المغرب: استنفار أمني في مدينة بوجدور بعد تفكيك شبكة للاتجار الدولي في المخدرات

ـ الرباط ـ من فاطمة الزهراء كريم الله ـ تعيش منطقة بوجدور جنوب المغرب حالة استنفار قصوى، وذلك بعدما تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تفكيك شبكة للاتجار الدولي في المخدرات، و تحديد ضيعة فلاحية بضواحي المدينة يشتبه في استخدامها كقاعدة خلفية لتسهيل عمليات تخزين وتهريب مخدر الكوكايين.

هذا وحجزت فرقة مكافحة الجريمة المنظمة بالمكتب المركزي للأبحاث القضائية، طنا وأربعة كيلوغرامات من مخدر الكوكايين عالي التركيز، وأوقفت 17 شخصا يشتبه في ارتباطهم بشبكة إجرامية تنشط في مجال التهريب الدولي للكوكايين، من بينهم إسبانيان وثلاثة أشخاص من جنسية كولومبية.

وبحسب المعلومات، فقد قامت عناصر الأمن بتطويق مستودع بمنزل بالحي الصناعي بحي التنمية، ومنعت السكان من الاقتراب من المكان. وتم اقتحام المستودع، حيث جرى حجز بندقيتي صيد غير مرخصتين وخراطيش، وقارب مطاطي يستعمل في تهريب المخدرات، وشاحنة. كما تم حجز كمية من المخدرات الصلبة مدفونة في «مطفية» وسط المستودع، كانت معدة لنقلها إلى دول أوربية.

واستنادا  لبعض المصادر، فإن عناصر الشرطة فرضت حراسة على هذا المستودع الذي هو في ملكية أحد الأشخاص المتحدرين من مدينة طنجة، فيما يستغله على وجه الكراء شخص يتاجر في توزيع المواد الغذائية بسيارته بالجملة على المحلات التجارية في المدينة، منذ أسابيع، وذلك بعد توصلها بمعلومات عن شحنة مخدرات جرى تخزينها بالمكان في انتظار نقلها للترويج، علما أن الشحنة ذاتها وصلت إلى المدينة عبر مراكب للصيد البحري.

و في هذا الصدد، أوضح بلاغ للمكتب المركزي للأبحاث القضائية أنه تم الاهتداء إلى هذه الضيعة في سياق البحث مع أحد المشتبه فيهم من جنسية كولومبية، الموقوف في إطار هاته الشبكة الإجرامية، حيث أسفرت عملية التفتيش عن حجز معدات وآليات لها علاقة بالمسالك الجوية للتهريب الدولي للكوكايين، وهي عبارة عن ثلاثة أطنان و100 لتر من محروقات الطائرة (كيروزين)، وثلاث مضخات كبيرة الحجم للمحروقات، ومحركين، وخمس مولدات كهربائية، وقطع غيار خاصة بالمضخات، وأسلاك كهربائية، و46 برميل يحتوي على 2700 لتر من البنزين، علاوة على معدات ميكانيكية.

مضيفا أن الأبحاث والتحريات الميدانية المنجزة أوضحت أن المشتبه فيه من جنسية كولومبية، تلقى دورات تدريبية في مجال الطيران، وأنه ولج المغرب بطريقة غير مشروعة للمشاركة في إعداد مدرج سري للطائرات بضواحي الداخلة، وتأمين عمليات إقلاع وهبوط الطائرات التي تعتزم الشبكة الإجرامية تسخيرها في عمليات التهريب الدولي للكوكايين من أمريكا اللاتينية في اتجاه أوروبا مرورا بالمغرب.

وأكد المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية يواصل عمليات المسح والتمشيط بضواحي مدينة الداخلة، بتنسيق مع المصالح الأمنية المختصة ترابيا، بهدف رصد وتحديد الممرات التي كان أعضاء هاته الشبكة الإجرامية يعتزمون اتخاذها كمدرج سري للطائرات المستخدمة في التهريب. مشيرا إلى أن عملية تحديد هذه الضيعة يأتي في إطار مواصلة الأبحاث والتحريات المنجزة على خلفية تفكيك شبكة إجرامية عابرة للحدود الوطنية تنشط في مجال الإتجار الدولي في مخدر الكوكايين.

وقال مراقبون، أن بلاغ المكتب المركزي للابحاث القضائية، أماط اللثام عن معطيات جديدة من شأنها أن يكون لها وقع على واقع ومستقبل بوجدور مدينة واقليما. مضيفين أن المنطقة غنية بمؤهلاتها الفلاحية الكبيرة الغير مستغلة، والتي وعوض أن يتم التسريع والتعجيل وتعبيد السبل لانجاز المشروع الفلاحي الهام، الذي سخر له البرنامج التنموي للاقاليم الجنوبية ملايين الدراهم، ويخرج للوجود ويخرج المدينة والاقليم من الجمود الاقتصادي الذي تعانيه، لما أضحت احدى ضيعاتها  شبه مطار صغير وقاعدة خلفية لتخزين وتهريب الكوكايين دوليا. ولما كان إقليم بوجدور، فوق برميل بارود،  قابل للإنفجار في أي لحظة، في وجه تجار المخدرات الذي يسمون “قطط السمان” الذين راكموا الثروات والارصدة، وتاجرت في الحجر وفي البشر، وأوصلوا الاقليم إلى هذه المرحلة من الانهيار الاقتصادي، التي لم يشهد لها مثيلا في تاريخه الفتي، بسبب تسلطهم وتحكمهم في مقدراته.