تحقيقات
معركة الحديدة في اليمن
ـ صنعاء ـ تخوض القوات الموالية للحكومة اليمنية بإسناد من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية هجوما ضد المتمردين الحوثيين في الحديدة على ساحل البحر الأحمر في غرب اليمن منذ حزيران/يونيو الماضي.
وتوصّلت الحكومة اليمنية والمتمردون في محادثات في السويد استمرت اسبوعا واختتمت الخميس، إلى اتفاق لسحب القوات المقاتلة من مدينة الحديدة ومينائها الحيوي.
ولكن اندلعت اشتباكات في الحديدة نهاية الأسبوع بعد ليلة من المواجهات والغارات في المدينة ومناطق اخرى قريبة منها، هي الاعنف منذ التوصل لاتفاق وقف اطلاق النار برعاية الامم المتحدة.
وفي ما يلي تذكير بأبرز المحطات التي مرت بها معركة السيطرة على الحديدة:
الهجوم
في 13 حزيران/يونيو، انطلقت عملية “النصر الذهبي” لاقتحام المدينة التي تمر عبر مينائها غالبية المساعدات والمواد الغذائية التي يعتمد عليها ملايين السكان للبقاء على قيد الحياة.
وكانت الامارات، الشريك الرئيسي في قيادة التحالف العسكري، حددت الثاني عشر من حزيران/يونيو موعداً نهائياً للأمم المتحدة للتوصل إلى حل واقناع الحوثيين بالتخلي عن الحديدة التي سقطت بقبضة المتمردين في 2014 دون معارك.
وتؤكد السعودية والإمارات، المشاركتان الرئيسيتان في التحالف، أنهما اتخذتا خطوات لضمان استمرار تدفق المساعدات الانسانية إلى اليمن رغم العملية العسكرية.
وفي 14 حزيران/يونيو، عاد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى مدينة عدن (جنوب)، العاصمة المؤقتة للسلطة المعترف بها دولياً، من أجل “الاشراف” على العمليات العسكرية في الحديدة.
بدوره، حض زعيم المتمردين الحوثيين عبد الملك الحوثي مقاتليه على “الاستمرار في التصدي للعدوان ومواجهة قوى الطاغوت والاستكبار”.
معارك
بدأت القوات الموالية للحكومة اليمنية في 15 من حزيران/يونيو معارك للسيطرة على مطار الحديدة.
في 19 حزيران/يونيو، دخلت القوات الموالية للحكومة اليمنية والمدعومة من التحالف العسكري مطار الحديدة، لكنها عادت وتراجعت داخل المطار بعد أيام بسبب القصف المتواصل على مواقعها هناك.
محادثات وهجمات
في الأول من تموز/يوليو أعلنت الامارات انها أوقفت “مؤقتاً” العملية العسكرية من أجل إفساح المجال أمام جهود مبعوث الأمم المتحدة لتسهيل عملية تسليم مدينة الحديدة “دون شروط”.
وعزّز الحوثيون تحصيناتهم في المدينة، مستغلين تعليق القوات الحكومية هجومها بانتظار نتائج محادثات مبعوث الأمم المتحدة في صنعاء، في وقت قتل 54 شخصا بينهم 11 مدنيا في غارات جوية جنوب المدينة المطلة على البحر الأحمر في الثالث من تموز/يوليو.
وفي 4 تموز/يوليو، أعلن مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث انه أجرى محادثات “مثمرة” مع زعيم التمرد عبد الملك الحوثي.
وفي الثاني من آب/أغسطس، قتل 55 مدنياً على الأقل وأصيب 170 بجروح في مدينة الحديدة في سلسلة انفجارات أمام مستشفى الثورة وفي قصف استهدف سوق السمك، وفق أطباء وشهود عيان واللجنة الدولية للصليب الاحمر.
فشل في جنيف واستئناف الهجوم
أعلنت الأمم المتحدة في 8 أيلول/سبتمبر فشل مساعي عقد مفاوضات غير مباشرة بين أطراف النزاع في جنيف بعدما رفض المتمردون في اللحظة الأخيرة التوجه للمشاركة في أول مشاورات منذ 2016 من دون الحصول على ضمانات من الأمم المتحدة بالعودة سريعا الى العاصمة. وفي 18 من الشهر ذاته، أعلن التحالف استئناف عملياته.
في 24 تشرين الأول/اكتوبر قتل عشرات المدنيين بحسب الأمم المتحدة في ضربات في محافظة الحديدة، واتهم المتمردون التحالف بالوقوف وراءها.
وفي 30 تشرين الأول/اكتوبر دعا وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس أطراف النزاع الى وقف الأعمال الحربية وفتح مفاوضات سلام خلال 30 يوما. وفي اليوم التالي عبر مبعوث الأمم المتحدة عن رغبته في استئناف المحادثات “بحلول شهر”.
معارك ميدانية وضربات جوية
في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر وقعت مواجهات بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة في جنوب الحديدة. وتزامنت مع إعلان الحكومة استعدادها لاستئناف المفاوضات.
في 8 تشرين الثاني/نوفمبر تمكنت القوات الموالية للحكومة اليمنية من دخول مدينة الحديدة من جهتي الجنوب والشرق.
ونددت منظمة العفو الدولية بغارات التحالف بينما اتهمت الحوثيين باستخدام مستشفيات في المدينة لأغراض عسكرية.
حرب شوارع
في 10 تشرين الثاني/نوفمبر، اندلعت معارك عنيفة عند الطريق الرابط بين الحديدة والعاصمة صنعاء.
وحذر “المجلس النروجي للاجئين” من احتمال تسبب “المزيد من الهجمات الجوية والبرية بانقطاع آخر خط إمداد للغذاء والوقود والدواء لنحو 20 مليون يمني يعتمدون على الموارد القادمة عبر الحديدة”.
وفي 11 تشرين الثاني/نوفمبر، قتل 61 مسلحا من الطرفين في غضون 24 ساعة بينما اندلعت حرب شوارع للمرة الأولى في حي سكني في شرق الحديدة.
في 12 تشرين الثاني/نوفمبر، تصدّى المتمردون الحوثيون لهجوم واسع للقوات الموالية للحكومة وألحقوا بها أكبر الخسائر منذ اشتداد المعارك.
تهدئة
في 13 تشرين الثاني/نوفمبر، أعلن قادة القوات الموالية للحكومة أنهم تلقوا أوامر بوقف العمليات القتالية. بعد 12 يوما من القتال والقصف، مقتل قرابة 600 شخص أغلبهم من المقاتلين لدى الجانبين، بحسب مصادر طبية.
في 23 تشرين الثاني/نوفمبر، أكد غريفيث أنه اتفق مع المتمردين الحوثيين على إجراء مفاوضات حول قيام الأمم المتحدة ب “دور رئيسي” في ميناء المدينة الذي يشكل شريان حياة رئيسيا لملايين اليمنيين.
اتفاق، ولكن اشتباكات عنيفة
في 6 من كانون الأول/ديسمبر، تبدأ محادثات السلام اليمنية في السويد بين الحكومة والمتمردين برعاية الأمم المتحدة. وتأتي المحادثات بعد اجلاء 50 مصابا من المتمردين إلى سلطنة عمان وتبادل للأسرى.
وفي 13 من كانون الأول/ديسمبر، يعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سلسلة اتفاقات تم التوصل إليها بين الجانبين، بينها اتفاق لوقف اطلاق النار في محافظة الحديدة.
وفي 14 كانون الأول/ديسمبر، غريفيث يدعو إلى إنشاء “نظام مراقبة” في اليمن لمراقبة تطبيق الإتفاق.
وفي المساء، اندلعت مواجهات في الحديدة بحسب سكان هناك.
وفي ليل 15/16 من كانون الأول/ديسمبر، اندلعت اشتباكات عنيفة واستهدفت غارات جوية مناطق متفرقة في محافظة الحديدة ما أدى إلى مقتل 29 مسلحا على الأقل بينهم 22 من المتمردين الحوثيين، بحسب مصدر في القوات الموالية للحكومة اليمنية. (أ ف ب)