السلايدر الرئيسيمال و أعمال
سوق المخراز… وجهة المواطن الفلسطيني التي تتماشى مع ظروفه الاقتصادية
محمد عبد الرحمن
ـ غزة ـ من محمد عبد الرحمن ـ لم يكن أمام المواطن أبو احمد الهسي، خياراً بعد تلف ثلاجته القديمة إلا أن يشتري ثلاجة مستخدمة من سوق المخراز، بسبب عدم مقدرته على شراء ثلاجة جديدة موضحا أنها خدمت عنده أكثر من الثلاجة التي اشتراها جديدة وبسعر أعلى من سعر المخراز بثلاثة مرات.
ويقول المواطن: بعد تجربة الثلاجة أصبح عندي قناعة بأن شراء هذه الأجهزة ليس حكرا على الفقراء فقط؛ بل إن جميع المواطنين يشترونها فهى لا تقل جودة عن الأجهزة الحديثة، فهي تحمل نفس المواصفات والماركات، وكل ما في الأمر أنها مستخدمة لبضعة أشهر فقط.
رخيصة
ويتابع” أجهزة المخراز رخيصة مقارنة بالجديدة، ونحن لا نهتم إذا كانت الأجهزة ماركة أم لا، وما يعنيني أن تكون السلع بوضع ممتاز وألا تكون كثيرة الأعطال. لبضائع الجديدة سعرها فيها، رغم ارتفاع ثمنها ولكنها تبقى بأحدث المواصفات العالمية وتبقى طوال العمر عندك وبضمانة عامين؛ وبعد الضمانة إذا تعطلت تستطيع شراء قطعة بديلة من نفس صاحب محل بيع الأجهزة
أما الحاجة أم وليد عبيد (54 عاماً ) فتقول: “لقد اشتريت غسالة مستخدمة وبضمانة عام كامل وبسعر مناسب ومنذ أكثر من أربع سنوات لا تزال موجودة ولم تتعرض لأي عطل .
عدم وجود فرق
تضيف: “في نفس الوقت تحمل مواصفات الجودة العالمية وبأسعار مناسبة وفي حال وجود أي عطل تستطيع أن تجد قطع الغيار في أي مكان بغزة مشيرة إلى أنها لا تجد فرقا بين الأدوات الكهربائية المستخدمة والجديدة طالما تلبي الاحتياجات الأساسية للأسرة“
وتؤكد المواطنة أن الأجهزة التي تباع عند محال المخراز، عدا كونها جديدة (غير مستعملة)، فسعرها يتناسب مع دخل الطبقة المتوسطة، وحتى دخل الفقراء الذين يضطرون لشراء الأجهزة الضرورية“.
في حين يقول سعيد أبو عبيد إن هناك إقبال من المواطنين على شراء أجهزة المخراز، حيث أصبحت محلات المخراز وجهة للفقراء والأغنياء على حد سواء لما تتمتع به من جودة عالية مقارنة مع الأجهزة الأخرى“.
ويتابع” بعد أن تقوم الشركات الإسرائيلية بإجراء تصفيات دورية على أجهزتها للتخلص منها عند نزول موديلات و أنواع أخرى أحدث، حيث تقوم هذه الشركات ببيع ما لديها لتجّار غير إسرائيليين ونحن كتجار من غزة نشتري هذه البضاعة ونبيعها في بأسعار أقل من الأسعار الجديدة .”
ويكمل حديثه” هذه الأنواع من الأجهزة كالثلاجات والغسالات والأفران التي لا يمكن لأي مواطن أن يعيش بدونها، هي من المقومات الأساسية للحياة“.
إنعاش الأسواق
ويشير إلى أن هذه الأجهزة من أفضل الماركات العالمية ولا تمكث عند الدول المستخدمة لها سوى بضعة أشهر، لأن الأوربيين معتادون كل فترة على تغيير أجهزة المنزل، فيشتري التجار الفلسطينيون الأجهزة المستخدمة، ويتم إحضارها عبر إسرائيل وبيعها في القطاع مما يؤدي إلى إنعاش الأسواق.
ويلفت إلى أن بإمكان الشخص شراء عدة قطع من أجهزة المخراز بثمن قطعة واحدة من الأجهزة الأخرى.
ويوضح أبو عبيد أن قطاع غزة عرف أجهزة المخراز الكهربائية منذ عام 2003، مشيراً إلى أن الفترة التي سبقت عام 2003، شهدت تصديراً للأجهزة الإسرائيلية المستعملة والقديمة إلى داخل غزة.
كميات كبيرة
ويذكر أن أجهزة المخراز الكهربائية كانت تدخل إلى قطاع غزة بكميات كبيرة، إلا أن فرض إسرائيل لحصارها الاقتصادي وإغلاقها للمعابر التجارية مع قطاع غزة، أدى إلى تقليص تلك الكميات وتحويل الكمية الأكبر منها إلى الضفة الغربية والأردن.