السلايدر الرئيسيشرق أوسط
العاهل الأردني: انفراجة اقتصادية قريبة.. والتشويه الحاصل مرده ثباتنا اتجاه القضية الفلسطينية.. ومؤتمر لندني في الأفق لدعم المملكة
رداد القلاب
- الكاتبة الصحفية الخطاطبة لـ””: الحوار كان عنوانه الشفافية.. والوضع الإقتصادي هاجس للملك
ـ عمان ـ من رداد القلاب ـ التقى العاهل الأردني، يوم امس الأحد مجموعة من الصحفيين وكتاب المقال الأردنيين في الديوان الملكي، وحمل اللقاء رسائل ملكية تشير الى ان البلاد مقبلة على إنفراجة إقتصادية و سياسية، وهذا هو مرد “الراحة والتفاؤل “الذي يشعر به الملك في هذه الايام، كما اضاف:”ان علاقتنا بالجوار العربي والاجنبي افضل ما تكون”.
ووصف الملك: “التشوية ” و”الاشاعات ” التي تسود البلاد، مردها ضريبة موقف الأردن الثابت تجاة القضية الفلسطينية ومعارضته لصفقة القرن، لافتاً إلى أن التشوية والاشاعات تقف خلفها دول خارجية وقوى خارجية، بحسب ما وصل لـ”” .
ونقلت مصادر لـ”” ان الملك لدية “ثقة بوجود معطيات تحصل عليها من الساحة الدولية والاقليمية على ما يبدو ” تتضمن حدوث انفراجة اقتصادية “قريبة جداً” لم يحدد توقيت لها، ستقود الى تحسين الوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي داعيا الحكومة والقوى السياسية (الاحزاب، النقابات، ومؤسسات المجتمع المدني والمجتمع بشكل عام للاستفادة منها والعمل كفريق واحد.
وعرج العاهل الاردني على ما يجري في البلاد من احتجاجات ضد قانون الضريبة لعام 2018 ومسودة قانون الجرائم الالكترونية ومطالب باقرار قانون انتخاب جديد يتيح انتخاب رئيس الوزراء وقضايا مطلبية اخرى منها التخفيف من الضرائب وارتفاع الاسعار ومحاسبة واسترداد اموال الفساد وغيرها قائلا : نسعى لتحسين حياة المواطن اقتصاديا والتخفيف عليه وان كثير من الفتنة والتشويش من خلال هذه العناوين العريضة إضافة الى ان هناك عدد قاموا بركوب موجة الإحتجاجات.
وطالب ملك الأردن، الحكومة والنواب والاعيان والاعلام والشعب، الاستعداد لموتمر لندن لمساعدة الاردن الذي يعقد نهاية شباط المقبل 2019، والذهاب الى لندن بخطة استراتيجية واضحة المعالم مشددا على وضع تلك الخطة في مؤتمر البحر الميت الذي ينعقد بداية العام المقبل تسبق مؤتمر لندن.
وأشار بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني تلقت ” ” نسخة منه، إلى أن الملك قال: “مر الأردن بظروف صعبة خلال السنوات الماضية، وأنا مدرك تماما لما يحدث في بلدي وفي الإقليم وكذلك ما يجري في عالمنا”، مضيفا: ” أن دول الخليج وقفوا إلى جانبنا مشكورين ولم يقصروا وكذلك العالم وقف معنا من أوروبا واليابان وأمريكا”.
ولفت الملك عبدالله الثاني، لا مانع من إجراء تعديل قانون الانتخاب الذي جاء نتيجة توافق وطني بين الحكومة والنواب والاحزاب والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني وحوار شعبي وشهدت المنظمات المحلية والدولية بنزاهة الانتخابات مؤكداً على عدم توقف الاردن عن الاصلاح .
وأكد على عودة قريبة للعلاقات التجارية والاقتصادية مع سوريا والعراق كاشفا عن زيارة سيقوم بها الى بغداد، ما يمهد الى تحسين الوضع الاقتصادي المحلي بفتح الأسواق لمنتوجات الاردنية والاستفادة من مشاريع الاعمار في البلدين.
وبالتزامن فان الملك يرى أن الغاز المصري سيحل مشكلة كبيرة للأردن، حيث زادت اسعار المشتقات البترولية والكهرباء والغاز، وهو ما يمهد لانفراجة اقتصادية.
وكانت مصر تزود الأردن بنحو 250 مليون قدم مكعب من الغاز يوميا منذ عام 2004 حتى توقفت في آذار/ مارس 2012، بسبب تفجيرات استهدفت أنبوب نقل الغاز الطبيعي في سيناء شمال شرقى مصر.
ووقعت مصر والأردن في آب/ أغسطس الماضي بالقاهرة على تعديلات اتفاقيات بيع وشراء الغاز الطبيعي بين البلدين لاستيراد 10 بالمئة من احتياجات توليد الكهرباء بالغاز الطبيعي من مصر مطلع 2019.
وارسل العاهل الاردني رسائل للداخل للوزراء والمسؤولين والنواب والأعيان والاعلام القوى السياسية، العمل على التقاط الفرصة التاريخية المواتية والشروع بالتنمية الاقتصادية وتشجيع الاستثمار والاستعداد لمؤتمر لندن خلال مؤتمر البحر الميت الذي يسبق مؤتمر لندن.
من جانبها قالت النائب السابق الكاتبة الصحفية في صحيفة الدستور الاردنية خلود خطاطبة انه من الواضح تماما أن الهم الاقتصادي وتحسين مستوى معيشة المواطن يشكل الهاجس الأول لجلالة الملك عبدالله الثاني الذي حرص خلال لقائه مجموعة من الكتاب الصحفيين يوم أمس على استعراض التحديات التي تواجه الأردن وقدرته على تجاوزها، وما يبذله جلالته عربيا ودوليا في هذا الإطار.
وأضافت لـ” ” :”كان لي ولزملائي من الكتاب الصحفيين شرف لقاء جلالة الملك عبدالله أمس، في حوار عنوانه الصراحة والشفافية في مختلف المجالات لعل أهمها الجانب الاقتصادي، وجلالته لم يتردد للحظة في ابداء رأيه حيال مختلف القضايا الداخلية والخارجية بكلمات مغلفة بالتفاؤل والثقة بقدرة الأردن والأردنيين على تجاوز الصعاب كافة”.
وأشارت الى التزام دول أوروبية وخليجية وامريكا بدعمها للأردن، لكن الأهم في الطرح هو التفاؤل بعودة الحركة الاقتصادية مع سوريا والعراق، فطوال عقدين عانى الاردن من الظروف الاقليمية المحيطة ما انعكس على الاقتصاد الاردني الذي كان يجد في هذين السوقين ملاذا هاما لبضائعه وحركة التبادل التجاري، ناهيك عن أن اغلاق الحدود لسنوات، حد كثيرا من النشاط التجاري للأردن مع دول أخرى.
“الأمور بدأت تتحسن” كما يقول جلالته، ولعل النقطة الهامة في التحسن هو عودة تزويد الأردن بالغاز المصري الذي أدى انقطاعه الى فجوة كبيرة في مجال توليد الكهرباء، وساهم أيضا بالاعتماد على النفط لتوليد الطاقة ما القى بثقله على المواطن، ومن المفترض أن تنعكس عودة تدفق الغاز المصري على المواطن قريبا، بحسب الخطاطبة.
وأكدت النائب السابق الخطاطبة، سينعقد مطلع العام المقبل، مؤتمر لندن لدعم الاقتصاد الاردني والاسثمار في البلاد، حيث يعول جلالته على تحديد “الأولويات الاقتصادية الأردنية» في اجتماع سيعقد في البحر الميت، ولن يقتصر تحديد هذه الأولويات على الجانب الرسمي، وإنما سيكون تظاهرة مؤسساتية ومجتمعية بمشاركة الجميع، حتى تكون المخرجات حقيقية وتمثل الحاجة الاقتصادية الفعلية للأردن والأردنيين وليس سياسات حكومية “مشتتة”.
ويعتبر جلالته أن تحديد هذه الأولويات التي سيبنى عليها خطة تنفيذية تترجمها الحكومة، سبيلا لاستعادة الثقة بين الحكومات والشعب، هذه الثقة بحاجة الى اعادة ترميم، ولن تتم الا باشراك مختلف القطاعات ومحاورتهم كل في مجاله والحديث لـ للصحفية الخطاطبة.
ونقلت عن الملك :”رسالة للحكومة ولمجلسي الأعيان والنواب والقطاعات التجارية والصناعية والاعلام والشباب وكل القطاعات ولمن يستعد بأن “يشمر” عن ذراعه، باقتراح الحلول والأولويات للخروج من مرحلة اليأس، وهو بمثابة “دعوة ملكية عامة” للمساهمة في الحل وليس خلق المشكلات والأزمات.
وحول آلية دعوة الصحفيين وغيرهم للقاء الملك، فيتم اختيارهم بشكل دوري من الصحف والمواقع الإلكترونية للتحدث بالشؤون الداخلية والسياسية والاقتصادية ضمن سلسلة لقاءات متجددة.