السلايدر الرئيسيكواليس واسرار
مراكز بحث أوروبية تحقق في علاقات مؤسسات قطرية بتمويل الإرهاب في أوروبا
ـ بودابست ـ خاص ـ صعود الاحتجاجات على موضوع الهجرة في أوروبا، بدأ في سياقه يثير شهية البحث والتحقيق في ظاهرة تمويل الإرهاب في القارة البيضاء.
هذا البحث والتحقيق بدأ يكشف لدى بعض مراكز البحث المتخصصة حيثيات الملف المسكوت عنه طويلا في قضية تمويل المراكز المتطرفة بأساليب ملتوية في أوروبا.
فقد كشف تقرير لموقع «يوروبيان آي أون راديكاليزيشن» مدى التغلغل الذي بلغه النظام القطري في بريطانيا، وكيف يقوم بتمويل الجماعات المتطرفة، موضحاً أن بريطانيا ترتكب خطأً كبيراً بعدم مراقبة الأموال القطرية، وأن هناك العديد من التساؤلات حول التمويل القطري للمنظمات الخيرية التي ترتبط بالمتطرفين.
وسلط التقرير الضوء بالتفصيل على الدور الذي تقوم به قطر وأموالها في بريطانيا، منتقداً عدم رغبة الحكومة البريطانية في كشف تفاصيل التمويل الأجنبي للمتطرفين في المملكة المتحدة. وأضاف أن الحكومة أجرت مراجعة رسمية، لكن ليس لديها الكثير لتقوله للجمهور، وكان هناك بيان قصير أمام البرلمان عام 2017 أقل من 600 كلمة حول هذا الموضوع المعقد.
ويمكن تحديد التمويل القطري للمجموعات المتطرفة في المملكة المتحدة بكل سهولة، عبر تسليط الضوء على «صندوق نكتار»، وهو مؤسسة خيرية بريطانية مسجلة تدعمها مؤسسة قطر الخيرية. تأسست عام 2012 وكانت تسمى في الأصل مؤسسة قطر الخيرية المملكة المتحدة. وتم تغيير اسمها إلى صندوق نكتار عام 2017.
وحصل صندوق نكتار على 27.8 مليون جنيه استرليني من مؤسسة قطر الخيرية في السنة المالية المنتهية في مارس 2017، أي أكثر من خمسة أضعاف التمويل البالغ 5.1 مليون جنيه استرليني في عام 2016. ويقدم هذا الصندوق الدعم لمراكز في شيفيلد في المملكة المتحدة وستراسبورج ومولهاوس في فرنسا وميلان في إيطاليا وهامبورج وميونيخ في ألمانيا ونورشكوبينج في السويد.
وبجانب صندوق نكتار، توجد مؤسسة أخرى يمولها القطريون هي «صندوق إيمان» وهي مؤسسة خيرية مسجلة في المملكة المتحدة، وشريك مركز مشروع «صندوق نكتار» في شيفيلد. ويوجه الصندوق الشكر والامتنان للدعم القطري على موقعه الإلكتروني، وفقا لتقرير الموقع.
وكشفت صحيفة «تليجراف» أن الصندوق يضم بين أمنائه خالد المذكور، الذي يعتبر أحد الداعمين البارزين لجماعة الإخوان. وبجانب المذكور، يوجد أحمد الراوي وهو عضو مجلس أمناء الصندوق، وكان رئيساً لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، والجمعية الإسلامية لبريطانيا، وكلاهما يعتبران قريبين من الإخوان.
وتضم قائمة الدعم القطري للمؤسسات والمراكز المشبوهة، مركز غرب لندن الثقافي الإسلامي، والمعروف سابقا باسم «المنتدى»، وهو مسجد سلفي كبير يقدم أنشطة تعليمية وشبابية، بينما له سجل طويل من استضافة دعاة الكراهية المعروفين.
وفي عام 2017، رفع المسجد شكوى إلى «منظمة معايير الصحافة المستقلة» حول تقرير صحفي وصفه بأنه ينشر أفكاراً متشددة، وقال إنه مرتبط بالمساجد المشتبه في نشرها للأفكار المتشددة بين الشباب. ورفضت منظمة معايير الصحافة الشكوى.
وأشار التقرير إلى منظمتين أخريين تدعمهما قطر، ألا وهما منظمتا «كيدج» و«ميند»، وهما من أكثر الجماعات سيئة السمعة في المملكة المتحدة. وذكر أن التمويل الأجنبي للجماعات المتطرفة من أكثر المشكلات إثارة للجدل والحساسية والغموض في إطار جهود مكافحة التطرف.