الشيخ: رسالتنا واضحة لن نلتزم طالما مزقت إسرائيل الاتفاقات بتصرفات الجيش ومستوطنيه
ـ رام الله ـ من فادي ابو سعدى ـ قالت مصادر إسرائيلية، أن وزير الشؤون المدنية الفلسطيني حسين الشيخ، التقى مع مسؤولين إسرائيليين كبار في القدس، في ضوء التصعيد الأخير في الضفة الغربية. إن الاجتماع عقد بضغط من مصر والأردن من أجل منع تدهور الوضع. وقال إن البلدين توجها على وجه السرعة إلى إسرائيل في محاولة لتهدئة الوضع. فيما التقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني.
وحسب قول الشيخ، فقد ناقش مع محاوريه، من بين أمور أخرى، التصريحات التي أدلى بها إسرائيليون ضد السلطة الفلسطينية وعباس، والتي وصفها بالتحريض، وكذلك اعتداءات المستوطنين والغارات العسكرية على المراكز السكانية الفلسطينية.
وأضاف أنه نقل إلى الإسرائيليين رسالة واضحة مفادها أن الوضع في الأراضي الفلسطينية لا يمكن احتماله بعد. وقال إنه أوضح أن الاتفاقات بين الجانبين تخضع للاختبار – وإذا استمر التصعيد، فقد تصبح غير ذات صلة.
وأكد الشيخ في تصريح للتلفزيون الفلسطيني الرسمي، “أبلغنا الطرف الإسرائيلي رسالة واضحة مفادها أنه طالما أن الاتفاقيات بدأت تذبح وتقتل يوميا على الأرض بسلوك المستوطنين والجيش، فإننا سنعيد النظر بكل الاتفاقيات الموقعة بيننا وبينهم، وأن هذا الموضوع الآن مطروح على طاولة البحث على كل المستويات”.
وتابع أن “الاجتماع جاء بتكليف من سيادة الرئيس محمود عباس، وبعد تدخل جهات إقليمية مؤثرة وتحديدا الأردن الشقيق، وجمهورية مصر العربية، والضغط على حكومة الاحتلال لوقف التصعيد الخطير والمتسارع في الأراضي الفلسطينية”.
وأضاف “أوصلنا رسالة واضحة وضوح الشمس أن ما يجري الآن من تصعيد خطير يستهدف كل الأراضي المحتلة، لا يمكن أن يكون مقبولا علينا، ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذا التصعيد الخطير الذي يستهدف مدننا وقرانا ومخيماتنا، ويستهدف أبناء شعبنا، وفي نفس الوقت هذا الغطاء الذي يعطى من الحكومة الإسرائيلية لقطعان المستوطنين لاستباحة الأراضي الفلسطينية والطرقات والشوارع في كل الضفة، والاعتداء على المواطنين، وسياسة هدم البيوت، والاجتياحات للمدن والقرى والمخيمات، هذا التصعيد جميعه كان مطروحا على طاولة البحث اليوم”.
وقال: “أوضحنا للطرف الإسرائيلي أن ما يجري هو تجاوز لكل الاتفاقيات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، وعليه فإن هذه الاتفاقيات التي تستباح وتذبح يوميا من قبل إسرائيل، لن يكون الطرف الفلسطيني متفرجا عليها، وإنما سيكون هناك رد فلسطيني إذا استمر هذا العدوان وهذه الإجراءات الإسرائيلية المتواصلة ضد أبناء شعبنا”.
وأشار الشيخ إلى أن “القيادة الفلسطينية ستعقد خلال أيام اجتماعا طارئا للبحث في الخطوات والإجراءات الواجب اتباعها”. وشدد على أن “الاختبار الجدي في الميدان”، مضيفا “أن الأردن من خلال اتصالات مباشرة تمت معهم من خلال مسؤولين فلسطينيين، وأشقاؤنا المصريون الذين زاروا قبل أيام الرئيس، وتباحثهم معنا ومع الجانب الإسرائيلي في كل هذه التطورات الخطيرة، لعبوا دورا مميزا وهاما في الضغط على حكومة الاحتلال لوقف كل إجراءاتها”.
وأردف الشيخ: “نتمنى من كل هذه الجهود التي بذلت من أشقائنا في الأردن ومصر، وعلى أرضية ما جرى اليوم في هذا الاجتماع بيننا وبين الطرف الإسرائيلي، أن يكون هناك ترجمة لوقف هذا التصعيد فورا على الأرض، لأن الاختبار الحقيقي ما يجري الآن على الأرض الفلسطينية التي هي مستباحة بشكل كامل من الاحتلال والمستوطنين، ولا يعقل إطلاقا أن تبقى الأمور على ما هي عليه، الاتفاقيات مزقت وبدأت بحكم الواقع غير موجودة إطلاقا بحكم الإجراءات والسلوك الإسرائيلي اليومي على الأرض”.