بعد كل هذه القرون من المنازعات التي جرت إلى حروب دامية بين فرنسا وبريطانيا في أوروبا والعالم الجديد، وصل الطرفان إلى فتح صفحة جديدة بعد معركة واترلو التي أنهت الحروب النابليونية بهذه النهاية الموجعة للإمبراطور. قبض الإنجليز عليه ونفوه إلى جزيرة سان هيلينا، حيث قضى نحبه بصورة منكرة.
تسلم سليله، الإمبراطور نابليون الثالث العرش الفرنسي في القرن التاسع عشر وتربعت الملكة فيكتوريا على العرش البريطاني. وبقيام نظامين ملكيين في كلتا الدولتين انفتح المسرح السياسي للدخول في فصل جديد بين الطرفين يقوم على الود والتفاهم. انعكس ذلك على علاقات خاصة ومراسلات ودية بين العرشين. أفضت هذه العلاقات الحارة إلى دعوة الملكة فيكتوريا لزيارة العاصمة الفرنسية والحلول ضيفاً خاصاً للإمبراطور نابليون الثالث، عام 1855.
تمخضت هذه العلاقات الحارة عن سعي الحكومة الفرنسية لجلب أشلاء نابليون من قبره الذليل في جزيرة سان هيلينا. وتوسطت الملكة فيكتوريا للسماح للفرنسيين بنقل رفات الإمبراطور نابليون ودفنها في مراسم ملكية بكنيسة الإنفاليد، وسط مدينة باريس وإلى الضفة الجنوبية من نهر السين.
في حين كان العمل جارياً في تشييد القبر المهيب بما يتناسب مع مكانة نابليون، خطر للملكة فيكتوريا أن تقوم بزيارة الضريح في كنيسة الإنفاليد. بيد أن الفرنسيين لم يدخلوا هذه الزيارة ضمن برنامج الاحتفاء بالملكة. وقد بذلوا كل جهودهم ضد زيارة الملكة فيكتوريا بصحبة وليدها الأمير إدوارد، ولي العهد البريطاني للضريح. وكانت مشاعر الفرنسيين ما زالت مجروحة في صدد ما جرى لنابليون، دحره في معركة واترلو، ثم سوقه مكبلاً إلى منفاه، حيث لقي معاملة ذليلة لا تليق بإمبراطور. ومات معذباً بمرض السرطان.
وجد الفرنسيون أن ذهاب الملكة فيكتوريا لتقف أمام، أو بالأحرى فوق، مثوى الرجل الذي دحرته وأذلته حكومتها، بمثابة صبّ الملح على الجرح. حاول الفرنسيون ثنيها عن القيام بهذه الزيارة واحتجوا بأن بناء الضريح لم يكتمل بعد. بيد أن الملكة فيكتوريا أصرت على هذه الزيارة، وربما اعتبرتها فاتحة لعلاقة جديدة بين الدولتين والعرشين الإمبراطوريين.
لم يجد الفرنسيون سبيلاً عن ثنيها فضموا هذه الزيارة للبرنامج. رتبوا لها موعداً تصادف مع يوم تعيس وسماء مكثفة بالغيوم والأمطار. دخلت الإنفاليد. اقتادوها مع ابنها إلى الضريح. وضعت بيديها إكليل الزهور على القبر، بيد أن ابنها الأمير إدوارد شعر بارتباك فيما عليه أن يفعل. أسعفته والدته بأن همست في أذنه: «انحنِ برأسك احتراماً يا ولدي للإمبراطور العظيم». فعل ذلك، لكنه وهو يحني برأسه نحو الضريح، إذا بالسماء تعربد وتزبد برعد وبرق رهيب. نابليون يزمجر في حفرته امتعاضاً!
تسلم سليله، الإمبراطور نابليون الثالث العرش الفرنسي في القرن التاسع عشر وتربعت الملكة فيكتوريا على العرش البريطاني. وبقيام نظامين ملكيين في كلتا الدولتين انفتح المسرح السياسي للدخول في فصل جديد بين الطرفين يقوم على الود والتفاهم. انعكس ذلك على علاقات خاصة ومراسلات ودية بين العرشين. أفضت هذه العلاقات الحارة إلى دعوة الملكة فيكتوريا لزيارة العاصمة الفرنسية والحلول ضيفاً خاصاً للإمبراطور نابليون الثالث، عام 1855.
تمخضت هذه العلاقات الحارة عن سعي الحكومة الفرنسية لجلب أشلاء نابليون من قبره الذليل في جزيرة سان هيلينا. وتوسطت الملكة فيكتوريا للسماح للفرنسيين بنقل رفات الإمبراطور نابليون ودفنها في مراسم ملكية بكنيسة الإنفاليد، وسط مدينة باريس وإلى الضفة الجنوبية من نهر السين.
في حين كان العمل جارياً في تشييد القبر المهيب بما يتناسب مع مكانة نابليون، خطر للملكة فيكتوريا أن تقوم بزيارة الضريح في كنيسة الإنفاليد. بيد أن الفرنسيين لم يدخلوا هذه الزيارة ضمن برنامج الاحتفاء بالملكة. وقد بذلوا كل جهودهم ضد زيارة الملكة فيكتوريا بصحبة وليدها الأمير إدوارد، ولي العهد البريطاني للضريح. وكانت مشاعر الفرنسيين ما زالت مجروحة في صدد ما جرى لنابليون، دحره في معركة واترلو، ثم سوقه مكبلاً إلى منفاه، حيث لقي معاملة ذليلة لا تليق بإمبراطور. ومات معذباً بمرض السرطان.
وجد الفرنسيون أن ذهاب الملكة فيكتوريا لتقف أمام، أو بالأحرى فوق، مثوى الرجل الذي دحرته وأذلته حكومتها، بمثابة صبّ الملح على الجرح. حاول الفرنسيون ثنيها عن القيام بهذه الزيارة واحتجوا بأن بناء الضريح لم يكتمل بعد. بيد أن الملكة فيكتوريا أصرت على هذه الزيارة، وربما اعتبرتها فاتحة لعلاقة جديدة بين الدولتين والعرشين الإمبراطوريين.
لم يجد الفرنسيون سبيلاً عن ثنيها فضموا هذه الزيارة للبرنامج. رتبوا لها موعداً تصادف مع يوم تعيس وسماء مكثفة بالغيوم والأمطار. دخلت الإنفاليد. اقتادوها مع ابنها إلى الضريح. وضعت بيديها إكليل الزهور على القبر، بيد أن ابنها الأمير إدوارد شعر بارتباك فيما عليه أن يفعل. أسعفته والدته بأن همست في أذنه: «انحنِ برأسك احتراماً يا ولدي للإمبراطور العظيم». فعل ذلك، لكنه وهو يحني برأسه نحو الضريح، إذا بالسماء تعربد وتزبد برعد وبرق رهيب. نابليون يزمجر في حفرته امتعاضاً!
الشرق الأوسط