السلايدر الرئيسيشرق أوسط

الزائر العربي القادم إلى “سوريا الأسد”… السيسي أم ميشال عون؟!

شوقي عصام

ـ القاهرة ـ من شوقي عصام ـ كسرت زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى العاصمة السورية دمشق، والتقائه الرئيس السوري بشار الأسد، الكثير من التابوهات الخاصة بالعلاقات العربية والإقليمية، في ظل ما تشهده الساحة السورية من تصاعد لحجم المساحات التي يسترجها نظام الأسد للدولة السورية، في الوقت الذي يعتبر فيه “البشير” صاحب التناقضات، خاصة في علاقاته الدولية، الأمر الذي يظهر في السياسة الخارجية لدمشق، خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

قمة التناقضات، وتجاوز مبدأ أن السياسة لا تعرف ثوابت، يتضح في هذه الزيارة، لاسيما أن الضيف هو “البشير”، الذي أباد الوجود الإيراني، من خلال بعثات تشيع في بلاده حتى يلحق بالمحور الخليجي، ويدخل في عباءة القوات التي تقودها المملكة العربية السعودية في اليمن، لمحاربة الحوثيين المدعومين من طهران، وفي الوقت نفسه، يطور “البشير” علاقاته مع الدوحة وأنقرة المعاديتين لدمشق، ليصحح علاقاته مع القاهرة، صاحبة التحالف مع المحور الخليجي المختلف مع نظام الأسد الحليف لإيران.

السؤال الذي يفرض نفسه حالياً، من هو الزائر العربي القادم لدمشق، فهل هو الجار البيروتي الرئيس اللبناني ميشال عون، المرتبط بعلاقات إيجابية، خاصة مع النظام السوري، وهو ذاته الذي تعادي حكومته، التي يقودها الرئيس سعد الحريري، الرئيس السوري حافظ الأسد، أم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي ترتبط أجهزة بلاده السيادية بعلاقات وتعاون أمني مع دمشق، ويمرر دائماً حلولاً للأزمة السورية، تؤكد وحدة الأرض ودعم الجيش السوري، وحق الشعب السوري في اختيار مصيره، وهي أمور تصب في مصلحة نظام الأسد.

من اللاذقية السورية في هذا الإطار، يرد المحلل السياسي، يعرب خيربك على هذا السؤال، فيقول إن التحليل الغالب يميل إلى أن الزائر العربي القادم إلى دمشق، سيكون الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لعدة أسباب منها الموقف المعتدل عربياً للقاهرة في عهده، ولعلاقاته القوية الدولية، لا سيما أن دور وموقع  مصر بالنسبة للعالم العربي يؤهل لذلك، وإذا حدثت هذه الزيارة سيكون لها وضع مفصلي كبير على الساحة الدولية للأزمة السورية، بينما يبدو الرئيس اللبناني الجنرال ميشال عون هو الأقرب، لا سيما في ظل قيادته لوضع تقاربي بين دمشق وبيروت.

وفي سياق الزيارة، يوضح “خيربك” أن الدولة السورية كما قد قالت لوفد أردني في زيارة سابقة، فإن دمشق تنظر إلى الأمام وليس إلى الخلف، ومن جهة أخرى، سوريا استطاعت التعامل مع المعارضة، فليس من الصعب أن تعيد الارتباط مع دول نسميها مشغلة لهؤلاء المسلحين، لافتاً إلى أن الرئيس السوداني كان أول من أعلن العداء لدمشق في بداية الأزمة، إذن سوريا تغلب لغة العقل والحوار، وتعيد الانفتاح إلى الحضن العربي.

وتابعفي تصريحات خاصة لـ””،: “إذا نظرنا إلى الوضع السوداني، فالبشير له علاقات متشعبة، لا ينكر علاقته مع تركيا اقتصادياً وأيضاً جماعة الإخوان، ويمتلك علاقات خاصة مع الحلف السعودي، وأخرى مهمة جداً مع مصر، إذن فهذه العلاقات تجعله رجلاً مؤهلاً ليكون رسالة وسط ترضي الكثيرين”.

وأردف: “من ناحية التوقيت، فسوريا تعيش تطوراً سياسياً وأمنياً، واعتراف الجميع بانتصار سوريا وشرعية الدولة، وهناك كلمة مهمة قالها الرئيسان الأسد والبشير، إنه من الضروري إعادة العلاقات العربية دون التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد”.

وأشار “خيربك” إلى أن الشارع السوري في الأغلب يجزم بأن هناك رسائل أتى بها الرئيس السوداني إلى دمشق، في وقت نرى فيه تحديات عربية وعالمية، ليس أقلها محاربة الإرهاب، مع ضرورة إيجاد قواسم مشتركة في التفاهم.

أما نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، د. مختار غباشي، فقال إن الزيارة توضح مدى حالة الخلل والالتباس في الحالة العربية، وبين علاقات الدول وبعضها البعض، وعدم وضوح رؤية لعلاقة العالم العربي بالقوة الإقليمية والخارجية، فهناك أسئلة عصية عن الإجابة، وهناك اختلاف رؤى، لأن محور دمشق إيراني- روسي يختلف عن المحور الخرطومي السعودي الفرنسي الأمريكي ..هل بوادر لشكل السباق العربي لسوريا أو إقرار بوجود بشار في المرحلة المقبلة؟!

وأوضح “غباشي”، في تصريحات خاصة لـ””،أن الزيارة تتزامن مع بوادر اعتراف عربي بعد الإنكار، بدأ بمقعد شاغر، ثم مقعد للمعارضة، ثم مقعد فارغ بالجامعة العربية، وأيضاً الوضع في الساحة السورية في قمة التناقضات، رعاة الحلول الأمنية من الدول بينهم تناقضات، في حين نرى عمر البشير المطارد الدولي، ثم التحفظ على هذه المطاردة مقابل ترضية ما، واليوم يذهب لـ”بشار” الذي خير في 2011 بين سلام مع إسرائيل وانسحاب من لبنان أو سقوط نظامه.

بينما تقول مدير البرنامج الإفريقي – مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، د.أماني الطويل، إن زيرة “البشير”مرتبطة بظروف الداخل السوداني، الذي يواجه مرحلة حرجة اقتصادياً و”البشير” يرى أن سوريا بوابة لروسيا، وربما يهدف لعلاقة قوية مع موسكو تدعمه في هذه المرحلة، في ظل انشغال الجوار الخليجي بمشكلات الإقليم.

ولفتت “الطويل” في تصريحات خاصة لـ””، إلى أن الزيارة ورقة قوة للنظام السوري، حيث نرى “بشار” على الشاشات، يؤكد أن كيان الدولة السورية ما زال قائماً على الساحة الإقليمية والدولية، مرجحة وجود زائر عربي قريب في الفترة المقبلة، بعد أن صمدت سوريا ومررت أجندة، وربما نرى زواراً من كل الأطراف العالمية، مع تغيرات في التعامل مع الأزمة السورية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق