سمر نادر
يأتي الميلاد ، كعادته ، ليُضفي على القلوب جوا” آسرا” و يُحيي روح الطفولة الكامنة داخلنا ، فنعود اطفالاً تغمر دهشة الانتظار وجهوههم امام لمعان شرائط الهدايا…
يأتي الميلاد مُحمّلا” بالمسرّات ، متعطشا” لملء الكون بما ينقص النفوس من فرح . نُسارع لنُعلّق على اغصان شجرته خفق قلوبنا ، تباشير وجوهنا ، أنوار الأمل في
عيوننا ، أصوات أمالنا ، نجوم احلامنا
المتعددة القياسات و المتفاوتة في درجة البريق ، ونرشّ ثلج الأماني
في كل مكان.
ننثر في المغارة حيث الطفل الالهي و أمه مريم قمح احزاننا المخبوء لينبت وينبت بسكون وسلااااام…
يأتي الميلاد ليُذكرنا بأعظم الهدايا “المخلص” إنما ذاكرتنا البشرية تنتظر الخلاص من فقد و لوعة ثثقل عليها
الزمن الميلادي” .
وددت لو أعيد عقارب الايام للوراء الى الليلة التي تسبق ليلة العيد ، الليلة المفعمة بالحب والمفاجآت التي كانت
تنهمك فيها امي بالتحضير لأحتفال الميلاد والسعادة الدافقة من محياها تغمرنا جميعا”، لم تخفّ يوما” بهجتها فينا لم يهدأ يوما شلال حنانها الهادر الّا أن لليلة الميلاد نكهة خاصة ومميزة عندها ، تحتفل بجمع شمل اولادها حول مائدة المحبة كما احتفلت مريم بولادة ابنها “مائدة الخلاص” .
ميلاد ثالث يهلّ عليّ وانا احاول أن اكتب عن امي ، يُغرقني فيض الكلام ويخنقني لكن روحي عاجزة عن الانسياب بين الورق ، ففي كل حرف يعلق وجه امي، ترقص بسمتها ، يرنّ صدى صوتها ، تلاحقني نظرتها، وتربت على خطواتي لهفتها .
انتظر ميلاد غيابها وأجراس الحنين تقرع في ساحات قلبي .
و أكتب :
” يأتي الميلاد ليُفيض
ما اختزنته من ذكراكِ
بين خلجات الروح
تعبرين الغمام ،
يعبر زمني الحدود الفاصلة
بين الشوق و الفقد .
لا شيء يُبدّل وجهكِ ،
تحتوين الكون بعينيك
وكأنك تبددين ارادة القدر.
ابتسامتك ملائكة
ترنّم لطفل الغياب
– علّه يغفو – .
ترشيّن المدى بالضوء
أمي نجمة أنتِ ،
أم دمعة أبدية تجرح خدّ السماء
و تسقط كل يوم لتنخر قلبي .”
كثيرا” ما ابهرتني في صغري حكاية النجم الذي يُرشد المجوس للمغارة وهل حقا” يُحقق الاماني ؟؟ كثيرا” ما تساءلت بيني وبين نفسي لو كنت احد المجوس ماذا سأهدي للطفل يسوع وما الهدية التي سيقدمها لي بالمقابل ؟
اما رمزية العيد تبادل الهدايا!!.
فلِمَ لا تسولني نفسي لأطلب منه هدية سماوية لو لثوانٍ فقط ( وجه امي ، رائحة حضنها و دفء يديها .)