السلايدر الرئيسيشرق أوسط
فلسطين: الشعب يواجه التصعيد بالمثل والساسة يحاولون منع تدهور الأمور.. ووفد مخابراتي مصري يلتقي عباس
فادي أبو سعدى
- وفد من المخابرات المصرية التقى الرئيس عباس في مدينة رام الله
ـ رام الله ـ من فادي أبو سعدى ـ مع الدعوات الشعبية والفصائلية للتصعيد واعتبار اليوم “جمعة غضب” لمواجهة التصعيد الإسرائيلي وانفلات المستوطنين اليهود ضد الفلسطينيين، تبقى الأرض وما سيحدث في الميدان خلال الساعات القادمة، هي ما ستقرر سير مجريات الأمور خلال الأيام القادمة.
وخلال الساعات الماضية، وتحديدًا ساعات الليل، اعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من أربعين فلسطينيًا غالبيتهم من حركة المقاومة الإسلامية حماس، بينهم نائبين اثنين من المجلس التشريعي الفلسطيني “البرلمان” عن محافظتي نابلس والخليل، شمال وجنوب الضفة الغربية.
وحسب مصادر فلسطينية، فإن جيش الاحتلال توغل في غالبية المدن الفلسطينية، ونفذ سلسلة اعتقالات لأسرى فلسطينيين محررين، ونشطاء ميدانيين، وقادة محليين محسوبين على حركة حماس، في رد سريع على ما يبدو، على تنفيذ سلسلة من العمليات الفدائية الفردية، التي أعلنت حماس بعد اغتيالهم انهم محسوبين على الحركة.
ويصف الصحافي خالد سليم الوضع حاليًا أنه مختلف عما سبق، ففي عام 1995، وفي إطار الارتباك الذي اعترى المستوى الأمني الإسرائيلي عقب عملية استشهادية في نتانيا لأنور سكر وصلاح شاكر، قتل فيها 24 جنديًّا إسرائيليًّا، وجرح ثمانون؛ خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين، وأعلن بعجز شديد: “ماذا تريدونني أن أفعل؟ أأعاقبهم بالموت؟ إنهم يريدونه، ويأتون هنا من أجله!”.
وويضيف “قبل ثلاثة أعوام، بدأت “انتفاضة السكاكين”، التي أعادت السؤال المربك مجددًا في أذهان قادة إسرائيل، وأعادت حالة العجز ذاتها، مع فارق ذي دلالة: العمليات الاستشهادية كانت مدعومة من فصائل، تخطط وتموّل وينفذ أبناؤها. أما “السكاكين”، فكانت فعل “ذئاب منفردة”، عملت دون وجود هرمية تنظيمية يتسلسل فيها القرار، من الذهن إلى الشارع”.
وحسب سليم فقد كان هذا الفارق يجعل “الخصم” في الأولى، على اتساعه، واضحًا. وكانت إسرائيل “تثأر” بعقاب يستهدف عائلة المنفذ وبلدته، وآخر يستهدف الفصيل، باغتيالات واعتقالات مسعورة. وكان يمكن التنبؤ مخابراتيًّا –إلى حد ما- بنيّة فصيل ما تنفيذ عملية.
واعتر أن الوضع مختلف لأن هذه الذئاب النبيلة خرجت عن القطيع، وقررت اصطياد فرائسها منفردة، وهذا يجعل السيطرة عليها، والتعامل معها، فعلاً عبثيًّا، لا تنفع معه معلومات أمنية، ولا كل حالات “تعشيب” المعلومات أولاً بأول، التي تقوم بها قوات الاحتلال ليليًّا عبر عشرات الاعتقالات السريعة، للملمة ما أمكنها من معلومات، ولا تفلح معالجتها بكل قدرة عناصر الوحدة 8200 في جيش الاحتلال.
على المستوى السياسي، صرح مصدر دبلوماسي في وزارة الخارجية الفلسطينية، انه وفي ضوء التطورات المتلاحقة والناتجة بالأساس عن تصعيد الاحتلال لإجراءاته القمعية والتنكيليه بالشعب الفلسطيني، وتصاعد حملة التصعيد الإسرائيلي ضد الشعب والقيادة، شكلت وزارة الخارجية خلية ازمة لمتابعة تلك التطورات، بهدف فضح المخطط الاحتلالي الخطير الراهن الذي يتعرض له الشعب في مدنه وقراه ومخيماته، وعلى الطرق الرئيسة الرابطة بينها، ليس فقط من قبل قوات الاحتلال والمستعربين على حواجز الموت التي تقطع اوصالها، وتشل حركة المواطنين وتحولها الى سجون كبيرة، وانما ايضاً من قبل ميلشيات المستوطنين المسلحة الإرهابية، كما حدث قبل ساعات في بلدة عصيرة القبلية.
وأضاف المصدر الدبلوماسي ان الوزارة عممت على سفارات وبعثات دولة فلسطين في الخارج بضرورة استنفار جهودها وامكانياتها اتجاه صناع القرار في الدول المضيفة والأمم المتحدة ومنظماتها المختصة، لفضح حرب الاحتلال المفتوحة سياسياً وميدانياً على شعبنا وحقوقه سياسياً وميدانياً، ومن اجل حشد أوسع ادانه لجرائم الاحتلال وانتهاكاته وحث المجتمع الدولي على ممارسة اقصى اشكال الضغوط على حكومة الاحتلال لوقف جرائمها واجتياحها واستباحتها للمناطق الفلسطينية، ولجم قطعان مستوطنيها.
وكان اللافت في التطورات السياسية، هو وصول وفد أمني مصري يمثل جهاز المخابرات المصرية، حاملاً رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاج السيسي، ورئيس جهاز المخابرات المصرية العامة، الوزير اللواء عباس كامل دعمًا للرئيس عباس وإدانة لتهديد حياته.
وأكد الوفد المصري، قيام جمهورية مصر العربية ببذل كافة الجهود لدعم الاستقرار والهدوء في المناطق الفلسطينية كافة، للحفاظ على السلطة الفلسطينية ومكتسبات ومقدرات الشعب الفلسطيني. مشددًا على أن المتغيرات الحالية تفرض على مصر وفلسطين التحرك السريع والتنسيق المشترك للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
وأعلن دعم ومساندة القيادة السياسية المصرية لما تراه قيادة الشعب الفلسطيني كافة ممثلة بالرئيس محمود عباس مناسبا للحفاظ على المصالح العليا للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.