن الأوضاع ذاهبة إلى مزيد من التصعيد خلال الأيام القادمة على الأقل، فإسرائيل ستحاول الوصول إلى منفذي العملية، والمستوطنون اليهود يتأهبون لهجمات على الفلسطينيين، بينما المقاومة الفلسطينية تواصل الرد على الهجمات الإسرائيلية.