شرق أوسط

الرئيس الفلسطيني: دعونا نعمل لإحياء رسالة الأمل التي تبعثها مغارة الميلاد في بيت لحم

فادي ابو سعدى

ـ رام الله ـ من فادي ابو سعدى ـ دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى “العمل معا نحو إحياء رسالة الأمل التي تبعثها مغارة الميلاد المتواضعة في بيت لحم، وإلى العمل معا من أجل السلام والعدل كي تسود الحكمة التي تجلب السلام إلى أرض السلام”.

جاء ذلك في رسالة إلى العالم، اليوم السبت، لمناسبة أعياد الميلاد المجيدة. ودعا المؤمنين في العالم وأصحاب النوايا الحسنة كافة “للصلاة والعمل من أجل تحقيق العدل والسلام والمحبة والمساواة بين الجميع، وخاصة من أجل الشعب الفلسطيني المحروم من حقوقه، الذي نريده أن يعيش بسلام وكرامة في وطنه وأرض آبائه وأجداده”.

وجاء في الرسالة “تحتفل فلسطين في هذا الوقت من كل عام مع دول العالم أجمع بعيد الميلاد المجيد، وهو العيد الذي يحتفي فيه شعبنا بميلاد رسول المحبة والسلام”. وأضاف: على الرغم من التحديات التي تواجه فلسطين، فقد رأينا العديد من المدن والقرى الفلسطينية ترفع علم فلسطين وتضيء شجرة الميلاد بمصاحبة الجوقات الدينية وهي ترّنم تراتيل الميلاد في بيت لحم، والقدس، وغزة، ورام الله، وبيت جالا، وبيت ساحور، وبيرزيت، والطيبة، وجفنا، والزبابدة، ونابلس، وأريحا، ومناطق أخرى، وفي عيد الميلاد هذه السنة كما في السنوات التي سبقتها، يستذكر الفلسطينيون رواية البشارة والحكماء الثلاثة من الشرق ومغارة الميلاد.

وأكد الرئيس عباس حرصه الدائم للمشاركة في احتفالات الشعب الفلسطيني بالأعياد، وحضوره قداس منتصف الليل في كنيسة المهد، وكنيسة القديسة كاترينا. وذكر عباس بزيارته مؤخراً لقداسة البابا فرنسيس الذي قال عنه انه كان دائماً وما يزال مصدر دعم له وللشعب الفلسطيني الذي يعاني من الظلم.

وأشار أنه نقل إلى قداسة البابا الأمل الذي يتطلع الشعب الفلسطيني إلى تحقيقه في العام 2019، وهو إنهاء الاحتلال وتحقيق طموحاته الوطنية في بناء دولة على حدود ما قبل الرابع من حزيران عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية والعيش بسلام وأمن بجانب جيرانهم.

وأضاف “إننا نشهد تصاعداً في السياسات الإسرائيلية العنصرية، والنشاطات الاستيطانية الاستعمارية، وبخاصة في القدس، وذلك من خلال العمل الممنهج لتغيير طابعها وهويتها ورسالتها الحضارية وهي التي نريدها مدينة مفتوحة للعبادة لجميع المؤمنين وأتباع الديانات السماوية فيها من المسلمين، والمسيحيين، واليهود، وأن يمارس شعبنا حقه المحروم منه بفعل استمرار الاحتلال، بحرية العبادة في مقدساته المسيحية والاسلامية”.

وأكد وجود تصاعد في السياسات الإسرائيلية المستمرة لإضعاف الحضور المسيحي في الأرض المقدسة، حيث تم هذا العام إغلاق كنيسة القيامة، وذلك في سابقة خطيرة في التاريخ المعاصر، وكان قرار الإغلاق بمثابة رسالة احتجاج ورفض للسياسات الإسرائيلية التي تستهدف الحضور المسيحي في الأرض المقدسة.

وتشمل السياسات الإسرائيلية مصادرة الأراضي مثل أرض الكريمزان وسنّ التشريعات في البرلمان الإسرائيلي التي تسمح بمصادرة أراضي الكنيسة وممتلكاتها، وتوسيع المستوطنات، وهدم المنازل، وسحب بطاقات الهوية للعائلات وحرمانهم من جمع شملهم، كل هذه السياسات ينبغي أن تثير انتباه الشعوب الحرة في العالم أجمع.

وتساءل عباس: هل يقبل العالم المسيحي في أرجاء العالم الاحتفال بعيد الميلاد أو عيد الفصح في الوقت الذي يتم فيه إجبار أبناء الشعب الفلسطيني من المسيحيين، والذين نسميهم الحجارة الحّية في الأرض المقدسة على الهجرة بسبب الظروف الصعبة والحياة القاسية التي يعيشونها جراء سياسات الاحتلال الاسرائيلي وإجراءاته التعسفية؟

وختم رسالته بالقول “دعونا نعمل معاً نحو إحياء رسالة الأمل التي تبعثها مغارة الميلاد المتواضعة في بيت لحم، دعونا نعمل معاً من أجل السلام والعدل كي تسود الحكمة التي تجلب السلام إلى أرض السلام”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق