تعليق حركة الملاحة الجوية في مطار غاتويك بسبب طائرات مسيّرة

ـ لندن ـ قررت السلطات المعنية تعليق الملاحة الجوية صباح الخميس في مطار غاتويك الدولي قرب لندن، إثر رصد طائرات مسيّرة تحلّق في محيطه، في خطوة تنعكس تداعياتها على عشرات آلاف المسافرين قبل أيام من عيد الميلاد.

وأعلن المطار في بيان أن “كافة الرحلات من وإلى غاتويك علقت بسبب رصد أنشطة طائرات مسيّرة جارية حول المطار. للأسف، هناك تأخيرات كبيرة وإلغاء لكافة الرحلات”.

وتابع المطار “نعتذر من كل الذين تأثروا بالأمر لكن سلامة كل ركابنا وموظفينا هي أولويتنا الأولى”.

وكانت حركة الملاحة قد علّقت في هذا المطار الذي يعدّ ثاني أكبر مطار في بريطانيا بعد هيثرو، الأربعاء عند الساعة 21,30 ت غ بعد الإبلاغ عن طائرتين مسيّرتين تحلّقان في الموقع.

وعادت الحركة إلى المطار ليلا لثلاثة أرباع الساعة قبل أن تتوقف مجددا إثر الإبلاغ عن تحليق طائرات مسيّرة في جواره وآخرها عند الساعة 7,00 ت. غ.

وأوصت إدارة المطار المسافرين من غاتويك بعدم المجيء والتحقّق من وضع رحلاتهم مع شركات الطيران.

ودانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي المسؤولين عن الأمر.

وأبلغت الصحافيين أنّ “هذا السلوك غير مسؤول وغير مقبول تماما”.

وتابعت “نشعر بكافة المسافرين الذين يواجهون الكثير من الاضطرابات”.

وفي البرلمان، طرح أعضاء في مجلس اللوردات احتمالية أن يكون الأمر مرتبط بموجة جديدة لحصول اشخاص على طيارات مسيّرة كهدايا أعياد الميلاد هذا العام.

وتأثر نحو 10 آلاف مسافر بهذه التدبير مساء الأربعاء، فيما كان 110 ألف آخرين على وشك الوصول أو السفر من المطار الخميس عبر 760 رحلة.

وتشترك أكثر من 10 وحدات من الشرطة في عمليات البحث عن المسؤولين عن هذا العمل.

وقال المسؤول في الشرطة المحلية جوستن بارتنشاو “نعتقد أنّ ذلك أمر متعمد لتعطيل المطار. لكن ليس هناك أي إشارات على الإطلاق أنّ الأمر مرتبط بالارهاب”.

وتابع “كل مرة نعتقد أننا قريبين من مشغلي (الطائرات المسيّرة)، تختفي الطائرات المسيّرة، حين نفكر في إعادة فتح المطار، تظهر الطائرات المسيّرة مجددا”.

 محاولة العودة للوطن

وأوضح المدير التنفيذي للمطار كريس وودروف للاذاعة الرابعة في “بي بي سي” أنّه من الخطر إطلاق النار على الطائرات المسيرة خشية الرصاص الطائش. وتحدث عن تصرّف “متهوّر” مشيرا إلى أن مروحية تتّولى مراقبة الموقع.

وداخل قاعات المطار، يواجه المسافرون انتظارا غامضا وكئيبا، خصوصا مع عودة الكثيرين الى بلادهم خلال عطلة أعياد الميلاد.

وعلقت غيسيلي فينيش البالغة 43 عاما وكانت ستستقل رحلة إلى مالطا في المطار.

وقالت فينيش لوكالة فرانس برس “العائلة كانت ستلتقي واليوم عيد ميلاد ابنتي لكن كل شيء لم يسر على ما يرام. كنا ننتظر هذا اللقاء منذ وقت طويل”.

وقال مصعب رشدي البالغ 22 عاما الذي كان مسافرا إلى كوبنهاغن “هذا أمر طفولي أن يفعلوا ذلك لان الأمر أثر على أكثر من 100 ألف شخص”.

أما كارين سوستورم-ناندريس البالغة 49 عاما التي كانت في طريقها إلى ستوكهولم فقد قالت “لا يمكننا الخروج من الطابور لأنه يبدو المكان الوحيد الذي يحتمل أن نحصل منه على معلومات. يبدو أنه مستمر لساعات طويلة، سنبقى هنا لوقت طويل”.

ويحظر القانون البريطاني استخدام طائرات مسيّرة قرب الطائرات أو على بعد كيلو مترمن المطارات أو على ارتفاع أكثر من 400 قدم (122 مترا). ويواجه الذين ينتهكون هذا القانون عقوبة السجن خمس سنوات.

ومطار غاتويك هو ثامن أكبر مطار في أوروبا من حيث حركة الملاحة ويوفّر رحلات إلى أكثر من 228 وجهة في 74 بلدا. ويعبره نحو 45 مليون مسافر في السنة. (أ ف ب)