أوروبا

برلمان كوسوفو يقر قوانين لتأسيس جيش وسط توترات مع صربيا

ـ بريشتينا ـ صوت برلمان كوسوفو اليوم الجمعة لصالح تأسيس جيش كامل، في تحرك من شأنه أن يثير غضب جمهورية صربيا في ظل تصاعد التوترات إلى الذروة بين الجارتين.

وفي ظل مقاطعة النواب الصرب عملية التصويت، أقرت جميع الأحزاب الأخرى الممثلة في البرلمان بالعاصمة بريشتينا، والذي يضم 120 مقعدا، قوانين تهدف إلى تأسيس وزارة للدفاع، وتحويل “قوة أمن كوسوفو” القائمة إلى جيش.

وقال رئيس وزراء كوسوفو راموش هاراديناي لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن الخطة تنص على تأسيس جيش قوامه خمسة آلاف جندي خلال عشر سنوات.

وأثارت هذه الخطوة غضب صربيا، التي لا تزال تقول إن كوسوفو، ذات الأغلبية الألبانية، جزء من أراضيها، رغم إعلان المنطقة استقلالها قبل حوالي 11 عاما.

وتمرد الألبان على حكم بلجراد في 1999-1998نفي حرب دفعت حلف شمال الاطلسي (الناتو) إلى التدخل ضد صربيا في نهاية المطاف. ومنذ ذلك الحين، ظلت في كوسوفو قوة حفظ سلام بقيادة الناتو .

واتهم الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش بريشتينا بـ “قرع طبول الحرب”، وتهديد الصرب في الجيب المضطرب الذي يقيمون فيه شمالي كوسوفو.

وتسببت التوترات بين كوسوفو وصربيا في إجهاض عملية تطبيع يتوسط فيها الاتحاد الأوروبي.

وفي الشهر الماضي، منعت صربيا كوسوفو من الانضمام إلى منظمة الشرطة الجنائية الدولية (إنتربول)، وردت بريشتينا بفرض رسوم تجارية على السلع الصربية، مما أثار استياء الاتحاد الأوروبي.

وقال هاراديناي إن التعريفات كانت إجراء انتقاميا من “سياسات صربيا المدمرة” وتعهد باتخاذ المزيد من الإجراءات.

وفي ظل وصول التوترات إلى أعلى مستوياتها منذ سنوات، أعرب الناتو أيضا عن قلقه من خطة بريشتينا لتأسيس جيش.

وقال الأمين العام للحلف ينس شتولتنبرج، إن الناتو سيعيد التفكير في مستوى تعاونه مع بريشتينا.

وقال ستولتنبرج: “يؤسفني أنه جرى اتخاذ هذا القرار رغم المخاوف التي أعرب عنها الناتو”.

وأضاف: “يدعم الناتو تطور قوة أمن كوسوفو بموجب التفويض الحالي. وفي ظل تغيير التفويض، سيعيد مجلس شمال الأطلسي (الهيئة الرئيسية لصنع القرار السياسي في الناتو) النظر في مستوى انخراط الحلف مع قوة أمن كوسوفو”.

وشدد ستولتنبرج على أن الناتو “لايزال ملتزما عبر كفور ( قوات حفظ السلام التي يقودها الحلف)، بتهيئة بيئة سالمة وآمنة في كوسوفو”.

وفي إجراء احترازي عقب التصويت الخاص بتأسيس جيش، نشرت مهمة كفور قوات على الجسر الواقع فوق نهر إيبار الذي يقسم الصرب والألبان في بؤرة التوتر، بلدة ميتروفيتشا، وهي مركز الجيب الصربي الشمالي المضطرب.

ومن ناحية أخرى، زين الألبان الذين يعتبرون الولايات المتحدة الحامي الرئيسي لمصالحهم، الشوارع في أنحاء كوسوفو بأعلام أمريكية، فيما جرى تزيين الجزء الصربي من ميتروفيتشا بأعلام صربية.

ووصف الإعلام الصربي الوضع في الجيب بأنه هادئ ولكنه متوتر. (د ب أ)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق