العالم
السجن مدى الحياة لقيادي في حزب “المؤتمر” الهندي بسبب شغب وقع عام 1984
ـ نيودلهي ـ صدر اليوم الاثنين حكم بالسجن مدى الحياة بحق قيادي بارز في حزب “المؤتمر” المعارض في الهند ، فيما تعد الإدانة الأبرز في قضية تتعلق بأعمال شغب مناهضة للسيخ عام 1984 .
وقال المحامي اتش.إس. بهولكا ،الذي مثل الضحايا، للصحفيين إن محكمة دلهي العليا أدانت ساجان كومار 73 عاما في جريمة قتل خمسة أفراد من أسرة واحدة في نيودلهي ،وقضت بسجنه “ما تبقى من حياته”.
وألغى القضاة حكم محكمة أدنى في الدرجة صدر عام 2013 ببراءة كومار ،وهو برلماني سابق، من تهم القتل والتحريض على الفوضى في أعمال الشغب. وأمرت المحكمة كومار بتسليم نفسه بحلول 31 كانون أول/ديسمبر.
وقالت المحكمة في منطوق حكمها :”من المهم أن نؤكد لهؤلاء الضحايا الذين لا حصر لهم الذين ينتظرون بصبر أنه بالرغم من التحديات ، فإن الحقيقة سوف تسود وتتحقق العدالة” ، في إشارة إلى امرأة تدعى جاجديش كاور كان زوجها وابنها وثلاثة من أبناء عمومتها هم الخمسة القتلى الذين كانوا يحاربون من أجل اتخاذ إجراء ضد كومار.
ولفتت المحكمة إلى أن “التوابع التي خلفتها تلك الفظائع ما زالت آثارها موجودة” ، مشيرة إلى أن القتل الجماعي كان في الواقع “جرائم ضد الإنسانية”.
وقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص من السيخ معظمهم في نيودلهي بعد اغتيال رئيسة الوزراء الهندية في ذلك الحين أنديرا غاندي ،التي كانت أيضا رئيسة حزب المؤتمر، من جانب حراسها الشخصيين من السيخ في 31 تشرين أول/أكتوبر عام 1984 .
وكان السيخ غاضبين من أن غاندي قد وافقت على عملية عسكرية في “المعبد الذهبي” ،وهو أقدس أماكن عبادة السيخ، لإخراج المسلحين من السيخ.
وبعد وقت قصير من مقتل غاندي ، تردد أن قادة حزب المؤتمر قادوا الغوغاء في مذبحة استمرت أربعة أيام للثأر لاغتيال زعيمتهم.
وعلى الرغم من أن العديد من الشهود والناجين شهدوا بأن قادة حزب المؤتمر حرضوا الغوغاء واستهدفوا السيخ ، فإن كومار هو أول زعيم بارز من الحزب يدان في القضية المستمرة منذ أكثر من ثلاثة عقود.
وقال القضاة : “في صيف عام 1947 ، أثناء تقسيم الهند ، شهدت البلاد جرائم جماعية مروعة ، حيث تم ذبح مئات الآلاف من المدنيين … وبعد سبعة وثلاثين عاما ، تشهد البلاد مرة أخرى مأساة إنسانية هائلة أخرى”.
وأشارت المحكمة إلى أن “المجرمين يتمتعون بمحاباة سياسية ، ويساعدهم في ذلك جهاز إنفاذ القانون غير المكترث” ، مضيفة أنه كان هناك “إخفاق شديد في الشرطة” في هذه الحالات. وقالت إن المحكمة الأولى أخطأت في تبرئة ساجان كومار ، حيث أنه قام بتحريض الغوغاء.
وأفادت تقارير بأن شقيقين أُحرق والدهما حيا بكيا عند النطق بالحكم.
وقال أحد الشقيقين للصحفيين :”لقد حصلت على العدالة بعد 34 عاما … لكننا غير راضين ،ويجب معاقبة قادة آخرين في حزب المؤتمر مذنبين أيضا”.
ورحب بالحكم أيضا وزير المالية الهندي آرون جايتلي ،الذي وصف العنف الذي وقع في عام 1984 بأنه ربما يكون “أسوأ إبادة جماعية” في الهند في الآونة الأخيرة.
واتهم جايتلي حزب المؤتمر وعائلة غاندي بمحاولة منع الضحايا من الحصول على العدالة ومحاولة التعتيم على القضية.
وقال إن :”إدانة ساجان كومار من جانب محكمة دلهي العليا هي تأخر في إقرار العدالة. وسيواصل حزب المؤتمر وورثة عائلة غاندي دفع ثمن الخطايا التي وقعت في أعمال الشغب عام 1984″. (د ب أ)