أوروبا
وفاة السياسي البريطاني بادي أشداون الممثل الأعلى السابق في البوسنة
ـ لندن ـ أعلن الحزب الليبرالي الديموقراطي البريطاني السبت وفاة زعيمه السابق بادي أشداون العسكري السابق الذي شغل منصب الممثل الأعلى في البوسنة بين 2002 و2006، عن 77 عاما.
وقال الحزب الذي قاده أشداون من 1988 إلى 1999، في بيان إن زعيمه السابق قدم “مساهمة هائلة في دفع الليبرالية قدما (…) وسنفتقده جدا”. وكان أشداون أعلن في تشرين الثاني/نوفمبر أنه مصاب بالسرطان.
وكان بادي أشداون “قاد” بين أيار/مايو 2002 وكانون الثاني/يناير 2006 البوسنة والهرسك بقبضة من حديد ولم يتررد في استخدام سلطات شبه مطلقة منحت له بموجب اتفاقات دايتون التي أنهت في تشرين الثاني/نوفمبر 1995 حربا استمرت ثلاث سنوات.
وبسبب احتكاره للسلطة، اتهم بإقامة “نظام حماية مقنع”. لكنه نجح في انتزاع ثلاثة إصلاحات أساسية أولها وضع جيشي جمهورية صرب البوسنة والاتحاد الكرواتي المسلم تحت قيادة مركزية واحدة. أما النقطتان الأخريان فهما اتفاق حول توحيد قوات الشرطة وإقامة نظام جمركي مشترك.
وفي 30 حزيران/يونيو 2004، اتخذ أشداون أهم قرار خلال شغله المنصب وهو إقالة ستين مسؤولا صربيا في البوسنة بتهمة دعم متهمين فارين من المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة.
ولم يتردد أشداون الذي عرف في بريطانيا بنزاهته وعدم القبول بالمساومات، بعيد ذلك في إقالة عدد من قادة البوسنة المتهمين بالفساد.
ونعى رئيس الوزراء البريطاني الأسبق جون ميجور (1990-1997) أشداون ووصفه بأنه “رجل عمل بتفان من أجل البلد الذي يحبه”. وأضاف “في الحكومة كان بادي خصمي لكن في الحياة كان صديقا أقدره جدا”.
ولد بادي أشداون، واسمه الأصلي جيريمي جون أشداون في نيودلهي وأمضى شبابه في إيرلندا الشمالية، لذلك عرف باسم “بادي” الذي يطلقه البريطانيون على الإيرلنديين.
وفي سن الثامنة عشرة انتسب إلى البحرية الملكية حيث خدم 12 عاما في عدد من المواقع من بلفاست إلى عدن ومن بورنيو إلى هونغ كونغ، وتعلم لغة الماندرين الصينية.
وعندما غادر الجيش في 1971، التحق أشداون المعروف بصراحته، بوزارة الخارجية البريطانية التي أرسلته إلى جنيف ليعمل في الممثلية البريطانية في الأمم المتحدة.
وبعد خمس سنوات عاد إلى بلده وبدأ العمل في السياسة. وقد انتخب نائبا في 1983 ثم تولى بعد خمس سنوات قيادة الحزب الليبرالي الديموقراطي الذي أسس على أنقاض حركتي الاجتماعيين الديموقراطيين والليبراليين الصغيرتين اللتين “لم تتفاهما على شيء ولا حتى على الاسم الذي يجب أن تحملاه”، على حد قوله.
ولم يتردد في التعبير عن ميوله المؤيدة للتكامل الأوروبي — الأمر الذي كان مرفوضا في المملكة المتحدة –، وسجل أشداون صعودا سريعا وجعل من الحركة الصغيرة التي يقودها ثالث قوة سياسية في البلاد قبل أن يغادر قيادتها في 1999.
وبعد مغادرته البوسنة، انسحب اللورد أشداون المتزوج وأب لولدين، من الحياة السياسية ليقيم في جنوب غرب إنكلترا ويكرس حياته “لدوره كجد وبستاني”. (أ ف ب)