العالم
بوتين يطرح خططه لتطوير صواريخ في حال انسحاب واشنطن من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى
ـ موسكو ـ طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء خطط موسكو لتطوير صواريخ متوسطة المدى محظورة بموجب معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى المبرمة إبان الحرب الباردة، في حال انسحاب الولايات المتحدة من هذه المعاهدة.
وكان التوتر ازداد حول هذه المعاهدة، حيث توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من المعاهدة، في حين حذر بوتين من سباق تسلح جديد.
ووجهّت الولايات المتحدة في مطلع كانون الأول/ديسمبر إنذاراً نهائياً إلى روسيا أمهلتها فيه 60 يوما للامتثال لمعاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى، وإلا فستنسحب منها.
وتحظر هذه المعاهدة الثنائية الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى التي تطلق من البر، ولكن ليس الصواريخ التي تطلق من الجو أو البحر.
وفي اجتماع في وزارة الدفاع، قال بوتين إن الصاروخ الروسي المحمول بحرا “كاليبر”، والصاروخ الذي يطلق جوا “كاي اتش-101″، وهي صواريخ بالستية، سيتم تحويلها إلى صواريخ يمكن إطلاقها من البر في حال انسحبت واشنطن من المعاهدة.
وأوضح “على الأرجح لن يكون من الصعب جداً إجراء الابحاث وعمليات التطوير المناسبة لوضع هذه الصواريخ على الأرض في حال كان ذلك ضروريا”.
وتحدث بوتين مرة أخرى عن صاروخ “كينزهال” الذي كشف عنه أول مرة في إطار الاسلحة النووية من الجيل التالي في خطابه السنوي حول حالة الاتحاد في وقت سابق من هذا العام.
وقال “لا احد غيرنا يملكه حتى الآن”.
وأشار إلى أن نشر صواريخ كاليبر خلال الحملة الروسية في سوريا أثبت فائدته حيث سمح للجيش بتحسين “هذا السلاح الواعد جدا”.
انضمام دول أخرى للمعاهدة؟
وأشار بوتين كذلك الى انفتاحه ازاء انضمام دول جديدة إلى معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى، أو بدء محادثات للتوصل إلى اتفاق جديد.
وألغت معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى التي وقعها الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريغان والزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشيف، استخدام مجموعة كاملة من الصواريخ يراوح مداها بين 500 و5500 كلم.
وحلت المعاهدة أزمة حول الصواريخ البالستية السوفياتية المزودة برؤوس نووية والتي كانت تستهدف العواصم الغربية، ولكنها لم تضع قيودا على دول تمتلك قدرات عسكرية كبيرة مثل الصين.
وصرّح بوتين الثلاثاء “هناك فعلاً صعوبات في هذه المعاهدة. ثمة دول أخرى تملك صواريخ متوسطة المدى إلا أنها ليست عضواً فيها”.
وسأل “لكن ما الذي يمنعنا من إطلاق مفاوضات لانضمامها إلى المعاهدة الموجودة أو بدء محادثات حول معاهدة جديدة؟”.
وقال أن نحو عشر دول تنتج أسلحة مثل تلك التي تحظرها المعاهدة.
وذكر الخبير العسكري فاسيلي كاشين أنه سيكون من السهل نسبيا تحويل صواريخ كاليبر و”كاي اتش-1010″ لإطلاقها من البر، رغم أن صاروخ كينزهال الأسرع من الصوت يحتاج إلى المزيد من الجهد.
وأضاف “هذا ليس تهديدا، هذا ما سيكون لا بد منه في حال عدم وجود معاهدة”. وقال أن الصواريخ المتوسطة المدى الأرضية أقل ثمنا، ولذلك يمكن لروسيا وضع المزيد منها في مدى أهداف أوروبية، إلا أنه أضاف أن موسكو ترغب في الحفاظ على المعاهدة لحماية نفسها من أي هجوم أمريكي محتمل.
وقال خبير الدفاع الكسندر غولتس أنه يشك في أنه سيكون من الممكن انقاذ المعاهدة، كما اعتبر أن توقع انضمام الصين الى المعاهدة “غير واقعي إطلاقا”.
وأضاف أن هذا “يشكل 90% من قدرات أسلحة الصين النووية”.
ويتهم حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة موسكو بانتهاك المعاهدة من خلال تطوير منظومة صواريخ جديدة يتجاوز مداها، بحسب واشنطن 500 كيلومترً، إلا أن روسيا ردّت هذه الاتهامات معتبرة أن “لا أساس لها من الصحة”.(أ ف ب)