السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا

المغرب: حزب الاستقلال يطالب بإحداث هيئة استراتيجية للجهوية المتقدمة محملا الحكومة التأخر في تنزيله

فاطمة الزهراء كريم الله

ـ الرباط ـ من فاطمة الزهراء كريم الله ـ طالبت اللجنة المركزية لحزب الاستقلال، بإحداثُ هيئة استراتيجية للجهوية المتقدمة تتولى قيادة وتتبع تفعيل نقل الاختصاصات والموارد للجهات، وتنفيذ البرامج التعاقدية مع الدولة في إطار السياسات العمومية والمخططات القطاعية المعتمدة. ودعت إلى إعادة الاعتبار لمغاربة العالم،  والعمل على إدماجهم في مختلف مناحي الحياة السياسية و الاقتصادية والاجتماعية واعتبارهم انتخابيا الجهة رقم، 13 وتقسيمها إلى دوائر انتخابية دولية، وذلك على مستوى انتخابات مجلس المستشارين.

كما طالبت بضرورة إشراك منتخبي الأقاليم الجنوبية في المائدة المستديرة بجنيف حول الصحراء، إلى جانب المجتمع المدني، على اعتبار أنه يشكل تحول نوعي هام في مسار تدبير هذا الملف، ومعادلة سياسية تستوعب أبعاد الشرعية الانتخابية والتمثيلية السياسية والمدنية لغالبية ساكنة الصحراء.

ودعت اللجنة المركزية لحزب الميزان في بيان لها وصلت لصحيفة “” نسخة عنه، إلى الانخراط في مواصلة الإصلاح السياسي والمؤسساتي، والحد من حالة الالتفاف على المكتسبات في مجال الديمقراطية و حقوق الإنسان والحريات العامة، و إلى حلحلة الوضع السياسي الداخلي، والخروج من المنطقة الرمادية الموسومة بالتلكأ والانتظارية والتردد في إقرار الإصلاحات السياسية والمؤسساتية والمُضي نحو ملء السقف الإصلاحي المتقدم الذي يتيحه الدستور من أجل القطع مع بعض مظاهر التردد في تطوير المنظومة الحقوقية والسياسية، والتوطين النهائي للديمقراطية ببلادنا، باعتبار الديمقراطية الحقة هي المدخل الوحيد للنموذج التنموي الجديد التي تنشده بلادنا.

هذا و يعرف موضوع الجهة اهتماما في المغرب لكونه ويقوم على تعبئة المواد و الطاقات المحلية من أجل ترسيخ الديمقراطية و تطوير البناء الجهوي. ويعتبر برنامج الجهوية الموسعة من الأولويات الدستورية، وهو من البرامج الإصلاحية الكبرى المهيكلة للمملكة المغربية، التي تروم خلق فلسفة جديدة في تدبير الشأن المحلي، عبر إعطاء الجهة صلاحيات موسعة، ودعم الساكنة المحلية على تدبير أمورها بما يتواءم وخاصياتها، وذلك في إطار الحكامة الترابية.

وبهذا أصبحت الجهة في المغرب مطالبة أكثر من أي وقت مضى بأن تساهم في النمو الاقتصادي. و أعطى دستور 2011 نقلة نوعية في تعاطي الدولة مع مفهوم الجهات والجهوية المتقدمة، حيث تم تخصيص الباب التاسع منه «للجهات والبلديات» كتعبير عن إرادة المشرع في الارتقاء بالجهوية كخيار ديمقراطي لتدبير الشأن العام الجهوي، يهدف لإحداث تحول نوعي في نمط الحكامة الترابية، وتطوير وتحديث هياكل الدولة، والنهوض بالتنمية المندمجة، في إطار الالتزام بمبادئ الشفافية والنجاعة والمسؤولية.

وحمل الحزب في بيان له، مسؤولية تعطيل الحكومة لمشروع الجهوية المتقدمة، نظرا لغياب الإرادة والرؤية السياسية لديها لنقل اختصاصاتها من المركز إلى الجهات، وبقاء المجالات سجينة اختيارات مفرطة في المركزية وغير قادرة على تحقيق التنمية المنشودة.

وأكد على ضرورة الالتزام بمبدأ فصل السلط وتوازنها، وعدم المساس بمقومات دولة الحق والقانون، وضمان شروط المحاكمة العادلة، واحترام قرينة البراءة ،والمساواة امام العدالة بدون أي تمييز أو انتقائية، وتحصين القضاء من التأثيرات الخارجية كيفما كان نوعها ومصدرها.

وكانت قد رصدت الدولة المغربية، إمكانيات مالية مهمة لتفعيل مشروع الجهوية حيث نص الفصل 142 على إحداث صندوقين، صندوق التأهيل الاجتماعي وصندوق التضامن ما بين الجهات، وتعتمد اللامركزية على استراتيجية توزيع وتدبير الموارد المالية الوطنية ما بين مستوى الدولة المركزية والجهات المتقدمة.

و ساهم التقطيع الجهوي الجديد في توسيع الاختصاصات التنفيذية لرئيس مجلس الجهة، وكذا إحداث 12 جهة بدل 16 وهي كالتالي جهة طنجة تطوان، جهة الشرق و الريف، جهة فاس مكناس، جهة الرباط سلا القنيطرة، جهة بني ملال خنيفرة، جهة الدار البيضاء سطات، جهة مراكش آسفي، جهة درعة تافيلالت، جهة سوس ماسة، جهة كلميم واد نون، جهة العيون الساقية الحمراء و أخيرا جهة الداخلة واد الذهب.

ومن المعلوم فإن مشروع الجهوية، يبقى محط نقاش واسع من طرف الفاعلين السياسيين والنقابيين، كما أنها تعتبر خطوة بالغة الأهمية من ناحية الثقة، التي يوليها العاهل المغربي، للكفاءات والمؤهلات البشرية الجهوية من خلال تشريفها بتدبير شأنها العمومي الجهوي.

وكانت أحزاب المعارضة في عهد حكومة بن كيران، قد رفضت قانون المسروع التنظيمي للجهوية الذي تقدمت به الحكومة، والذي عرضته وزارة الداخلية على الأحزاب السياسية، الذي عرضته وزارة الداخلية على الأحزاب السياسية، حيث وصف حميد شباط الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، مسودة قانون مشروع الجهوية التي جاءت به الحكومة بالمتخلف. معتبرا أنها لا ترقى إلى مستوى الجهوية المتقدمة، التي دعا إليها الملك في خطاباته. و أن المشروع الذي تقدمت به الحكومة، فيه إحباط سياسي، و لا يلبي انتظارات المغاربة، وخرقا لدستور 2011.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق