السلايدر الرئيسيتحقيقات
منسق شؤون مكافحة الارهاب الأمريكي يجيب على أسئلة صحافية حول الارهاب وتهديداته العالمية.. موضحاً تدخل ايران ودعمها لحزب الله
ـ واشنطن ـ أجرت وزارة الخارجية الأمريكية حوارا تفاعليا مع صحافيين حول العالم عبر( LiveAtState)، وهي منصة إعلامية افتراضية تفاعلية للوزارة مع السفير ناثان أ. سيلز، منسق شؤون مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة، علق فيه حول التهديدات التي تشكلها الجماعات الإرهابية العابرة للحدود، بما في ذلك تنظيم داعش والقاعدة وحزب الله اللبناني، على السلامة والأمن الجماعيين للبلدان في نصف الكرة الغربي ومواطنيها. كما يسعده أن يعلّق على نتائج المؤتمر الوزاري الهام حول مكافحة الإرهاب في منطقة نصف الكرة الغربي، والذي استضافته وزارة الخارجية.
ويتولّى السفير سيلز إدارة مكتب مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الامريكية ويعمل كمستشار رئيسي لوزير الخارجية حول المسائل الدولية في مكافحة الإرهاب.
وفيما يلي نص الحوار كما وصل “” من وزارة الخارجية الامريكية:
السفير سيلز: حسنا، شكرا جزيلا. مرحبا وصباح الخير. استضافت وزارة الخارجية الأمريكية أمس حوارًا على المستوى الوزاري ركّز على مكافحة الإرهاب في النصف الغربي من الكرة الأرضية. وضمّ هذا الاجتماع الهام ثلاثة عشر شريكا رئيسيا من أمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية، إلى جانب الولايات المتحدة للمشاركة. قد يستهوينا التفكير في الإرهاب كمشكلة تقتصر على أقاصي الأرض، لكن هؤلاء الشركاء والولايات المتحدة يعرفون أن الجماعات الإرهابية العابر للحدود الوطنية تشكلّ تهديدًا أيضا هنا في نصف الكرة الأرضية الخاص بنا، سواء أكان ذلك تنظيم داعش أم تنظيم القاعدة أم الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران مثل حزب الله. ولا بدّ من أن نأخذ هذه التهديدات على محمل الجد.
أتطلع إلى الإجابة عن أسئلتكم اليوم فيما يتعلّق بالاجتماع الوزاري أو بالعمل الذي سنقوم به لإبقاء مدننا وأحيائنا آمنة من التهديدات الإرهابية العابرة للحدود الوطنية.
المضيف: عظيم. بهذا، يمكننا الآن البدء بأخذ بالأسئلة. سؤالنا الأول يأتي من موناليزا فريحة من جريدة النهار البيروتية، وهو: هل لاحظتم أي تغييرات في أنشطة حزب الله منذ فرض المزيد من العقوبات على التنظيم وإعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران؟
السفير سيلز: نعرف أن إيران هي الراعي الرئيسي لحزب الله، حيث يتلقّى حزب الله (أو كان يتلقّى) حوالي 700 مليون دولار في السنة. هذا مبلغ ضخم من المال، والأموال يجب أن تذهب بشكل صحيح إلى الشعب الإيراني لتلبية احتياجاتهم ومعالجة أولوياتهم. ولكن بدلا من ذلك، نعرف ما هي أولوية النظام الإيراني. انها نشر الدماء في جميع أنحاء العالم باستخدام وكلاء له. نحن نعلم ذلك – ولقد رأينا أدلة على أننا حين شدّدنا الخناق على إيران من خلال فرض عقوبات، رأينا أن الأموال التي كانت ستُتاح لحزب الله لولا ذلك تذهب إلى أغراض أخرى، الأمر الذي يؤكّد أهمية أن نبذل نحن وشركاؤنا جهودنا الخاصة لقطع مصادر الأموال التي سيحاول حزب الله استخدامها للتعويض عن الإيرادات التي يخسرها نتيجة العقوبات المفروضة على إيران.
المضيف: شكرا لك. السؤال التالي يأتي من صحيفة O Estado de Sao Paulo في البرازيل. والسؤال هو: كانت هناك دائما شائعات عن نشاط حزب الله في الحدود الثلاثية بين (عذراً، لقد فقدت هذا السؤال. ها هو، حصلت عليه مرة أخرى). لطالما كانت هناك شائعات عن نشاط حزب الله في منطقة الحدود الثلاثية بين البرازيل وباراغواي والأرجنتين. كيف هي الحال الآن؟ هل هناك أي مستجدّات حول تلك الأنشطة في هذا المجال؟
السفير سيلز: نعم. حسنًا، يمتلك حزب الله اللبناني شبكات لجمع التبرعات في جميع أنحاء العالم، ليس فقط في الشرق الأوسط ولكن أيضًا في إفريقيا وأمريكا الجنوبية أيضًا، وإحدى المناطق التي نشط فيها الحزب أكثر في تحويل الأموال إلى بلاده لاستخدامها في الإرهاب هي منطقة الحدود الثلاثية في الأرجنتين وباراغواي والبرازيل. وقبل شهرين فقط، جمّدت الأرجنتين أصول عشيرة بركات التي تعد واحدة من أكبر شبكات جمع التبرعات لحزب الله في المنطقة، ونحن نشيد بالأرجنتين على هذه الخطوة.
وبالإضافة إلى ذلك، بعد ذلك بوقت قصير، اعتقلت حكومة البرازيل زعيم العشيرة بركات نفسه، فيما يتعلق بشبكة جمع الأموال هذه. ونحن نثني على البرازيل لهذا الجهد أيضا، ونتطلّع إلى التوصل إلى حل ناجح لهذه القضية.
المضيف: سؤال آخر يأتي من البرازيل الآن، من باتريشيا كابوس ميلو من Folha de Sao Paulo: ذكرت الإدارة الجديدة في البرازيل أن حماية الحدود هي أولوية قصوى. كيف يمكن للولايات المتحدة العمل مع البرازيل لتعزيز حماية الحدود، وما هي التهديدات الإرهابية الرئيسية في البرازيل الآن؟
السفير سيلز: أعتقد أن الانتخابات الأخيرة في البرازيل تخلق فرصة جديدة لشراكة متجددة وموسعة بين بلدينا وإننا نتطلّع إلى استكشاف إمكانيات تلك العلاقة مع تولّي الإدارة الجديدة السلطة في البرازيل.
عندما يتعلق الأمر بأمن الحدود، فإن أحد أهم الأشياء التي يمكننا القيام بها لتأمين حدودنا أو يمكن لأي دولة أن تفعله لتأمين حدودها هو التأكد من أن لديهم البيانات التي يحتاجونها لتحليل المسافرين الدوليين القادمين والخارجين.
في كانون الأول /ديسمبر الماضي، تبنّى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قراراً جديداً هو القرار رقم 2396، والذي يدعو جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى تحليل بيانات أسماء الركاب. هذه البيانات هي تلك التي تقدّمونها لشركة الطيران في الأساس عند حجز تذكرة. هذه أداة قوية جدًا يمكننا استخدامها ليس فقط لتحديد مواقع الإرهابيين المعروفين، ولكن أيضا لتحديد الإرهابيين المجهولين من خلال تحديد الروابط بين الجهات الفاعلة السيئة التي نعرفها والناس الذين ليسوا بعد على شاشة رادارنا. ولسوف نتطلّع للعمل مع البرازيل والأرجنتين وباراغواي وأي بلد في المنطقة وأي بلد في العالم لدعم هذه القدرات.
المضيف: لنبقَ في البرازيل، لدينا سؤال آخر من O Estado de Sao Paulo: هل توجد خلايا داعش تعمل الآن في البرازيل؟
السفير سيلز: حسنا، نحن نعرف أن داعش ينشط في نصف الكرة الغربي. وفقط، هذه السنة، فتحت مؤامرة الكرنفال في ترينيداد وتوباغو أعين الكثير من الناس حول ضرورة أن تضع في اعتبارها هذا التهديد هنا في بلادنا. إن وجود داعش ليس محصورا في سوريا والعراق فحسب. ليس فقط في مينداناو في الفلبين. وليست مؤامرة ترينيداد وتوباغو إلا تذكيرا بأننا بحاجة إلى إدراك هذا التهديد هنا واتخاذ إجراءات حاسمة ضدّه. لقد عملنا عن كثب مع ترينيداد وتوباغو على هذه المؤامرة وفي أعقاب كشفها، ونحن حريصون على العمل مع شركاء آخرين في النصف الغربي من الكرة الأرضية حول هذا التهديد أيضًا.
المضيف: إذن السؤال التالي يأتي من بياتريس باسكوال ماسياس مع وكالة الأنباء EFE. تسأل: ما العلاقة الممكنة، في النصف الغربي من الكرة الأرضية، بين المنظمات العابرة للحدود الوطنية مثل جيش التحرير الوطني والجماعات الإرهابية مثل حزب الله، وهل ظهر هذا الموضوع في الاجتماع الوزاري بالأمس؟
السفير سيلز: كان تركيزنا إلى حد كبير على الجماعات الإرهابية العابرة للحدود الوطنية التي تدعمها الدول الراعية مثل الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران بما في ذلك حزب الله، وكذلك الجماعات الإرهابية العابرة للحدود التي كنا نركز عليها منذ 11 أيلول/سبتمبر، وبالتحديد تنظيم القاعدة وفروعها، وكذلك داعش وشبكة فروعها العالمية.
المضيف: سؤال آخر في نفس الموضوع وردنا من المراسلة الصحفية ماريا زوبيلو الموجودة أيضا في ساو باولو، وهو: هل لديك أي معلومات عن الشراكات بين مجموعات مثل مافيا كالابريا والجهاديين في أمريكا اللاتينية؟
السفير سيلز: نعرف أن الإرهابيين انتهازيون، ونعلم أنهم سيبحثون عن أي فرصة متاحة لهم لجمع الأموال ونقل الأسلحة ونقل الأفراد. لذا يجب أن نضع في اعتبارنا أي روابط محتملة للجريمة المنظمة أو غيرها من الأعمال غير المشروعة، إذا أردنا قطع دابر الأموال ومنع تدفق الأشخاص والمواد.
المضيف: سؤال جديد يأتي من كريستوبال فاسكيز مع راديو Caracol في كولومبيا. والسؤال هو: هل سيتمّ إخراج منظمة حرب العصابات (فارك) من قائمة الإرهابيين في الولايات المتحدة، في ضوء اتفاقية السلام التي وقعت مؤخراً في كولومبيا؟ هل واصلت القوات المسلحة الثورية لكولومبيا أنشطة الاتجار بالمخدرات؟
السفير سيلز: حسنا، نأمل أن يمنح الاتفاق الأخير شعب كولومبيا ما يستحقه من السلام والاستقرار. سنراقب هذا عن كثب لضمان تنفيذ جميع بنود الاتفاقية بأمان.
المضيف: بالتحول إلى أوروبا، لدينا سؤال من أنتون تشوداكوف مع وكالة أنباء تاس الروسية: سيقود نائب وزير الخارجية سوليفان حواراً لمكافحة الإرهاب بين الوكالات مع نائب وزير الخارجية الروسي سيرومولوتوف في فيينا في 13 كانون الأول/ديسمبر. هل يمكن أن تقول أي شيء عن توقعاتك فيما يتعلق بالاجتماع وما هي الموضوعات التي يمكن مناقشتها؟
السفير سيلز: تمام. نحن لا نزال نشعر بالقلق إزاء سلوك روسيا لزعزعة الاستقرار. وعلى الرغم من هذه المخاوف، سيجتمع نائب الوزير مع نظيره الروسي لمعرفة ما إذا كانت هناك مجالات للتعاون المتبادل يمكن أن نعمل عليها لتحسين أمن الشعب الأمريكي وسلامته. والحال إنه إذا كان لدى بلد ما معلومات يمكنها أن تنقذ حياة الأمريكيين، فنحن نريد أن نسمع عنها.
المضيف: هذا سؤال يردنا الآن – دعنا نرَ. ننتقل إلى الشرق الأوسط، سؤال من صحيفة الزمان: الولايات المتحدة تصنّف حماس على أنها جماعة إرهابية. ماذا عن القنابل الإسرائيلية على غزة التي تقتل الأطفال؟
السفير سيلز: حسنا، لقد كانت حماس واضحة جدا في طموحاتها. إنها مجموعة إقصائية تنكر حق إسرائيل في الوجود. هذا هو السبب في أن الولايات المتحدة لم تتخلّ أبدا عن إدانتها لهذه الجماعة كمنظمة إرهابية. وقد كانت من أوائل المجموعات التي صنّفناها كمنظمة إرهابية في عام 1997، وقد رأت جميع الإدارات المتعاقبة منذ ذلك الحين حقيقة ما هي عليه: مجموعة مكرّسة لتدمير إسرائيل، تستخدم الإرهاب كأداة لتحقيق ذلك. .
المضيف: نبقى في الشرق الأوسط، أيضا من صحيفة الزمان. ذكروا: اكتشفت إسرائيل نفقًا ثانيًا بين لبنان والأراضي الفلسطينية. كيف تصف هذا الاتصال؟
السفير سيلز: اتصال بين ماذا؟
المضيف: هذا سؤال جيد، وللأسف، ربما يمكننا إرجاعه إلى المراسل لتوضيح السؤال وطرحه من جديد.
السفير سيلز: تمام. في غضون ذلك، اسمحوا لي أن أقول فقط إن الولايات المتحدة تدعم أي جهد منطقي يجب على أي دولة أن تقوم به للدفاع عن نفسها ضد التهديدات الخارجية. نحن نعلم أن هذه الأنفاق هي أداة لنقل الأفراد ونقل الأسلحة لارتكاب هجمات إرهابية على إسرائيل، ونحن ندعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
المضيف: سؤال متقدّم آخر من ماريا زوبيلو في ساو باولو، لإعادة تركيزنا على نصف الكرة الغربي: نحن نعرف أن حزب الله على علاقة شراكة مع الحزب الشيوعي الكولومبي وبعض الكارتلات الكولومبية مثل Urabenos. ماذا عن هؤلاء – ما العلاقة بين هذه الجماعات الإجرامية والجهاديين في أمريكا اللاتينية؟
السفير سيلز: حسنا، يجب أن نكون دائما على وعي بالخطر المتمثل في أن الجماعات الإرهابية ستسعى بشكل انتهازي للاستفادة من العلاقة مع الجريمة المنظمة، أو الأعمال غير المشروعة، أو غيرها من العوامل السيئة. الجماعات الإرهابية انتهازية بطبعها، وهي ستسعى للحصول على فرص لجمع الأموال لدعم عملياتها وتهريب الأفراد من أجل ارتكاب هجمات إرهابية. ويجب علينا دائمًا أن نضع في اعتبارنا الطبيعة المرنة في التكيّف خصومنا. إنهم يعملون مع أي طرف يخدم مصالحهم. يجب أن نضع ذلك في اعتبارنا وأن نبقى يقظين ونتّخذ دوما الخطوات اللازمة لمواجهته.
المضيف: نبقى في نصف الكرة الغربي ولدينا سؤال من فالنتينا أنتولينس من إذاعة RCN: هل لدى الولايات المتحدة أي دليل على وجود تحالفات بين العصابات الكولومبية وحكومة فنزويلا؟
السفير سيلز: حسنًا، لقد دعونا حكومة فنزويلا إلى احترام حقوق الإنسان لمواطنيها، ونحن نراقب بقلق شديد الحالة الإنسانية التي تتطوّر في فنزويلا. كما أننا متفائلون، كما أشرت من قبل، في أن اتفاقية السلام في كولومبيا ستتحقّق وأن شعب كولومبيا سيجني فوائد ذلك الاتفاق: السلام والاستقرار والنظام والهدوء.
المضيف: نبقى في الموضوع ذاته. سؤال آخر حول ما إذا كان هناك أي شيء يمكن إضافته، من O Estado de Sao Paulo في البرازيل، حول ما إذا كان ثمّة أي دليل على التواطؤ، أي تواطؤ على الإطلاق بين العصابات الكولومبية (ومعظمهم من جيش التحرير الوطني) والجيش الفنزويلي، وتحديدا في تجارة المخدرات في جبال الانديز؟
السفير سيلز: أعتقد أن إجابتي السابقة تغطي ذلك أيضا.
المضيف: يغطي هذا السؤال، ممتاز. نبقى في فنزويلا، سؤال من يسوع لاباتيا من lapatilla.com: كيف ترى علاقة الحكومة الفنزويلية مع إيران؟ ماذا سيكون نهج حكومة الولايات المتحدة للأشهر والأعوام القادمة؟
السفير سيلز: حسنا، حكومة فنزويلا لا تتورّع عن الارتباط مع بعض أكثر الجهات دناءة في العالم، ومن بينها إيران، التي هي كما نعلم جميعًا الدولة الأولى في رعاية الإرهاب في العالم. إنها تستخدم الإرهاب كأداة من أدوات فن الحكم: ترتكب الهجمات وتنفذ التخطيط التشغيلي في أماكن بعيدة مثل إفريقيا وأمريكا الجنوبية وأوروبا. في الأشهر القليلة الماضية فقط رأينا دبلوماسيين إيرانيين – وأنا أستخدم هذا المصطلح عمدا – بتدبير مؤامرات إرهابية في قلب أوروبا الغربية، بما فيها مؤامرة لتفجير مسيرة سياسية خارج باريس وأخرى لاغتيال شخصيات في الدنمارك. هذا ليس نوع النظام الذي يجب على أي أمة محترمة أن تسعى إلى القيام بأعمال تجارية معه.
المضيف: سؤال آخر من باتريسيا كامبوس ميلو في ساو باولو، وهو: إلى جانب تمويل حزب الله، ما هي الأنشطة الإرهابية الأخرى التي تراها مستمرة في البرازيل الآن؟
السفير سيلز: دعوني أتحدث قليلاً عن أنواع التهديدات التي يجب أن نكون مستعدين لمعالجتها. يجب أن نكون مستعدين للتعامل مع تمويل الإرهاب، سواء كان تمويل حزب الله أو تنظيم القاعدة أو إيران. وأنا لا أتحدث فقط إلى البرازيل والمنطقة، بل عن العالم باسره. علينا أيضا أن نكون حذرين من خطر سفر الإرهابيين. يعتمد الإرهابيون على التنقّل لجمع الأموال وتحقيق أهدافهم وتلقي التدريب. ولذا فنحن بحاجة إلى وضع الأدوات اللازمة لتحديد الإرهابيين أثناء محاولتهم عبور حدودنا ومنعهم من ذلك.
علينا أيضا أن نضع نصب أعيننا فوائد المحاكمات الجنائية. نحن نميل إلى رؤية مكافحة الإرهاب في حركتها الدائمة، رؤية جانبها العسكري، ولعلّ جهود التحالف ضد داعش لهزيمتها فيما يسمّى خلافتها في سوريا والعراق مثال ممتاز لما يمكن أن يبدو عليه الأمر. ولكن الإرهاب ليس مسألة عسكرية فحسب، بل هي أيضًا جريمة يتم التصدّي لها بفعالية من خلال الملاحقة القضائية في المحاكم المدنية. ولذا يجب أن نكون مدركين للسلوك الذي قد يرتكبه الإرهابيون ومؤيدوهم على نحو يتعارض مع قوانيننا، والحاجة إلى استخدام قوانيننا الجنائية لصد هذا التهديد لنا ولحلفائنا.
المضيف: سؤال آخر من راديو كاراكول Caracol، من كريستوبال فاسكي: هل الولايات المتحدة منفتحة أمام تقديم الدعم العسكري لكولومبيا بالنظر إلى تهديدات مادورو للأمن في المنطقة؟ خاصّة وأن الروس يزوّدون فنزويلا بالطائرات.
السفير سيلز: سأحيلكم إلى زملائي في البنتاغون وفي مكتب شؤون نصف الكرة الغربي لدينا، حيث أن مهمّتي تركز بشكل أضيق على مشاكل الإرهاب بشكل خاص.
المضيف: إذاً بالعودة إلى هذا الموضوع الجوهري من مشاكل الإرهاب، يسأل ألفريدو كريسبو: ما هي الروابط المهمة الموجودة بين القاعدة وتنظيم داعش الآن؟
السفير سيلز: داعش هو فرع من تنظيم القاعدة. المجموعة التي نعرفها الآن باسم داعش قد تشكلت في الأصل في العراق في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، في أوائل عام 2000، عندما كانت تعرف باسم القاعدة في العراق. وتختلف المجموعتان من نواحٍ مهمة من حيث طموحاتهما وتكتيكاتهما، لكنهما تتوافقان بشكل أساسي مع بعضها البعض، حيث يسعى كلاهما لاستخدام العنف كأداة لتحقيق غايات سياسية. هذا هو تعريف الإرهاب بحدّ ذاته، والقاعدة وداعش أفضل مثالين على ذلك في هذا العالم.
المضيف: عظيم. حسنًا، يمكنني أن أرى أننا نقترب من نهاية الوقت المحدد، لذا أود أن أسأل المشاهدين إذا كانت لديك أي أسئلة أخيرة أن يرسلوها الآن. لدى السفير سيلز بضع دقائق أخرى، وعلى استعداد للإجابة على أسئلتكم.
اسمحوا لي أن أنتقل إلى سؤال آخر حول فنزويلا من دودا تيكسيرا. يسأل ببساطة: ما هي الجماعات الإرهابية التي تدعمها فنزويلا اليوم؟
السفير سيلز: حسنا، لدينا إطار قانوني في الولايات المتحدة ينصّ على المعايير التي يجب أن تنطبق على أي بلد أو دولة لكي تصنَّف كدولة راعية للإرهاب. والإجراء المتّبع هو أن يقوم وزير الخارجية باتخاذ قرار بأن بلدًا معينًا قد قدم دعمًا مرارًا لأعمال الإرهاب الدولي. والحال أننا في وزارة الخارجية نراقب باستمرار أي دولة في جميع أنحاء العالم لتقييم ما إذا كانت هناك معلومات موثوقة تشير إلى أن هذا البلد أو ذاك قد بلغ تلك العتبة القانونية أم لا.
المضيف: لدينا -سوف نتحول إلى سؤال مسبق من المراسلة الصحفية كارمن شامورو التي تسأل عن الحركات الاجتماعية العنيفة التي تحدث في أوروبا الآن في أماكن مثل إسبانيا وفرنسا. هل تعتقد أن هذه تظهر دليلاً على نمط محدد للإرهاب أم أنه من الممكن أن تكون هناك قوة رئيسية ترعى هذه الحركات الاجتماعية؟
السفير سيلز: من الصعب الإجابة عن هذا السؤال دون معرفة المزيد عن الحركات المحددة التي تضعها السائلة في ذهنها. ما أستطيع أن أقوله هو أنه في وزارة الخارجية، وفي جميع أنحاء المؤسسات الحكومية التي تعمل في مكافحة الإرهاب، فإن أهم أولوياتنا هي مجموعات الإرهاب العابرة للحدود الوطنية التي تشكّل تهديدًا للأمن القومي للولايات المتحدة، والتي تهدّد مصالح بلادنا وتعرَض سلامة الأمريكيين في الخارج وأمنهم للخطر.
المضيف: تحدثنا عن العلاقات بين الجماعات الإرهابية والجريمة المنظمة في عدد من البلدان المختلفة. حول هذا الموضوع، لدينا سؤال من كارولينا ريفيرا، التي تسأل: هل لديكم أي معلومات بأن هناك مجموعات إرهابية مرتبطة بالجريمة المنظمة، وتحديدا في المكسيك؟
السفير سيلز: حسنًا، أعتقد أنني سأحيلكم إلى الإجابات التي أعطيتها عن أسئلة مماثلة في وقت سابق. نحن نعرف أن الجماعات الإرهابية على الصعيد العالمي هي انتهازية، ونحن نعلم أنهم يبحثون عن فرص للعمل مع المنظمات والأفراد الذين سيساعدونهم في تسهيل برنامجهم الإرهابي. إنهم يبحثون عن قتلة مأجورين يساعدونهم على تحريك الأموال ونقل الأسلحة ونقل الناس. علينا أن نعيَ هذا التهديد، سواء أكان في نصف الكرة لدينا أم في أي مكان آخر حول العالم.
المضيف: وأعتقد أن لدينا وقتا لسؤال أخير، مرة أخرى، يتحول إلى باتريشيا كامبوس ميلو من Folha de Sao Paulo. يناقش المؤتمر البرازيلي تشريعا جديدا لمحاكمة نشاط الإرهاب. في السابق، لم يكن هذا النوع من الجرائم يتميّز في قانون العقوبات. ما هي أهمية تشريعات مكافحة الإرهاب وهل تشاور الولايات المتحدة مع السلطات البرازيلية حول هذا الموضوع؟
السفير سيلز: من المهم حقًا للبرازيل أو أي بلد أن يمتلك بين قوانينه قوانين مناسبة للتعامل مع التهديد الإرهابي. هنا في الولايات المتحدة، لدينا قانون يعرف باسم قوانين الدعم المادي، الذي يجرّم توفير الأسلحة والمال ومشورة الخبراء والمساعدة وأنواع أخرى مختلفة من الدعم للمنظمات الإرهابية. وقد مكّننا ذلك من منع المواطنين الأمريكيين الذين قد يميلون إلى الذهاب إلى القتال من أجل داعش أو الذين ربما يكونون قد خططوا للقتال من أجل داعش أو ربما كانوا يجمعون الأموال لتنظيم القاعدة وما إلى ذلك. أعتقد أن هذا النوع من القانون هو نموذج لما يمكن أن تفعله الدول الأخرى لتزويد مدّعيها بالأدوات التي يحتاجونها للتعامل مع أي تنظيم إرهابي سواء أكان حزب الله أم تنظيم الدولة الإسلامية أم القاعدة أم أي مجموعة إرهابية أخرى عابرة للحدود الوطنية.