رياضة
لاودا يقر بأن زرع الرئة كان أسوأ من حادثه المروع عام 1976
ـ ميلانو ـ أقر بطل العالم السابق للفورمولا واحد النمسوي نيكي لاودا بأن عملية زرع الرئة التي خضع لها الصيف الماضي، كانت أسوأ من حادثه المروع في جائزة ألمانيا الكبرى عام 1976.
وتوج لاودا الذي أصبح في التاسعة والستين من عمره، بلقبه العالمي الأول من ثلاثة في مسيرته عام 1975، ثم نجا في العام التالي من الموت بعد تعرضه لحادث مروع على حلبة نوربورغرينغ، أدى الى إصابته بحروق بالغة.
وفي مقابلة مع صحيفة “غازيتا ديلو سبورت” الإيطالية، قال لاودا “عندما تعرضت للحادث في ألمانيا، كانت مسألة شهر واحد أو أمر من هذا القبيل، تعرضت لحروق، لقد أحرِقت، لكني غادرت (المستشفى) بسرعة. أما الآن، فقد كانت (عملية) طويلة بالفعل، لكني ما زلت هنا…”.
وخضع النمسوي لعملية زرع الرئة في بلاده خلال شهر آب/أغسطس الماضي، وبقي في المستشفى لشهرين. وتحدث عن تجربته بالقول “كنت أعلم أن الأمر سيكون صعبا، صعبا للغاية. في مثل هذه الظروف، لا يمكنني سوى فعل شيء واحد: القتال”.
وأكد بطل أعوام 1975 و1977 و1984 “لم أكن خائفا قط. لقد كنت بين أيدي متخصصين. فعلت ذلك (قاتل) في كل لحظة، ما زلت أفعل ذلك”.
واعتُقِد بأن لاودا سيفارق الحياة بعد الحادث الذي تعرض له عام 1976، لكنه عاد خلف المقود في وقت لاحق من الموسم ذاته بعدما غاب عن ثلاثة سباقات فقط.
الا أنه يعاني منذ ذلك الحين من الآثار المترتبة عن الغازات السامة التي استنشقها في الحادث الذي تطلب أيضا خضوعه لزرع كلوي عامي 1997 و2005.
وأشار لاودا الذي يتولى منصب الرئيس غير التنفيذي لفريق مرسيدس، إنه تأثر بشكل خاص برسالة مكتوبة بخط اليد تلقاها من بطل العالم السابق سائق فيراري الحالي الألماني سيباستيان فيتل الذي حل ثانيا هذا الموسم خلف سائق مرسيدس حامل اللقب البريطاني لويس هاميلتون.
وقال لاودا “من الأمور التي سررت بها كثيرا هي رسالة بعث بها سيباستيان، مكتوبة بخط يده، مليئة بالكلمات الجميلة والعبارات المحببة. لم أكن أتوقع ذلك. عادة لا يفعل السائقون هذه الأمور، بل يقودون فقط. لكنه شخص طيب”.
وكان فيتل يقاتل على اللقب هذا العام، لاسيما بعد بدايته الواعدة لكن النتائج تراجعت في النصف الثاني من الموسم، ما سمح لهاميلتون بالعودة وفرض هيمنته على مجريات البطولة.
وكشف لاودا أن هدفه كان التعافي السريع لمتابعة التنافس بين فيتل وسائقه هاميلتون على شاشة التلفزيون، مضيفا “لم أفوت علي سباقا واحدا. اتصلت بمرآب (مرسيدس) خلال عطلات نهاية الأسبوع، وكانوا يعلموني دائما بكل التطورات. كأني كنت موجودا مع الآخرين الى جانب الحلبة…”.
وهنأ لاودا هاميلتون على انتصاره العالمي الخامس “لقد كان استثنائيا. لقد فاز بأصعب بطولة، لأن فيراري كان أفضل منا في كثير من الأحيان، لكنه (هامليتون) لم يرتكب أي خطأ. بين سباق والآخر، أو حتى بين الجولات التأهيلية والسباقات، كان يتصل بي، ويطلعني (على المستجدات)، كما فعل (مدير الفريق) توتو (وولف) والآخرون الذين أشكرهم”.
وسخر لاودا من الذين يقللون من شأن فيتل الذي حل ثانيا خلف هاميلتون للعام الثاني على التوالي، موضحا “مر (فيتل) بلحظات من الإحباط، ونحن نعلم ذلك، لكن سيكون من السخف الاستخفاف به”.
وتابع “سيستعيد توازنه. البطل لا ينسى كيفية القيادة”. (أ ف ب)