أوروبا
كاتب ألماني معاد للإسلام يرد على محاولة طرده من الحزب الاشتراكي
ـ برلين ـ اتسم رد فعل الكاتب الألماني المعادي للإسلام تيلو زاراتسين ،بالهدوء على محاولة الحزب الاشتراكي الديمقراطي ،مجددا إخراجه من الحزب.
في تصريحات لصحيفة “تاجس شبيجل” الألمانية الصادرة غدا الثلاثاء، قال وزير المالية السابق في ولاية برلين إن قرار قيادة الحزب هو ” جزء من صراع سلطة داخلي على المسار المستقبلي للحزب”.
وأضاف مؤلف كتاب “استيلاء عدواني، كيف يعوق الإسلام التقدم ويهدد المجتمع” أنه لم يُفاجأ بقرار قيادة الحزب وذكر أنه ينتظر في هدوء ” ما سينسبه مجلس إدارة الحزب لي”، مشيرا إلى أنه يحتفظ بحق الاستعانة بمحام وسلوك الطريق القانوني.
وصرح زاراتسين لصحيفة أخرى بالقول:” أعرف أنني لم أخالف في كتابي الجديد /استيلاء عدواني/ أي مبادئ اشتراكية ديمقراطية، كما أن هذا الأمر يسري أيضا على منشوراتي السابقة”.
وأضاف زاراتسين انه يتعامل مع حقائق يبني عليها حجه، ولفت إلى أنه عضو في الحزب الاشتراكي منذ 45 عاما وأن مواقفه السياسية الأساسية ” لم يطرأ عليها أي تتغير خلال هذه الأعوام الخمسة والأربعين”، وذكر أنه علم بقرار مجلس إدارة الحزب من وسائل الإعلام.
يذكر أن هذه هي المحاولة الثالثة لقيادة الحزب لإخراج زاراتسين منه بعد محاولتين في 2010 و2011، غير أن القواعد الخاصة بهذه الخطوة صارمة للغاية، وكانت اندريا ناليس رئيسة الحزب الحالية قد شاركت في المحاولتين السابقتين بوصفها أمين عام الحزب في تلك الفترة.
ورأى زاراتسين أن ما يطرحه من آراء هو وصف للأحوال التي تستجد ،وليس من قبيل الرأي العنصري، وتمثلت واحدة من نظرياته المحورية في الرأي القائل إن ألمانيا يمكن أن تواجه خطر غربة زاحفة بسبب الزيادة في عدد المهاجرين أصحاب العقيدة الإسلامية.
أما أشهر كتبه فكان كتاب “ألمانيا تلغي نفسها” الصادر قبل ثمانية أعوام، وظهر له مؤخرا كتاب “الاستيلاء العدواني”.
وكان الأمين العام للحزب لارس كلينجبايل، أعلن في وقت سابق من اليوم الاثنين أن نظريات زاراتسين لا تتوافق مع مبادئ الحزب الاشتراكي، مضيفا أن زاراتسين يتسبب في “إضرار كبيرة” للحزب .
وكانت قيادة الحزب طالبت زاراتسين الصيف الماضي بمغادرة الحزب طواعية، بعدما أصدر كتاب ” الاستيلاء العدواني”.
وكان الحزب كلف مجموعة عمل بمراجعة الكتاب ،وبحث إمكانية بدء إجراءات ضد زاراتسين لإخراجه من الحزب. وقال كلينجبايل: “لجنة التحقيق قدمت الآن تقريرا شاملا ومُدعما بالمستندات”، مضيفا أن قيادة الحزب قررت بناء على هذا التقرير بدء إجراءات استبعاد زاراتسين من الحزب. وكانت المحاولتان السابقتان لإخراج زاراتسين قد فشلتا وبقي الكاتب المثير للجدل عضوا ،شريطة عدم التصرف على نحو يضر بسمعة الحزب الاشتراكي.
تجدر الإشارة إلى أن الإجراءات التي يُجرى على أساسها استبعاد فرد من حزب تتضمن عقبات كبيرة، حتى لا يُساء استخدامها في استبعاد أعضاء لا يحظون بشعبية. وكان زاراتسين قال الصيف الماضي إنه لا يزال يشعر أنه “بين أيد أمينة” في الحزب الاشتراكي الديمقراطي. (د ب أ)