السلايدر الرئيسيكواليس واسرار
أعيان الاردن يوصون بإعادة النظر بتأشيرات الجنسيات المقيدة بالسياحة الدينية ومنها ايران ومسؤول في الداخلية لـ “”: القرار سياسي
رداد القلاب
ـ عمان ـ من رداد القلاب ـ أوصت لجنة السياحة والتراث في مجلس الأعيان الأردني، خلال اجتماع لها الثلاثاء الماضي، بالعمل على إدخال بعض الجنسيات المقيدة القادمة لغايات السياحة الدينية، وفي مقدمتها إيران التي يعد رعاياها من الجنسيات المقيدة في الأردن، وتحتاج الى موافقة للحصول على تأشيرة لدخول الاراضي الاردنية قبل قدومها للمملكة.
حساسية الاردن تجاة ملف “السياحة الدينية”، عالي جداً وذلك لارتباط تلك السياحة بالسياسة المحلية والاقليمية والعالمية، كذلك بسبب ارتباط الاردن بحلف مع الولايات المتحدة الامريكية، إضافة الى إستحضار ايران ودورها السياسي في المنطقة عند الحديث حول صناعة السياحة في الاردن.
السياسيون ينظرون الى ملف السياحة الدينية على انه (العلاجية والدراسة في الجامعات والسياحة التجارية وتأتي في ذيل القائمة زيارة المزارات والامكان المقدسية)، اما الاقتصاديون فينظرون الى الدعم المتأتي من السياحة الدينية إلى الخزينة الاردنية التي تعاني أوضاعاً اقتصادية صعبة للغاية والتي تصل إلى نحو 10% من النائج القومي، بحسب احصائيات رسمية حصلت عليها “”.
ووصلت مطالبات سابقة إلى وزارة الداخلية الاردنية، تتضمن إلغاء التقييد على الجنسيات الفلبينية والسيرلانكية والهندية والكولومبية والسماح لها بدخول المملكة من دون تأشيرة مسبقة، خصوصاً بعد زيارة العاهل الأردني للهند ودعوة رجال الاعمال الهنود إلى الاستثمار في الأردن وتنشيط السياحة الدينية ايضاً.
وبنفس الاتجاة أكد مسؤول في وزارة الداخلية الأردنية، ان القرار السياسي بإمتياز، وأن الوزارة مازالت تبحث دراسة توصيات الاعيان الأخيرة إضافة الى توصيات جمعيات سياحية وعلاجية وتعليمية وغيرها من القطاعات المختلفة.
وبموجب قانون الجنسية الاردني النافد، فان “الجنسيات المقيدة”، هي تلك التي يشترط على حملة جنسيتها دخول البلاد بحصولها على تأشيرة ـ قبل الدخول ـ، إما عن طريق البعثات الدبلوماسية بالخارج أو عن طريق وزارة الداخلية.
اما الدول او الجنسيات غير المقيد دخولها اراضي المملكة فقد بلغت حوالي 156 جنسية أو دولة حول انحاء العالم، حيث يستطيع رعايا تلك الدول دخول اراضي المملكة عبر جميع وسائل النقل برا أو جوا.
وعرف الأردن، “الجنسيات غير المقيدة”، بأنها الجنسيات التي ليست بحاجة إلى تأشيرة مسبقة، أي تستطيع الحصول عليها مباشرة في المركز الحدودي لقاء الرسم المقرر وقدره 10 دنانير.
وتقع الجمهورية الاسلامية الإيرانية و جمهورية العراق واليمن، في مقدمة الجنسيات المقيدة “اردينا” إضافة إلى جمهورية أفغانستان الديمقراطية، جمهورية باكستان الإسلامية جمهورية سيريلانكا الديمقراطية الشعبية، جمهورية الفلبين جمهورية فيتنام الاشتراكية مملكة كمبوشيا (كمبوديا) جمهورية لاوس الديمقراطية الشعبية جمهورية منغوليا مملكة نيبال جمهورية اتحاد ميانمار جمهورية بنغلادش الشعبية، دولة بابو انيو غينيا.
وقال مسؤول مطلع في وزارة السياحة والآثار الأردنية، انها تدرس توصيات لجنة السياحة والتراث بمجلس الاعيان الاردني فيما يتعلق بإعادة النظر في الجنسيات المقيدة، هي توصية تدرسها الوزارة مع الجهات المعنية منذ أمد بعيد، فيما تؤكد الوزارة أنها تسعى على الدوام لتوفير الخدمات السياحية في مواقع السياحة الدينية وتحرص على تطويرها لاستقبال السياح والزوار.
ولم يذكر المسؤول الاردني لـ”” مزيدا من التفصيلات حول اعداد السياح المتوقع من السياحة الدينية بكافة انواعها واقسامها مكتفياً بالقول: أن الوزارة تولي السياحة الدينية كأحد أهم أنماط السياحة التي تلاقي قبولا واسعا لدى السيّاح في العالم، أهمية وأولوية، سيما وأن المملكة تحتضن إرثا تاريخيا خالدا من المواقع الدينية الإسلامية والمسيحية.
وأكد على أن هيئة تنشيط السياحة تقوم بوضع برامج خاصة للسياحة الدينية بشقيها، لتضمان زيارة المواقع الدينية الاسلامية والمسيحية في مختلف محافظات المملكة، وتعمل الوزارة بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة وجمعية وكلاء السياحة والسفر، على تسهيل حركة السياح والزوار إلى هذه المواقع، فيما تشير النشرات الإحصائية الصادرة عن الوزارة إلى أن المواقع السياحية الدينية بشقيها تشهد ارتفاعا في أعداد السيّاح والزوار.
إلى ذلك، يعاني مقام الصحابي الشهيد جعفر بن أبي طالب في قرية المزار الجنوبي، التابعة لمحافظة الكرك جنوبي الأردن، من قلّة زواره هذه الأيام ومنذ أكثر 12 سنة، بعدما كانت ساحات المقام تمتلئ بأبناء الطائفة الشيعية الذين يقصدونه للسياحة الدينية، فضيوفه من ابناء الطائفة الشيعية من (ايران والعراق) تحديدا، يأتون، ويصلون، ويسلمون ويغادرون،وبإعداد قليلة، دون عائد مادّي على المكان أو الأسواق المحاذية له.
وتشكل قرية المزار الجنوبي في محافظة الكرك السياحية، التي تعرضت لجهوم ارهابي في 18 كانون أول/ديسمبر 2016، نفذه تنظيم “داعش”، إطلاق النار في قلعة الكرك التاريخية بمدينة الكرك وأسفر الهجوم عن قتل عشرة أشخاص، بينهم سبعة رجال أمن وسائحة كندية إلى جانب إصابة 34 شخصا آخرين، مقصداً سياحياً دينياً لاحتضانها رفات أبطال معركة مؤتة الثلاثة جعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة وزيد بن حارثة، إلا أن المكان بات مثار جدل وقلق لدى البعض لكونه يهمّ الشيعة على وجه الخصوص.
ويقول وزير سياحة اردني سابق، لـ””، جرت مضايقات رسيمة على زيارة إبناء الطاائفة الشيعة للمقام الصحابي الجليل جعفر الطيار تحديدا او مقامات الصحابة الإخرى شهداء معركة مؤتة الاسلامية عبدالله بن رواحة وزيد بن حارثة، بشكل محدود بعد إحتلال امريكا للعراق وذلك تخوفا من نقل الفكر الديني الشيعي للبلاد وتكريس القضية الطائفية في البلاد.
ويؤكد الوزير، الذي فضل عدم بيان هويته، ان السياحة الدينية الفاعلة في الأردن هي الأمكان والمنشأت الدينية الخاصة بالديانة المسيحية – الكريمة – خصوصا بعد أكتشاف المغطس وعماد السيد المسيح علية السلام وعدد من الاديرة والكهوف، وجبل نيبو وعدد من “الدروب” والطرق التي سلكها السيد المسيح والرهبان، إضافة الى ما تمثلة محافظة مادبا قيمة ثمينة لدى المسيحين وعجلون وجرش ووادي الاردن حتى في الصحراء المفرق بإتجاة الحدود مع سوريا وحتى البادية السورية “محافظة حمص” ومدينة تدمر السورية.
ويضيف الوزير الإسبق الاردني، ان إحتلال العراق، وإعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين يوم عيد الأضحى المبارك عند الطائفة السنية، وقيام ابناء الطائفة الشيعية بطقوس ومظاهر أدت إلى احتقان وغضب سكان المزار الجنوبي الاردني ـ أبناء الطائفة السنية ـ كذلك سيطرة ايران على مفاصل عصب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العراق وتسهيل دخول “الطائفة الشيعية” إلى البلاد، إدى إلى تحول السياح الشيعة من المزار الجنوبي الاردني إلى زيارة المقامات العراقية.
ويعد المغطس المكان الذي تعمد به يسوع المسيح على يد يوحنا المعمدان حسب المعتقدات المسيحية، في “بيت عنيا” حيث كان يوحنا المعمدان يبشر ويعمد في الفترة الأولى من بشارته.
وأكتشف المغطس في وادي الخرار”في محافظة مأدبا وسط البلاد منذ عام 1996 والواردة في النص الإنجيلي يوحنا (28:1)، ويقضي بتعميد يسوع المسيح على يد يوحنا المعمدان، يقع شرقي نهر الأردن في الأرض المعروفة اليوم باسم المملكة الأردنية الهاشمية كذلك وردت في الإشارة الى إنجيل يوحنا (4:10) والتي تفيد :”أن يسوع المسيح قد سافر أيضاً عبر الأردن حيث كان يوحنا المعمدان يعمد في البداية وذهب مرة أخرى إلى نفس المكان وأقام هناك”.
ويشمل موقع المغطس “المقدس” ثلاث برك في تل الخرار، وتقع البركة الأولى في المنحدر الغربي السفلي للتل، وهي تعود للعهد الروماني، أي ما بين القرنين الثالث والرابع بعد الميلاد، أما البركتان الاخريتان، فهما يقعان على قمة الطرف الشمالي لتل الخرار، والبركة الجنوبية مستطيلة الشكل ولها درج داخلي على الجهة الشرقية وأربع درجات تمتد على امتداد عرض البركة، ويستطيع الحجاج النزول إلى البركة من اجل “التعميد”.
كذلك يحتوي المكان على بركتين مربعتين تعودان إلى نفس الفترة الرومانية، وقد أضيفت الحجارة المربعة المنحوتة إلى الزاوية الجنوبية الغربية للبركة الشمالية الغربية من فترات لاحقة، وربما كانت تستعمل كدرج للنزول إلى البركة، ويصل الماء إلى البرك بواسطة “اقنية” مغطاة بـ”القناطر”.