شرق أوسط

قوات سوريا الديموقراطية تطرد تنظيم داعش من بلدة هجين في شرق سوريا

ـ بيروت ـ سيطرت قوات سوريا الديموقراطية فجر الجمعة على هجين، أبرز وأكبر البلدات في الجيب الأخير الذي يسيطر عليه تنظيم داعش في شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتسعى قوات سوريا الديموقراطية، المؤلفة من فصائل كردية وعربية وبدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، إلى إنهاء وجود تنظيم داعش في شرق سوريا.

وتقود منذ العاشر من أيلول/سبتمبر هجوماً لطرد الارهابيين من الجيب الأخير الواقع في ريف دير الزور الشرقي في محاذاة الحدود العراقية، والذي يدافع التنظيم عنه بشراسة.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “بعد أسبوع من المعارك والقصف العنيف، تمكنت قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي فجر الجمعة من طرد تنظيم داعش من هجين، أكبر بلدات الجيب”.

وإثر هجوم عنيف، دخلت قوات سوريا الديموقراطية في السادس من الشهر الحالي بلدة هجين لتخوض معارك ضد الارهابيين، الذين اضطروا إلى التراجع إلى مناطق شرق البلدة مستفيدين من شبكة الأنفاق التي بنوها.

وكان التنظيم نشر الخميس صوراً عبر حسابات على تطبيق تلغرام تظهر اشتباكات قال إنها في هجين.

ولا يزال التنظيم يسيطر على غالبية الجيب الأخير الذي يتضمن قرى عدة أبرزها السوسة والشعفة ويتحصن فيه نحو ألفي مقاتل من تنظيم داعش، بحسب التحالف الدولي. ويرجح أن العدد الأكبر من هؤلاء هم من الأجانب والعرب.

وفتحت قوات سوريا الديموقراطية “ممرات آمنة”، خرج عبرها مئات المدنيين من منطقة هجين، وفق تلك القوات والتحالف الدولي.

وفرّ نحو 16500 شخص من هذا الجيب منذ تموز/يوليو الماضي جراء القصف ثم المعارك، بحسب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.

 17 ألف مقاتل 

منذ بدء الهجوم في العاشر من أيلول/سبتمبر، قتل أكثر من 900 ارهابي و500 من قوات سوريا الديموقراطية، وفق المرصد الذي وثق أيضاً مقتل أكثر من 320 مدنياً، بينهم نحو 115 طفلاً، غالبيتهم في غارات للتحالف.

وواجهت قوات سوريا الديموقراطية صعوبات عدة للتقدم داخل الجيب الأخير.

ويقاتل عناصر التنظيم بشراسة دفاعا عن هذا الجيب الذي تحاصره قوات سوريا الديموقراطية منذ أشهر، وتستهدفه غارات التحالف الدولي، بوصفه آخر معاقله على الضفة الشرقية لنهر الفرات.

ويُدرك عناصر التنظيم، وفق محللين، أنهم سيقتلون عاجلاً أم آجلاً ولم يعد لديهم مناطق واسعة ينسحبون إليها ما يفسر خوضهم قتالا شرسا.

وخلال شهري تشرين الأول/اكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر، استفاد التنظيم المتطرف من سوء الأحوال الجوية ومن خلاياه النائمة في محيط الجيب ليشن هجمات مضادة على قوات سوريا الديموقراطية ويجبرها على التراجع بعدما كانت قد أحرزت تقدماً ميدانياً.

إلا أن قوات سوريا الديموقراطية أرسلت تعزيزات كبيرة خلال الأسابيع الماضية حتى بلغ عديد قواتها المشاركة في عملية طرد تنظيم داعش من الجيب الأخير نحو 17 ألفاً، وفق المرصد.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 11 كانون الاول/ديسمبر “قمنا بالكثير في ما يتعلق بتنظيم داعش، ولم يعد يوجد منهم سوى القليل في هذه المنطقة من العمل”.

وأضاف “خلال 30 يوماً، لن يكون هناك أحد منهم”.

ومُني التنظيم خلال أكثر من عامين بهزائم متلاحقة في سوريا. وبالإضافة إلى هذا الجيب، لا يزال تنظيم داعش يتواجد بشكل محدود في البادية السورية. وهي منطقة عمليات تابعة لقوات النظام المدعومة من روسيا.

وفي موازاة ذلك، لا يزال التنظيم يتبنى بين الحين والآخر هجمات في أوروبا، آخرها إطلاق نار الثلاثاء في مدينة ستراسبورغ الفرنسية أودى بثلاثة أشخاص.

وتبنى الخميس عبر وكالة أعماق التابعة له الاعتداء بعيد إعلان الشرطة الفرنسية قتل منفذ الهجوم.

 التحدي التركي 

تواجه قوات سوريا الديموقراطية تحدياً جديداً على وقع تهديدات تركية بشن هجوم عليها في شمال سوريا، ما قد يؤثر على سير العمليات في هجين.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء أن بلاده ستنفذ “خلال أيام” عملية عسكرية جديدة ضد وحدات حماية الشعب الكردية، التي تُعد العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية.

وأكدت الوحدات الكردية أنها ستواجه أي هجوم تركي، محذرة من أنه سيدفع قواتها في هجين للعودة “والدفاع عن مناطقها وعوائلها وهي من أولوياتها”.

وكانت قوات سوريا الديموقراطية علقت في نهاية كانون الأول/اكتوبر هجومها على تنظيم داعش في ضوء تصعيد تركي واستهداف أنقرة لمواقع مقاتلين أكراد في المنطقة الحدودية شمالاً، قبل أن تعود وتستأنفه بعد عشرة أيام إثر اتصالات وضمانات أمريكية. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق