شرق أوسط
الجيش الإسرائيلي يطوق رام الله بعد مقتل جنديين واستشهاد أربعة فلسطينيين
ـ رام الله (الاراضي الفلسطينية) ـ أرسل الجيش الإسرائيلي تعزيزات إلى الضفة الغربية المحتلة وقام بتطويق مدينة رام الله مع تصعيد التوتر إثر مقتل جنديين في هجوم قرب مستوطنة الخميس، فيما اندلعت مواجهات قتل خلالها فلسطيني ليصبح العدد اربعة.
والهجوم الذي قتل فيه جنديان الخميس على طريق التفافي قريب من مستوطنة جفعات آساف شرق رام الله، هو الثالث بسلاح ناري منذ شهرين في الضفة الغربية المحتلة، ووقع بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي استشهاد فلسطينيين قال إنهما ينتميان إلى حركة حماس وعلى صلة بتنفيذ العمليتين السابقتين، أحدهما قرب رام الله والثاني في نابلس.
وعلى الإثر أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس تبنيها عملية بركان، وزفت “شهيديها المجاهدين: صالح عمر البرغوثي، سليل عائلة البرغوثي المجاهدة، وبطل عملية عوفرا، وأشرف وليد نعالوة، بطل عملية بركان”.
ونفذت عملية قتل فيها إسرائيليان في بركان في 7 تشرين الاول/اكتوبر وعملية قرب مستوطنة عوفرا أصيب خلالها سبعة أشخاص بجروح في 9 كانون الاول/ديسمبر. وكان الجيش الذي كان يطارد نعالوة منذ أكثر من شهرين.
وفي الصور التي نشرت إثر اقتحام الجيش مخيم عسكر في نابلس، تظهر شقة نخرها الرصاص وآثار الدماء على سلم المبنى.
وقال علاء عليان الذي يسكن في الحي أنه سمع انفجارات وإطلاق نار وصراخ، “بدأوا يتحدثون مع شخص ثم أرسلوا الكلاب وبدأوا بإطلاق النار”.
وبعد ظهر الخميس استشهد فلسطيني في الستين من عمره برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة البيرة القريبة من رام الله، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، في حين قال الجيش إنه أطلق عليه النار بعد محاولته صدم جنود.
وقال الجيش إنه أوقف عدداً لم يحدده من الفلسطينيين في إطار عملية البحث الواسعة التي يقوم بها.
وفي الهجوم قرب جفعات آساف الخميس، قتل جنديان وأصيب آخر بجروح خطرة. وقال الجيش الاسرائيلي في بيان إن رجلا خرج من سيارة كان يقودها آخر وفتح النار على “جنود ومدنيين اسرائيليين كانوا في محطة حافلات”، قبل أن يهرب بسيارة باتجاه رام الله غير البعيدة عن المستوطنة.
وأعلن الجيش الاسرائيلي أنه أغلق مداخل رام الله مقر السلطة الفلسطينية وأرسل عددا من وحدات المشاة الإضافية إلى الضفة الغربية.
ولا تبعد المستوطنة عن عوفرا حيث نفذ هجوم مماثل أصيب خلاله سبعة إسرائيليين بينهم حامل فقدت مولودها.
وبدا متحدث باسم الجيش حذراً بشأن هجوم الخميس. وقال اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس إن حماس تحتفل السبت بذكرى انطلاقتها وأن العمليتين السابقتين قد تدفعان إلى تقليدهما.
في الأثناء استشهد فلسطيني في وقت مبكر صباح الخميس برصاص القوات الإسرائيلية بعد أن أصاب شرطيين اسرائيليَين بجروح بسلاح أبيض في البلدة القديمة بالقدس الشرقية المحتلة، بحسب مصدر أمني اسرائيلي.
وتشهد الضفة الغربية منذ أشهر هجمات متفرقة في حين تدور مواجهات أسبوعية في قطاع غزة غير المتصل بها جغرافياً ويخضع لحصار إسرائيلي محكم. وقتل 230 فلسطينياً واصيب المئات بجروح في قطاع غزة في مواجهات قرب السياج الحدودي مع قوات الاحتلال منذ نهاية آذار/مارس.
وفي حين يشهد غزة هدوءاً حذراً، تصاعد التوتر منذ أسابيع في الضفة الغربية المحتلة منذ أكثر من خمسين عاماً.
وتمضي إسرائيل في توسيع الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين حيث يعيش أكثر من 600 ألف مستوطن بين نحو ثلاثة ملايين فلسطيني.
مزيد من المستوطنات
وبعد أن توعد نتانياهو الاثنين بأن الجيش سيعثر على منفذي عملية الأحد، أعلن الخميس أنه يريد إضفاء الطابع “القانوني” على الالاف من منازل المستوطنين التي بنيت بدون تصريح حكومي في الضفة الغربية، علماً أن جميع المستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولي، لكن إسرائيل تميز بين تلك التي وافقت عليها وأخرى بنيت دون خطة حكومية.
وقال نتانياهو في بيان “يظنون أنهم يستطيعون اقتلاعنا من أرضنا، ولكنهم لن ينجحوا”.
وأضاف أنه سيسعى إلى تسريع عملية هدم منازل المهاجمين الفلسطينيين بحيث يتم ذلك خلال 48 ساعة، وكذلك سحب تصاريح العمل في إسرائيل من افراد عائلاتهم.
وفي مناخ متوتر وفي ظل تعثر عملية السلام، اتهمت الخارجية الإسرائيلية السلطة الفلسطينية بترويج “ثقافة القتل” عبر دعم عائلات منفذي الهجمات الذين تعتقلهم إسرائيل.
وأصدرت رئاسة السلطة الفلسطينية بيانا يرفض ويدين “العنف الذي يدفع ثمنه الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني والذي جاء نتيجة غياب أفق السلام”.
ولكنها أدانت ممارسات إسرايل بقولها، إن “سياستنا الدائمة هي رفض العنف والاقتحامات وإرهاب المستوطنين، وضرورة وقف التحريض، وعدم خلق أجواء تساهم بتوتير الوضع”. (أ ف ب)