السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
في ذكراها الثامنة..التونسيون انتصرنا للحريات ومسار الثورة لم يكتمل
سناء محيمدي
ـ تونس ـ من سناء محيمدي ـ تحيي تونس اليوم الذكرى الثامنة لثورتها في مشهد يتغلب عليه الحراك الاحتجاجي وتذمر اجتماعي متفاقم على خلفية تردي الاوضاع الاقتصادية، وعجز الحكومات المتعاقبة منذ 2011 في ايجاد سياسات اقتصادية ناجعة للإنقاذ البلاد من عجزها المستمر.
وتستعد محافظة سيدي بوزيد، وسط تونس، لاحياء الذكرى الثامنة لثورة البوعزيزي والذي اقدم على إحراق جسده، احتجاجا على مصادرة بضاعته في 17 ديسمبر/كانون الاول من عام 2010، لتشهد تونس بعد تلك الحادثة تقلبات سياسية واجتماعية انتهت بالاطاحة بنظام الرئيس الاسبق زين العابدين بن علي.
ويجمع التونسيون ان ثورة تونس قطفت لهم ثمار الحريات التي اصبحت وسما خاصا بثورة التونسيين، ولا مجال لانتزاعها لكن الوضع الاقتصادي والاجتماعي وسياسة التهميش لم تتغير مطلقا رغم اندلاع الثورة.
مسار ثوري متواصل
واحتفالا بهذه الذكرى، شارك نشطاء على الشبكات الاجتماعية صورا وفيديوهات توثق احتفالهم واعتزازهم بهذه الثورة رغم قتامة الوضع الاقتصادي والاجتماعي، الذي يلف البلاد منذ سنوات ودفع بالتونسيين للنزول الى الشارع في عدة مناسبات للتعبير عن رفضهم لسياسات الحكومات المتعاقبة والتي فشلت جميعها في ايجاد حلولا اقتصادية.
وفي مثل هذا اليوم، تحتفل مدينة سيدي بوزيد، بذكرى الحدث، بتنظيم ندوات فكرية وأنشطة ثقافية وفنية ورياضية، بالإضافة إلى عدد من العروض الموسيقية والسينمائية، ويوم ترويجي للسياحة البديلة.
وشهدت المدينة الليلة الماضية، أجواء احتفالية لافتة، من خلال عرض للفرق الكشفية، تحت عنوان مشاعل ثورة الحرية والكرامة، شارك فيه العشرات من الشباب والأطفال، رافعين العلم التونسي، والعلم الفلسطيني الذي وشّح الشارع الرئيس وساحة الثورة.
في المقابل، تؤكد الحكومة التونسية إنها تعمل على معالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية بمحافظة سيدي بوزيد، حيث صرح وزير الشؤون المحلية والبيئة، مختار الهمامي، الذي يزور المحافظة لمدة 3 أيام، بأنه سيجتمع مع أعضاء المجالس البلدية المنتخبة للتعرف على مشاغلهم والنظر في مدى تقدم استثمارات هذه المجالس.
وأضاف الهمامي ان زيارته تستهدف كذلك “النظر في غلاء الأسعار ومشاريع التنمية وكيفية إيجاد الحلول العملية لإنجازها على أرض الواقع”.
وتابع الوزير قائلا: “هنالك جملة من المبادئ يجب تثبيتها وتفعيلها بعد مرور هذه السنوات، وهي الحق في التشغيل والتمييز الإيجابي وتقليص الفوارق بين الجهات وإعطاء جهة سيدي بوزيد المنزلة التي أسس لها الدستور”.
احتجاجات
بدوره، قال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، لدى إشرافه اليوم الاثنين ، من سيدي بوزيد، أن الوضع العام في البلاد متوتّر على جميع المستويات، مطالبا بضرورة إيجاد الحلول، وتمتيع الموظفين بزيادة محترمة في أجورهم تمكنهم من مجابهة غلاء الأسعار والوضع المعيشي المتردي.
و أكد الطبوبي أنّ اتّحاد الشغل لا يزال يؤمن بالمطالب الأساسية التي ثارَ من أجلها الشباب، والوضع الحالي يتطلب الواقعية وتحمّل الالتزامات، مشيرا الى اتّحاد الشغل بصدد الإعداد والتأطير للإضراب العام في الوظيفة العمومية والقطاع العام المقرر يوم الـ17 من كانون الثاني/ يناير 2019.