السلايدر الرئيسيتحقيقات
سياسي كردي: الميليشيات الإيرانية تنفذ عمليات تغيير ديموغرافي في مدينة كركوك
سعيد عبدالله
ـ كركوك ـ من سعيد عبدالله ـ على مدى الأشهر الـ14 الماضية التي تلت سيطرة الميليشيات والحرس الثوري الإيراني عليها لم تشهد محافظة كركوك استقرارا أمنيا، فالميليشيات التابعة لإيران تسيطر على كافة مفاصل المحافظة، بينما ينشط مسلحو داعش في أطرافها الغربية والجنوبية، وسط تحذيرات من تدهور وضعها الأمني الى الأسوأ مستقبلا.
إضطر عاصم قاسم، مواطن كركوكي يمتلك محلا لبيع المواد الإنشائية في سوق كركوك، الى دفع مبالغ مالية الى الميليشيات الإيرانية التي تفرض الإتاوات على أصحاب المحلات التجارية في المدينة وتعاقب كل من لايدفع لها، يقول قاسم الذي لم يتجاوز الـ40 عاما من عمره لـ””: “يأتي قادة الميليشيات في كركوك بإستمرار الى السوق، ويطالبوننا بدفع أموال أو شراء وجبات الطعام للعشرات من مسلحيهم، ويهددوننا بالقتل وحرق محلاتنا وتهجيرنا اذا لم ندفع، لذلك نضطر الى أن ندفع لهم”، ودعا قاسم الحكومة العراقية الى لعب دورها وإخراج الميليشيات من المدينة وإعادة أوضاعها الى ما كانت عليه قبل أحداث 16 تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي 2017 عندما سيطرت الميليشيات الإيرانية على كركوك.
وشهدت كركوك بعد عام 2003 إدارة مشتركة من إقليم كردستان والحكومة الاتحادية في بغداد، حيث كانت قوات البيشمركة والجيش العراق متواجدتان خارج المدينة، فيما كانت قوات الآسايش (الأمن الكردي) والشرطة تشرفان على الملف الأمني داخل المدينة التي خصص الدستور العراقي لها وللمناطق المتنازعة عليها الأخرى المادة 140 لحل مشاكلها بعد أن شهدت عمليات تغيير عرقي وديموغرافي وتعريب من قبل النظام العراقي السابق.
اعتداءات على المنازل والشركات والمحلات التجارية، ومداهمات تنفذها الميليشيات تحت غطاء البحث عن الأسلحة والمطلوبين ليلا في أحياء كركوك، تسفر عن عمليات نهب تنفذها الميليشيات لممتلكات المواطنين، دون أن تتحرك الشرطة العراقية للحد من هذه الإعتداءات هذا هو المشهد العام لمدينة كركوك الغنية بالنفط. من جهته أوضح ضابط في شرطة محافظة كركوك لـ””: “لم يعد لنا نحن القوات الأمنية النظامية أي دور في كركوك ووجودنا رمزي، لأن الميليشيات هي التي تتحكم بكل شيء ولا نستطيع أن نقف في طريقها لأننا سنقتل “، لافتا الى أن العشرات من منازل المواطنين تنهب يوميا من قبل هذه الميليشيات بشكل علني وتحرق منازل أخرى غادرها أصحابها خشية تعرضهم للإعتقال على يد هذه الميليشيات، كاشفا في الوقت ذاته “هذه المليشيات تنفذ عمليات اختطاف وقتل على الهوية، ومنذ سيطرتها على كركوك بدأت ظاهرة الجثث المجهولة التي يظهر عليها آثار التعذيب تظهر مجددا في شوارع كركوك”.
بدوره أكد عدنان كركوكي، أحد قيادي الحزب الديمقراطي الكردستاني في كركوك، لـ””: “تغيرت أوضاع كركوك بعد 16 أكتوبر، وهذه الأوضاع تتدهور يوما بعد يوم، وحولت الميليشيات المدينة الى معسكر كبير، ولم تعد للمؤسسات المدنية أي دور لها في إدارة شؤون المواطنين اليومية”.
وأشار كركوكي الى أن الميليشيات تنفذ عمليات تعريب للقرى الكردية، وبدأت عمليات التعريب بشكل موسع في كركوك مجددا، وأعادت هذه الميليشيات وإدارة المحافظة العمل بقرارات مجلس قيادة الثورة المنحل في النظام العراقي السابق التي الغيت بعد عام 2003، وتابع “نقل الميليشيات وإدارة المحافظة العشرات من الفلاحين العرب الى القرى الكردية في حدود قضائي داقوق وطوز والمناطق الأخرى الواقعة جنوب وغرب المدينة، وهناك عمليات تهجير للفلاحين الكرد من تلك القرى واسكان الفلاحين العرب فيها”، مضيفا أن التعايش السلمي بين مكونات كركوك باتت في خطر بسبب الخطوات التي تنفذها الميليشيات وإدارة المحافظة.